{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
يسوع، بين الحقيقة والاسطورة
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #10
RE: يسوع، بين الحقيقة والاسطورة
سادتنا في الجاهلية سادتنا في الاسلام

ملاحقة المسيحيين استمرت ايضا في الانحاء الاخرى من الامبراطورية الرومانية. عام 202 اصدر القيصر سيبتيموس سيفيريوس Septimius Severus, مرسوم بمنع التحول الى المسيحية، وفي المدن الرئيسية مثل روما ، كارثاغو، وكورينث جرى ملاحقة المسيحيين بدون شفقة.

القادة الدينيين جرى نفيهم الى المهجر في حين ان المؤمنيين العاديين جرى ارغامهم على التوجه الى الالهة الرومانية. قام الرومان بربط الرجال والنساء والاطفال مع بعض وامروهم بتقديم العطايا والتضحيات الى الالهة. الخمر القادم من المعابد والذي كان من عطايا الناس للالهة جرى صبه على جميع الطعام في الاسواق، بحيث ان المسيحي يتضطر اما الى شراءه واكله او الموت جوعا. من يعارض، يوضع في السجن وتصادر امواله واملاكه ويمكن ان يجري تعذيبه. الكتاب المقدس جرى احراقه، والكنائس جرى هدمها، والمسيحيين العاملين في الجيش والادارة سحبت مراتبهم ومناصبهم. ومن تكلم كان يمكن ملص لسانه او يحرق على المحرقة. كتب القيصر ديكليتيانوس، Diocletianus, 302 : " اكثر مانخشاه، انهم ومع الزمن، (..) سيقومون بإصابة جميع انحاء الامبراطورية بسم خبيث".

وكما هي العادة في مثل هذه الظروف يتحول الملاحقين الى العمل السري، ويستمر اعداد المسيحيين بالتزايد. بل ان الاضطهاد يقدم قوة دفع اضافية لمثل هذه الحركات. يكتب احد الاشخاص الكلمات الاخيرة لاحد الذين تعرضوا للتعذيب، يقول:" آه، كم هو شرف عظيم وفضل كبير هذا الذي اختاره الله برحمته كنصيب للمرء، بحيث انه ومن خلال التعذيب وسكرات الموت يشهد ان الرب هو السيد، من خلال الجسد المحطم وانفاسه الاخيرة يشهد ان المسيح هو ابن الله".

احدى الروايات المشهورة والمتتداولة بين المؤمنين القدماء كانت تتكلم عن كاهن سميرنا والذي حُكم عليه بالموت حرقا. تقبل الكاهن الشيخ الحكم عليه امام الاف المشاهدين ورأسه مرتفعة، وعلى الاحطاب : " انتم تهددون بالنار التي تحرق لمدة ساعة وبعد ذلك تنظفئ، عجبي، انتم لاتعلمون عن نار جهنم القادم والعقوبة الابدية التي ستكون من نصيب الغير مؤمنين".

بالنسبة للقنصل الروماني في اسيا كان سعي المسيحيين للموت اكبر من ان يتفهمه عندما جاءت اليه مجموعة كبيرة من المسيحيين طالبة الموت. لقد قام بقتل بعضهم، ولكنه عندما رأى ان البقية ايضا تريد ان يقتلها استغرب وقال:" ايها الحمقى، إذا كنتم تريدون الموت حقا فيوجد العديد من الربايا يمكنكم ان تصعدوها وتلقوا بأنفسكم منها وتوجد حبال يمكنكم شنق انفسكم بها".

الايمان بالمسيح كان من القوة بحيث ان القرار الروماني بتحريم دفن القتلى المسيحيين لم يكن قادر على ايقاف دفن المسيحيين لامواتهم، الذي بذاته اصبح عملا بطولي. تقع روما في منطقة بركانية، حيث الارض عبارة عن صخور بركانية قاسية ومع ذلك قام المسيحيون بحفر انفاق وممرات امتدت الى مسافة 170 كم، وفي بعض المناطق كانت من اربعة مستويات. فيها جرى دفن اخوانهم واخوتهم المسيحيين على العكس من الرومان الذين كانوا يحرقون موتاهم. دفن الاموات في المسيحية، ( وبقية الاديان الابراهيمية) ترجع الى الاعتقاد انهم سينتصبون من جديد بأجسادهم قائمين في يوم الحساب العظيم.

وعلى الرغم الملاحقات بدون رحمة نجد ان المسيحية انتشرت وتزايد عدد اتباعها، لماذا؟ عند المواطن الروماني كانت ادارة القيصر، الذي بذاته هو الله، تبقي فراغا روحياً خصوصا عندما يكون المواطن على خلاف مع سلطة القيصر في الامور الحياتية. هذا الفراغ الروحي ملئته المسيحية بسهولة من خلال بساطة مضمونها وبساطة قواعد الحياة التي تقدمها بالمقارنة مع الديانات المنافسة الاخرى. اليهودية كانت تملك قواعد وطقوس معقدة، في حين ان المسيحية تطالب فقط بالايمان. وبالمقارنة مع الاديان الاخرى الممتلئة بالطقوس المبهرة مثل ديانة ايسيس والديانة المصرية والاغريقية القديمة، والتي كان يؤمن بها النخبة العليا والطبقة العسكرية العليا، فإن المسيحية لاتقسم الحقوق حسب النسب او الرتبة او الجنس ولاتحتاج الى طقوس معقدة للدخول فيها.

قصة النجار الذي ضحى بحياته على الصليب من اجل ان يمنح الحياة الابدية الى البشرية شاعت في روما القيصرية وعلى الاخص انبهر بها الفقراء، حيث تمنحهم الامل مجانا، الى درجة انهم اصبحوا يضحون بحياتهم طعاما للاسود. وبفضل شبكة الطرق المنظمة انتشرت الروايات وازداد الاتباع على مدى الامبراطورية.

عام 200 كان عدد المسيحيين في الامبراطورية الرومانية حوالي 200 الف. بعد مئة سنة اخرى اصبح العدد ستة ملايين. كان الجلادين الرومان على حافة الانهيار من وطاة العمل الذي لاينقطع، من تعذيب وقطع رؤس او صلب.

في بداية القرن 300 حصلت رسالة يسوع على العديد من الاتباع وحتى في صفوف الطبقة العليا، بحيث اصبح لامفر من الالتفاف على المسيحية واستيعابها. النجاح الكبير الاول جاء عام 311 ميلادي. القيصر كاليريوس، Galerius, والذي كان سابقا من اشد المعارضين للمسيحية وهو المسؤول عن العديد من الحفلات الدموية ضد المسيحيين، توصل الى انه من المستحيل اقتلاع الدين الجديد من خلال القمع والابادة. على فراش الموت اصدر هذا القيصر المريض عام 311 قرارا سمحت للمسيحيين ببناء الكنائس وإقامة الطقوس الدينية. غير انه اشار الى ان " عليهم الدعاء الى ربهم من اجل الحفاظ على امن دولتنا وامنهم على السواء". من خلال ذلك كان القيصر يأمل ان يصبح يسوع في خدمة الامبراطورية الرومانية ويقف الى جانب بقية الالهة الرومان.

غير ان الانتصار الاخير للمسيحية جاء بعد بضعة سنوات، في فترة حكم الامبراطور قنسطنطين الكبير. كما هو حال العديد من مستشاريه راى القيصر ان دعم المسيحيين يمكن ان يكون حاسم لبقائه حاكما. منافسه الاول ماكسينتيوس كان قد كسب العديد من الحلفاء من خلال اعطاء المسيحيين الموافقة على اختيار رئيسا دينيا جديدا (بيسكوب). قنسطنطين لايريد ان يكون اسوء من منافسه ، وحسب الروايات الشعبية، وفي مساء ماقبل اللقاء التنافسي الاخير مع منافسه يرى حلما يأمره ان عليه دخول الصراع تحت راية المسيحية. لهذا السبب امر برسم صليب على تروس جنوده، وتمكن من الانتصار الساحق على الرغم من التوقعات. قسطنطين نفسه اعتبر الامر معجزة من يسوع.

بعد هذا الحدث، اصبحت المسيحية والامبراطورية الرومانية وحدة واحدة لاتنفصم.


يتبع...
01-10-2010, 06:09 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
RE: يسوع، بين الحقيقة والاسطورة - بواسطة طريف سردست - 01-10-2010, 06:09 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مقدار الحقيقة في الخروج والكوارث العشرة طريف سردست 1 2,200 01-09-2012, 05:01 AM
آخر رد: فخر الصادق
  هل مات يسوع على الصليب؟ سهيل 2 2,399 11-20-2008, 08:46 PM
آخر رد: خالق محجوب

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS