{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
يسوع، بين الحقيقة والاسطورة
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #2
RE: يسوع، بين الحقيقة والاسطورة
حسب الانجيليكيين سمح يسوع ليوحنا المعمدان ان يعمده بالماء. اليهود كانوا على الدوام يغتسلون ( يتوضؤن !) قبل الذهاب الى المعبد ولكن التعميد بالماء (بمعنى اسالة الماء على الرأس او تغطيس الرأس في الماء) كرمز على الانتقال الى حياة جديدة اقرب الى الله (في العبادة والاخلاص للدين) هو امر ابتدعه يوحنا المعمدان حيث كان يقوم بتغطيس رؤوس اتباعه تحت سطح ماء نهر الاردن.

بعد ذلك بدء يسوع نفسه بالتبشير في الجليل. وتماما مثل بقية المبشرين في عصره كان ينتقل من مكان الى اخر ويخطب في الكنيست حيث تجمع الناس ليأكل معهم ويناقشهم.

الباحثين لايعرفون شكل يسوع او كيف كان يتكلم غير انهم يعلمون ان لغته الام كانت الارامية. قدراته الخطابية وشخصيته الخلابة جمعت له بسرعة بضعة اتباع اصبحوا تلامذته يتبعوه في جميع تنقلاته. حسب مايذكر الانجيل تخلى تلاميذه عن حياتهم السابقة وعوائلهم واعمالهم من اجل البقاء الى جانب يسوع، منذ لحظة لقاءهم معه. غير ان الباحثين يرون ان يسوع كان قد بنى لنفسه صيتا ذائعا قبل ان يلتقي بتلاميذه الاوائل سيمون بطرس واندريا الذين تركوا شبكات صيدهم ليلتحقوا بالمعلم فيعلمهم كيف يصبحوا " صيادين للبشر".

لااحد على الدقة يعلم الفترة التي استمر فيها يسوع بالتبشير غير ان الباحثين يفترضون انها لاتزيد عن سنة واحدة. كل الدلائل تشير الى ان الحركة لم تلحق ان تصبح منظمة. يسوع وتلاميذه كانوا يعيشون ليومهم، حيث ينامون عندما يحصلون على مكان للنوم ويأكلون عندما يجدون من يقدم لهم الطعام. المؤرخين يشيرون الى انه لو كان يسوع قد تجول اكثر من عام واحد لتمكن من تنظيم اموره بطريقة افضل خصوصا انه هو واتباعه مجرد ناس بسطاء (فقراء) غير قادرين على الاستمرار لفترة طويلة بتدبير امورهم بدون دخل على الاطلاق.

بعد فترة قصيرة من تعميد يسوع على يد يوحنا المعمدان قام الرومان بإعتقال يوحنا وإعدامه. حسب الانجيليكيين، قام يوحنا بإتهام النخبة الحاكمة في المنطقة بإنعدام الاخلاق. غير ان الاكثر احتمالا، وكما اشار المؤرخ اليهودي يوهانيس، جرى إعدام يوحنا لكونه يشكل خطرا على الرومان بتعليقاته وقدراته على السخرية الخلاقة. الرومان كانوا يعون ان الدين يمكن ان يصبح سلاحا سياسياً وان مطالب يوحنا بمملكة الله على الارض يمكن بسهولة تفسيرها وتأويلها كدعوة الى الانتفاضة. (وفي النتيجة يعني الامر ان يوحنا سبق يسوع في تقديم حياته على مذبح الخلاص)

في هذا الوقت لايوجد مايدل على ان يسوع اثار قلق الرومان، او شارك في إعتراض على قتل يوحنا، ولو فعل لكان من البساطة ايقافه. في الحقيقة كانت رسالة يسوع في العديد من الاطياف هي ذاتها رسالة يوحنا: حلول موعد نزول مملكة الله اصبح قريب للغاية وجاء الوقت للتوبة والانتقال الى طاعة الله. (لربما المقصود يوم القيامة الذي لازال منتظرا حتى اليوم) وتماما كما كان الامر مع يوحنا كان يسوع ايضا يملك رسالة اجتماعية: في مملكة الله توجد عدالة، ولذلك نفس الشئ يجب ان يكون في مملكة الارض. الانسان يخدم الله افضل من خلال مساعدة الضعفاء.

