الزميل العزيز هاندى

بصراحة طول عمرى اقرأ او أشاهد مصطفى محمود وبداخلى قناعة بأنه مظهره مختلف عن جوهره... اشعر احيانا ان مصطفى محمود نموذج للملحد المتأسلم الذى يدعو الناس للاسلام بصورة تحقق له الشهرة ... بمعنى انه ركب حصان رابح اسمه الاسلام.. يحقق له ربحاً دنيوياً.

وحتى لا يظن البعض اننى اكره مصطفى محمود.. ولكن الحق يقال اننى احب جوانب معينة فيه.. مثل ربط العلم بالايمان ولكن هناك برزخ يفصل بين العلم والايمان .. فالعلم علم والايمان ايمان .. وعند جمع الاثنان يجب الحذر والا اصبح الامر فيه نوع من الدروشة والهرتلة مثل زغلول النجار.. وكان مصطفى محمود يقرب فكرة قدرة الله من خلال العلم حتى تعرف الله اكثر.. بعكس زغلول النجار الذى يصر على ان القرآن كتاب علمى.

ومن الجوانب النافعة ايضا لمصطفى محمود قيامه بإنشاء مسجد ومستشفى تحمل اسمه.. فمشكلة انها تحمل اسمه يعود مردودها عليه امام الله.. اما ميزة انشاءه لمستشفى ومسجد فيعود نفعها على الناس .. فهذا ما يهمنى.

وحتى لا اطيل عليك ونشتت الفكرة الرئيسية لموضوعك ... فإننى اعتقد ان القول بأن معظم المفكرين والأدباء العرب قد أنكروا الدين الأسلامى ودعوا الى هدم الدين وعدم التمسك بالقرآن الذى لم يعد يصلح لهذا العصر تعود لنظرة هؤلاء المفكرين والادباء الى اسلام غيرهم من السلف فى هذا العصر وليس بعين العصر لذات الامر.

فمثلا أى انسان ينظر الى ملكات اليمين فى ظل تكافل اجتماعى وقانون يحمى الافراد ووجود اماكن للعلاج المجانى وعلى نفقة الدولة ووجود منديات ثقافية ومنظمات حقوقية وسوق عمل يحميه مكتب العمل من الطبيعى ان ينفر من فكرة ملكات اليمين ويراها فكرة جنسية بحتة.

وتختلف تلك النظرة تماماً لو عدنا الى عصر كان الرومان يفرضون على الاب بيع ابنه لسداد الضريبة.. او القوى يأكل الضعيف وتغتصب فتيات الاعداء عيانا بياناً ولا يكلف الزانى نفسه عناء اطعام التى يغتصبها بل الاسهل قتلها بعد الاستمتاع بها.

المشكلة لدى هؤلاء الادباء والمفكرين انهم ينظرون الى جانب واحد من الاسلام قد يصلح فى زمن معين وظروف معينة ويكون رحمة... ولكن تطبيقه فى زمن اخر وظروف اخرى يكون انحطاطا اخلاقيا. ويعتقدون أن هذا هو الاسلام.