[SIZE=5]بهية الحريري‏:‏ حريصون علي الإجماع الوطني

الاهرام المصرية GMT 23:15:00 2005 الخميس 10 مارس
بيروت- فتحي محمود: منذ اغتيال الشهيد رفيق الحريري وشقيقته النائبة بهية الحريري ترفع شعار‏'‏ نريد ان نعرف الحقيقة‏',‏ وتبذل قصاري جهدها لكشف النقاب عن مرتكبي هذه الجريمة‏,‏ وكانت كلمتها القوية امام مجلس النواب اللبناني سببا في استقالة الحكومة‏,‏ مماادي الي المشاورات الجارية حاليا لتشكيل حكومة وحدة وطنية تخرج بالبلاد من أزمتها الحالية‏.‏
وفي مكتبها ببيروت الذي لايبعد كثيرا عن منزل الشهيد رفيق الحريري‏,‏ حرصت علي ان تجيب علي تساؤلاتنا‏,‏ واعتذرت مسبقا عن عدم الاسهاب في الحديث نظرا لحساسية الموقف الذي تمر به العائلة الآن في ضوء الأزمة اللبنانية الحالية‏.‏

سألناها‏:‏ بعد مرور مايقرب شهر علي اغتيال الشهيد رفيق الحريري‏,‏ هل مازلتم لاتثقون بالتحقيقات‏,‏ رغم وجود لجنة التحقيق الدولية ؟
أولا ليس هناك لجنة تحقيق دولية‏.‏ ان اللجنة التي كلفها الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي أنان هي لجنة استقصاء وتنحصر مهمتها برفع تقرير عن كيفية حصول الجريمة‏,‏ وإبداء رأيها في مسألة تحقيق الأجهزة الأمنية اللبنانية التي نطالب بإقالة رؤسائها ونشكك بمصداقيتها وجديتها‏,‏ إننا لا نثق إلا بلجنة تحقيق دولية لديها صفة إتهامية لمعرفة من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن خطط ومن نفذ‏.‏

مارأيكم فيما طرحه البعض عن اخراج قضية الشهيد الحريري عن اطار التجاذبات السياسية المستعرة في لبنان الآن ؟
[SIZE=6]منذ اللحظة الأولي حرصا علي لبنان و اللبنانيين و منعا لاستخدام هذه الجريمة في السجل السياسي دعونا إلي لجنة تحقيق دولية‏,‏ وإقالة مسئولي الأجهزة الأمنية‏.‏ وإن التراخي في هذا الموضوع هو الذي جعل من هذه القضية محل تشكيك و اتهام للبعض‏.‏ وإننا حريصون علي الإجماع الوطني حول استنكار جريمة الرئيس الحريري و الذي جسد الوحدة اللبنانية بأبهي صورها‏.‏

في رأيك الهدف السياسي من اغتيال الحريري ؟
إن الإجابة علي هذا السؤال هي بسيطة ومعقدة في آن‏,‏ فالذي إغتال رفيق الحريري أراد اغتيال لبنان وتجربته العربية الحديثة والطموحة التي تجسدت من خلال مسيرة الإنقاذ و النهوض و إعادة الإعمار والوحدة‏.‏ هذه المسيرة التي حولها رفيق الحريري من حلم مستحيل إلي واقع معاش‏.‏ جاء العالم كله لينعم بها‏.‏ و يؤكد علي عظمتها و استثنائيتها‏.‏ إذ تحولت بيروت و بسرعة قصوي إلي نقطة تلاقي العرب و العالم‏.‏

[SIZE=5]مالعمل الآن للخروج من هذه الأزمة ؟
لقد حددنا شروطنا و هي في البداية معرفة الحقيقة من خلال لجنة تحقيق دولية‏,‏ وإقالة الأجهزة الأمنية لاستعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم واستعادة ثقة العرب والعالم بلبنان‏,‏ وعلي المستوي السياسي نسير علي درب رفيق الحريري الإنقاذية‏,‏ ومن خلال تطبيق اتفاق الطائف تطبيقا كاملا وغير منقوص‏.‏
:nocomment:


