{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
يسوع، بين الحقيقة والاسطورة
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #4
RE: يسوع، بين الحقيقة والاسطورة
حسب انجيل ماتيوس جاء "مجموعة كبيرة تحمل السيوف والتروس مُرسلة من قبل رؤساء الكهنة والشيوخ" وقادوا يسوع. احد تلامذة يسوع المسمى يهودا الاسخريوطي اشار الى الذي عليهم اعتقاله. المؤرخين يعتقدون ان القصة صادقة، إذ لاتوجد اسباب لدى الانجيليين تدفعهم للكذب وتأليف قصة عن خيانة بين قادتهم. ومن الصعب معرفة دوافع يهودا لخيانة يسوع. حسب بعض النظريات اصيب يهوذا بالاحباط لعدم قيام يسوع بمقاومة الرومان بشكل مباشر وكان يرغب ان يستفز مواجهة مباشرة. البعض الاخر يعتقد انه خان معلمه بسبب الطمع، إذ يذكر الانجيليين انه قبض 13 قطعة من الفضة ثمنا للخيانة. (غير ان مخطوطة عثر عليها قرب المنيا وتعود الى القرن الرابع تتكلم عن ان يهوذا لم يخن يسوع، للمزيد اضغط هنا)

الحاكم الروماني بونطوس بيلاتوس سمح لنفسه، حسب الانجيليين، ان يؤيد رغبات القادة اليهود في إعدام يسوع. كان القادة اليهود يموجون بالغضب لكشف يسوع لنفاقهم لذلك اتهموه بالكفر، حسب مايذكر الانجيل. جماهير من اليهود دعموا رغبات قادتهم وافشلوا محاولات بيلاتوس لاطلاق يسوع. وتعبيرا عن احباطه قام بغسل يديه كرمز عن عدم مسؤوليته عن إعدام يسوع.

هذه الرواية لاتتفق مع مايعرفه المؤرخين عن قواعد الحكم في فلسطين المحتلة. بالتأكيد يريد الرومان ابقاء علاقات طيبة مع النخبة اليهودية، ولكن القرار النهائي كان على الدوام بيد الرومان. لهذا السبب فإن أهمية رأي اليهود في الموضوع محدود للغاية وغالبا يصدر عن النخبة اليهودية مايريد ان يسمعه الرومان إذ ان النخبة الاريستوقراطية اليهودية لائمت نفسها لحقيقة انه من الاولى ان تسبق الرومان في قول مايريدون على ان يصدر القرار الروماني بالتعارض مع الرأي المعلن لليهود، إذ ان ظهور تعارض الى السطح في الجو المتوتر في ظروف عام 30 ميلادي ، قد يؤدي الى انتفاضة ستكون نتائجها وخيمة على الجميع، ومن اجل تفادي اي تعارض يستفز غضب الرومان وافقت النخبة ترديد رغبات الرومان بشأن يسوع وتحمل مسؤولية تصفيته.

هذا الاستنتاج يوافق معه الانجيليكي يوهانس احد كبار رجال الدين اليهودي. مباشرة قبل قدوم يسوع الى اورشليم اجتمع كبار شيوخ اليهود وناقشوا الخطر الذي يتضمنه تجمع العديد من الاتباع حول يسوع. في هذا الاجتماع قال يوهانس: " من الافضل لكم فقدان شخص واحد على ان ينسحق الشعب بأسره". عندها اتفقوا على الوقوف الى جانب رغبة الرومان من اجل عدم تعريض السلام ومواقعهم للخطر من اجل خاطر مُبشر. لهذا السبب، فإن الرواية التي تفول ان المجموعة التي اعتقلت يسوع كان اعضائها من اليهود، على الاغلب صحيحة.

الرواية التي تصور الحاكم الروماني بونطيوس بيلاتوس Pontius Pilatus, على انه صاحب قلب رحيم وغير حازم لاتتطابق مع بقية المصادر. هذا الحاكم معروف على انه شديد وقام بإعدام العديدين بدون محاكمة. مثلا ، بعد موت يسوع ببضعة اعوام، سمح بإعدام مجموعة من الحجاج الامر الذي كلفه منصبه كحاكم لفلسطين. كون الانجيليكيين يسوقونه في صورة رحيمة ويحاولون رفع العتب عن الرومان في موت يسوع سببه حسب المؤرخين، في كون المسيحين في القرن الاول احتاجوا الى منافقة الرومان في حين ان اليهود، والى درجة كبيرة، لم يعد لهم دور في السلطة في فلسطين.

يكتب المؤرخ اليهودي Josefus عن إعدام يسوع:" هو كان خريستوس، وعندما حكم عليه بيلاطوس بالصلب لم يصاب بالاحباط من الذين احبوه". المؤرخين لايعلمون تفاصيل عملية الصلب ولكن حسب روتين العملية كان يجري بسمرة اقدام وايدي المحكوم عليه على الصليب بحيث يصبح معلقا من اكتافه. هذا الوضع يسبب ضغط قوي على عظام القفص الصدري والحجاب الحاجز بحيث ان المحكوم يختنق ببطء. هذا الموت كان يعتبر إهانة وغالبا كان مخصص للاشخاص من اسفل الهرم الاجتماعي مثل العبيد ومثيري الشغب وافراد الانتفاضات واللصوص البسطاء. لهذا السبب يعتد المؤرخين ان يسوع جرى الحكم عليه حسب المادة التي تعاقب الاساءة الى صورة الدولة وبالتالي فقد كان حكم سياسي، بالتعبير الحديث.

الصراع مع الموت كان يمكن ان يستمر بضعة ايام، ولكن يسوع مات بعد بضعة ساعات. حسب الانجيليين نادى يسوع ربه قائلا:" ايلى ايلى لما شبقتنى" اى الهى الهى لماذا تركتنى"متى27:46
بعض المؤرخين يدعون ان هذا المعنى جرى اضافته في فترة لاحقة، في حين يرى البعض الاخر ان هذا التعبير هو دليل على ان يسوع لم يكن ينتظر ان يموت على الصليب.

وبغض النظر فيما إذا كان يعلم بمصيره او انه كان في المكان الخاطئ في الوقت الخاطئ ، فإن صلبه غير التاريخ. لقد قام الرومان بصلب الانسان يسوع ولكنهم عبدوا الطريق لحركة دينية اقوى من كل توقعاتهم، لم يتمكنوا من الانتصار عليها الا من خلال تبنيها. (مثل هذا الامر لازال يتكرر في التاريخ بشكل من الاشكال حتى اليوم، كما نرى في احداث حياة المهاتما غاندي، ومارثن لوثر كينج ونيلسون مانديلا والدالاي لاما.)

يتبع..
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 12-22-2009, 11:24 PM بواسطة طريف سردست.)
12-22-2009, 11:23 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
RE: يسوع، بين الحقيقة والاسطورة - بواسطة طريف سردست - 12-22-2009, 11:23 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مقدار الحقيقة في الخروج والكوارث العشرة طريف سردست 1 2,204 01-09-2012, 05:01 AM
آخر رد: فخر الصادق
  هل مات يسوع على الصليب؟ سهيل 2 2,401 11-20-2008, 08:46 PM
آخر رد: خالق محجوب

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS