أقترح أن يكون هذا الموضوع محاكمة لافكار القومية العربية :-

ظاهرة لغوية فقط و المستفيدون منها هم بياعين الكلام و على راسهم المغنيين و بعض وسائل الإعلام ...

1- انتشار اللغة العربية خارج الجزيرة العربية يعود لما يعرف ب " الفتوحات الإسلامية " التي جرت في القرن السادس و السابع بالدرجة الاولى.

2- هجرة بعض القبائل من الجزيرة العربية و استيطانها الدول التي تم احتلالها في تلك الفترة.

3- في حالة مصر ، التيار الناصري له دور أيضا في حصول مصر على هذه الصفة في القرن الاخير. نفس الشيء ينطبق على دول أخرى مثل العراق و سوريا حيث حزب البعث.

المحاكمة ............

من الناحية العرقية ... لا يوجد شيء اسمه عرق عربي و هذا امر يسهل ملاحظته عينيا و إثباته جينيا ... فشعوب يغلب عليها السمار و اخرى البياض و اخرى السواد ، هذا غير التداخلات العرقية الهائلة التي تميز الاقاليم عن بعضها.

من الناحية السياسية .. لا يوجد كيان عربي أو توجه سياسي عربي .. و فشل جامعة الدول العربية نتيجة طبيعية لوجود اكثر من 20 توجه سياسي متعارض المصالح في معظم الاحيان. غير ذلك نجد اختلافات رهيبة في النظم السياسية .. فمنها القبلي العشائري و نظام المشايخ و منها الانظمة العسكرية التي وصلت بالانقلابات و منها انظمة تعتمد دساتير وضعها الاستعمار.

من الناحية الاقتصادية .... لا يوجد تجارة بينية تستحق الذكر ، حيث لا توجد مصالح مشتركة حقيقية . كما توجد اختلافات هائلة في النظم الاقتصادية و مستوى المعيشة و معدلات الفقر. دول تعتمد على الزراعة و أخرى على النفط و اخرى على الخدمات ... إلخ

من ناحية اجتماعية ... اختلافات هائلة في مختلف الاقاليم تفرق أكثر من ان توحد ... اختلافات على مستوى الحضر و الريف و المدينة ، اختلافات في طريقة التفكير فتجد مجتمعات منغلقة و أخرى منفتحة ، اختلاف في التعامل مع المرأة ، اختلافات طبقية و طائفية و عشائرية ، اختلافات في مستويات التعليم. الاهم ان الذاكرة الجمعية تختلف بشكل هائل ....

حتى من الناحية اللغوية ... اللهجات تكاد تكون لغات منفصلة و لا يحمي اللغة الفصحى سوى استخدامها في الدين الإسلامي السائد في تلك المناطق كونها لغة القران. لو تكلم الناطقون بالعربية بلهجاتهم المحلية فغالبيتهم سيعجزون عن التواصل مع بعضهم البعض و ستظهر إشكاليات كثيرة.

من الناحية التاريخية ... نرى خلفيات حضارية مختلفة للاقاليم في المنطقة .

ربما تكون الناحية الدينية هي القاسم المشترك الاكبر بين شعوب هذه الدول .... و لكن حتى هذه نجدها تواجه مشاكل كبيرة ، فهناك تعدد في المرجعيات الدينية و هناك المذهبية السياسية و هناك صراعات و حروب الطوائف الدينية التي يمكن ملاحظتها بسهولة في هذه الدول.