هناك تحليلات كثيرة الآن عن الخطر الذي تواجهه الطائفة السنية في لبنان‏,‏ كيف ترين هذا الأمر؟
الطائفة السنية في لبنان هي طائفة وطنية عربية حديثة تؤمن بالعيش المشترك وتجسده قولا وفعلا‏,‏ و لم يكن لدي الطائفة السنية في لبنان في أي يوم من الأيام مشروع ذاتي بل كانت دائما طائفة تؤمن بالوحدة الوطنية أساسا للاستقرار والتقدم‏.‏ ولا شك أن هذه الطائفة فجعت بفقدان رمزها الوطني رفيق الحريري إلا أنها ستتابع مسيرتها الوطنية الجامعة لكل اللبنانيين علي اختلاف طوائفهم ومذاهبهم لأننا شركاء في الوطن وشركاء في بناء المستقبل الذي حلم به رفيق الحريري‏.‏

أعلنتي من قبل أننا لا نريد ان نفقد ابنا آخر‏,‏ هل يعني ذلك ان ابناء الشهيد الحريري لن يواصلوا مسيرته السياسية ؟
إن أسرة الشهيد مجتمعة علي مواصلة مسيرتها الإنقاذية والوطنية بكل أبعادها الاجتماعية والإنمائية والسياسية وإن أبناءه هم علي مستوي هذه المسؤولية الكبيرة‏.‏

ماذا تشعرين وأنت ترين آلاف اللبنانيين يتوافدون علي ضريح الحريري يوميا ؟
إن هؤلاء هم أخوتي وأشقائي وأهلي وإنني اعتبر أن مسؤوليتي تجاه الذين أحبوا رفيق الحريري هي أمانة تركها في أعناقنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأؤكد أن هؤلاء هم مصدر قوتي وعزيمتي‏.‏ وأتمني أن نستطيع أن نكون علي قدر محبتهم وثقتهم‏.‏

لوكان الشهيد رفيق الحريري حيا‏,‏ ماذا كان سيفعل للخروج من الأزمة ؟
لقد تحدثت في كلمتي في المجلس النيابي عما قام به الرئيس الحريري أمام عدوان نيسان ابريل‏96‏ وكيف أنه وخلال أيام حرك العالم يأسره وتنقل بين عاصمة وأخري وأنجز تفاهم نيسان وحمي لبنان ومقاومته وسرع حق هذه المقاومة في مواجهة الاحتلال‏.‏ لو أن الرئيس كان حيا لكان اللبنانيون جميعا يشعرون الآن بالأمان ولكانت وضعت الأمور في نصابها‏.‏

ماهي رؤيتك لمستقبل الاوضاع في لبنان علي ضوء الظروف الحالية ؟
إن لبنان شهد عبر تاريخه الحديث أزمات كبري كالحرب الأهلية والانقسام الداخلي والاجتياح الإسرائيلي وما نتج عنه من تجديد للنزاعات وكانت خشبة الخلاص التي أسس لها وصانها وسار بها رفيق الحريري بلبنان نحو شاطئ الأمان هي اتفاق الطائف الذي أصبح دستورا والتي يجمع اللبنانيون بكل أطيافهم عليه كإطار لوحدتهم ومسيرة دولتهم لذا نؤكد أن اتفاق الطائف وتنفيذه بكل بنوده وتصويب الاستهدافات التي تعرض لها لنؤسس للبنان العربي الواحد الآمن السيد والحر والمستقل‏.‏ وإننا نشعر بكثير من الاطمئنان نتيجة الدور المميز التي تقوم به جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية منذ اللحظة الأولي وهذا سيساعد اللبنانيين كثيرا علي اجتياز محنتهم‏.‏