(12-12-2009, 07:14 AM)إبراهيم كتب: تطال المصاغرة المرأة كذلك في سورة النساء 34 في حالة النشوز ويأمر القرآن الرجل، أي الذكر العربي المسلم، بضربها. يحاولون ستر عوار هذه الآية بالقول إنه يجب أن يضربها بالسواك أو بريشة وما هذا سوى المزاح ثقيل الدم حيث إن الآية تتدرج في شرح صنوف العقاب من "عظوهن" إلى "واهجروهن في المضاجع" إلى درجة أعلى وهي "واضربوهن" والتدرج هنا يبدو فيه تصعيد للغضب من درجة لدرجة أعلى منها إلى أن ينتهي بالضرب والإهانة وتقليل القيمة لدى الإنسان.
كما ترى يا عزيزى انه لم يبدأ بالضرب بل بدأ من العظة الى الهجر فى الفراش الى الضرب وليس له حق إن اطاعته فى ان يفعل أى من ذلك ...وهنا نتكلم عن الطاعة فيما لا يغضب ولكن فيما يغضب الله فلا حق مطلقا للرجل على المرآة .. والاسلام لم يأتى بجديد عند تقرير قوامة الرجل فكل الاديان السماوية تميز النساء عن الرجال لأن الفعل والقدرة تكون للرجل إلا فى حالات تعتبر نادرة وليست أساس للقياس... ويحق لولى الامر تقويم من يلى امرهم ... ولن يصل الامر الى التعذيب أو الحط من الكرامة فلو لم يصلح الضرب فسيكون الطلاق لوجود نص قرأنى ينص على إمساك الزوج لزوجته بالمعروف أو التسريح بالاحسان. فالضرب هنا له نص يحد منه أن يزيد عن حده.
ولكن لماذا يسمح الاسلام للرجل بهذا ولم يمنعه من الاصل ... فالاجابة ان الله يعلم بنا اكثر من أنفسنا وفتش فى حياتك عن كل نموذج للمرآة وضع نسبة مئوية لما تجد وانظر كيف ستجد المرآة فى إدارتها لكل الامور.. ستجد ان الله وضع القاعدة الاكثر ملائمة لطبيعة البشر.. بل على العكس قد قيد الرجل فى اى مجتمع ذكورى ينصف الرجل عن المرآة من أن يتمادى الرجل فى ظلمها..
لو نظرت الى وضع المرآة فى أى دين سماوى ستجد أن الإسلام أكثر الأديان عطاء للمرآة ولنرى معا كيف هذا من واقع القرآن والأحاديث
1) جعل الإسلام المرآة مميزة عن الرجل فى الإنفاق حيث جعل الرجل ملزم بالإنفاق على المرآة وليس العكس. بل جعله ملزم بالانفاق عليها وعلى اولاده منها حتى لو طلقها
2) جعل جزاء الأب – وبالتبعية الام – الذى ينجب فتاة ويحسن تربيتها له جزاء الجنة.
3) جعل نصيبها صريحا فى الميراث نصف الرجل ... ولماذا لم يجعلها مثل الرجل ... لأن الرجل ملزم بالإنفاق على المرآة وعلى أولاده أما مال المرآة فهو لها تنفقه كما تشاء ... ونرى حكمة الله فلو جعل ميراث المرآة مثل الرجل وهى كائن ضعيف بطبيعته لجار كثير من الاخوة الذكور على اخواتهم بصورة اكبر مما نراه فى الواقع .. وانت يا ابراهيم مصرى وتعرف ان بعض اهل الصعيد لا يوزعون الميراث على أخواتهم البنات ظلما وعدوانا بحجة ان مال ابينا لا يذهب الى رجل غريب يفعلون هذا ونحن نتكلم عن النصف بما بالك لو كان المثل.
4) جعل زواج المرآة من ضمن شروطه الأساسية موافقتها على الزوج.
5) جعل من حقها ان تطلب الطلاق لو زوجها أساء إليها. وتوعد الرجل إن امسك زوجته ضرارا بالعقاب ...
6) جعل ميزان الثواب والعقاب واحد للرجل والمرآة. فلا تفرقة عند الله بين ذكر وانثى ولكن كل له عمله ودوره وقدراته فمثلا الحماية والعمل الشاق للرجل والرعاية والحنان للمرآة ....
7) جعل الام والاب لهم حق النفقة من الابن القادر على الانفاق وهم عاجزين
8) جعل الابن ملزم بأحترام امه وابيه حتى لو كانا كافرين.
9) امر بالعدل بين الابناء سواء كانوا ذكورا او اناثا
10) امر الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفق بالنساء لأن عقولهم عاطفية اكثر من واقعية (خلقن من ضلع اعوج) وهذه ميزة فى النساء وليس عيبا فلو كانت مثل الرجل فى التفكير والقدرة ورجاحة العقل ما استطاعت ان تتحكم فيه بأنوثتها ورقتها بل لتنافسا ولم يكملان بعض.
والله اعلم
مع خالص الود
.... متابع معك باقى المقال بإذن الله ......