أتفق معك عزيزي طارق ان العداوة ضمن التيارات المنشقة عن اصل واحد عادة ما تكون أشد من العداوات مع الاخرين, و هذا يحصل في كل التيارات و الاديان و الجماعات و الاحزاب , و الامثلة الكلاسيكية حول هذا الموضوع اكثر من ان تحصى, و اخرها الجبروت الذي ظهر به النظام المصري ازاء ملحمة أم درمان العظيمة او المجزرة الرهيبة التي حلت بالجيش المصري على معبر رفح نتيجة سقوط عريف ركن نتيجة المواجهات مع المساكين الجائعين الفلسطينيين, بينما كان الاسرائيليين كانوا يصطادون حرس الحدود المصرين كالعصافير بدون ان يحرك احدا ساكنا حول ذلك...

لكن ما اود ان اقوله هو ان ما يحكم العداوات و التحالفات بين اي انظمة و جماعات هي المصالح السياسية قبل كل شيئ, و تلك تتخفى بالعوامل الدينية و العقائدية او تتخذها ستارا...
فالعداوة بين طالبان و ايران, هي نتيجة ابعاد سياسية قبل كل شيئ, و المجاهدين الافغان قبل وصول الطالبان كان بينهم و الى الان حلفاء لايران, و هناك جماعات اسلامية سنية حليفة لايران و اخرى على عداء معها في مختلف انحاء العالم الاسلامي ... المفصل في هذا الوضع هومرجعية تلك الحركات, هل هي تابعة للمحور السعودي, هل هم سلفيين ام وهابيين ام اخوان مسلمين الخ....

عندنا مثلا في لبنان الجماعة الاسلامية كانت في المحور المؤيد للمعارضة و ضمنها حزب الله, قبل ان يتدخل النفوذ السعودي على الخط و يحدث انشقاق فيها (خروج مؤسسها فتحي يكنو تأسيسه جبهة العمل الاسلامي الحليفة لحزب الله) ثم عودة الجماعة الاسلامية الام لصفوف المعارضة و مشاركتها في مظاهرة 8 آذار الشهيرة, قبل ان تدخل السعودية و مصر مجددا على الخط و تقنعها بالانضمام الى 14 آذار مجددا....و الان هناك توجهات مجددا لدى الجماعة بالعودة الى صفوف 8 آذار بعدما خذلها حلفاءها في الانتخابات و تشكيلة الحكومة مؤخرا... يعني ببساطة حيرونا معهم, هم مع مين؟
نفس الشئ كان ممكن الحدوث مع طالبان, تخيل مثلا لو تحالفت باكستان (حاضنة الطالبان الاصلية) مع السعودية مع ايران ضد عدو مشترك جديد (مع ان ذلك امر مستحيل-لكن سلم جدلا) فان العداوة بينهما كانت حتما ستزول و لو مؤقتا حتى زوال تركيبة التحالفات....
القصة ذات تأثيرات سياسية و تحالفات بامتياز, نعم للبعد العقائدي تأثيره طبعا, لكن في النهاية المصالح السياسية هي التي تتحكم في اخر المطاف...

طارق كيف سوريا من عندك؟