وحتى في المنطقة الاخرى ( الذي لم يكن يخضع مباشرة للرومان) وقف يسوع ضد النظام القائم. حسب انجيل ماركوس حاولت عائلته اخراجه من حركته الدينية الضالة حيث كانوا يعتبرونه " مختل نفسيا" بمعنى انه كان يعاني من شكل من اشكال الامراض العقلية ولكن يسوع رفض ذلك. لقد رفض السماح لهم بالدخول وعوضا عن عائلته اصبح يطلق على تلاميذه صفة " العائلة الحقيقية". الدعويين من اتباع يسوع كانوا معبئين بالعديد من الفروقات بين مملكة الله ومملكة الارض ، حيث ان مملكة الارض ، حسب مفهوم يسوع ومعاصريه لهذه المملكة من خلال تماسهم مع مملكة الرومان والمقارنة معها، كانت موازية لمعنى الشر واللاعدالة والنفاق والاهتمام بالشكليات، في حين ان مملكة الله كانت على العكس تماما.

في انجيل ماركوس نجد امثلة على النقد الغير مباشر ضد الامبراطورية الرومانية، حيث يسوع سيقوم بطرد ارواح الشياطين من احد الرجال. حسب الرواية يقوم يسوع بسوق الشياطين من جسد الرجل الى قطيع من الخنازير ومن ثم يقوم القطيع بإغراق نفسه في بحيرة. عندما يقوم يسوع بسؤال ارواح الشياطين عن اسمائهم يجيبون:" كتيبة* اسمي، لاننا نحن كثيرين". (* Ligion) حسب الباحث في الانجيل John Dominic Crossan, المختص بيسوع التاريخي يمكن لهذه المقولة تفسيرها على انها ضد الرومان من خلال الاسقاط إذ ان تعبير كتيبة في ذلك الوقت كان يشير مباشرة الى الكتائب الرومانية المرابضة. على طيف هذا التفسير تصبح قصة الخنازير التي تنتهي غرقا، والخنزير حيوان نجس في العقل اليهودي، عبارة عن سخرية لاذعة ضد قوة الاحتلال، مخبأة بعناية في عملية شفاء اعجازي، كانت مقبولة ومفهومة وشائعة في ذلك الوقت.

بالطريقة ذاتها يمكن تفسير جواب يسوع على سؤال فيما إذا كان على اليهود ان يدفعو الضريبة للرومان. كان الجواب:" اعطي ما للقيصر للقيصر واعطي ما للرب للرب". هذا الجواب كان يملك وجهين في اعين المؤمنين، إذ مالذي يعود للقيصر ولايعود للرب؟

على كل الاحوال امتنع يسوع عن توجيه النقد المباشر الى الرومان، ولايوجد مايدل على ان خطبه العصماء عن مملكة الرب كانت تتضمن دعوة الى العصيان. وعلى الرغم من انه كان يدعو الى التغيير الاجتماعي كان ينتظر ان التغيير سيأتي من الرب وليس من الانسان، حسب تصور المؤرخين. إضافة الى ذلك كان يسوع على الدوام يتفق مع ممثلي الرومان وكان يؤكد على ان المرء يجب ان يحب الجميع، بما فيه اعدائه. يسوع كان يأكل مع جامعي الضرائب، وهم اكثر الناس مكروهين في الامبراطورية الرومانية، كما سارع للمساعدة عندما عندما طلب ضابط روماني المساعدة في شفاء احد خدمه (ماتيوس 8:5-10).

الوظائف الحكومية رفضها على الفور قائلا:" ابن الانسان لم يأتي من اجل ان يصبح مخدوما وانما من اجل ان يخدم". وفي الوقت الذي كان اليهود يحلمون، والرومان يخافون، بمسيح حاملا السيف فإن يسوع احبط الطرفين. المؤرخين يشيرون الى ان يسوع نفسه كان يعتبر نفسه يهودي مؤمن، ولذلك نرى ان يسوع حافظ بقوة على الوصايا العشرة التي حصل اليهود عليها من يهوة، حسب القناعات اليهودية، وقد اتبع وصية الطهارة امام عيد الفصح وتقديم الضحية وماشابهة. على هذا الاساس فإن مايدعيه الانجيل من روايات كثيرة عن يهود اخرين ادانوا يسوع لكونه استخف بالصحف المقدسة امر غير صحيح، حسب العديد من المؤرخين بما فيهم E.P. Sanders

يتبع...................................................
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 12-20-2009, 12:52 PM بواسطة طريف سردست.)
12-20-2009, 12:52 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
RE: يسوع، بين الحقيقة والاسطورة - بواسطة طريف سردست - 12-20-2009, 12:52 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مقدار الحقيقة في الخروج والكوارث العشرة طريف سردست 1 2,200 01-09-2012, 05:01 AM
آخر رد: فخر الصادق
  هل مات يسوع على الصليب؟ سهيل 2 2,399 11-20-2008, 08:46 PM
آخر رد: خالق محجوب

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS