أخي الحكيم
لا ضغينة لي ولا موقف سلبي منك، أحترم أي رأي لأي زميل في حال تم طرحه كما في مشاركتك الأخيرة بواقعية وبلا تعصب. فإن اعتبرت أي جملة وردت في هذا الموضوع فيها إساءة فاعتذاري واجب. لكنني يا أخي أحكم على الظاهر وليس لي علم بما تؤمن به إلا ما تقوله أنت عن نفسك وبالتأكيد هذا ينطبق علي وعلى الجميع.

أجد أننا متفقان على كثير من التفاصيل حول الحياة السياسة والاجتماعية في هذه البقعة من الأرض حتى وإن كنت أنت بعيداً أو قريباً. نعلم معاً أن الأمراض التي تسحب شعوب المنطقة للخلف هي ذلك الإيمان الأعمى وتلك الطائفية البغيضة والإقليمية المفرقة، فأي فرق إذن بيننا وبين من يتبع تلك الأمراض إن اصطففنا في خاناتهم واعتنقنا أساليبهم؟ تمجيد أي دولة عربية في الوقت الحالي هو نوع من المهازل لأن الدول العربية كلها هزؤ، فإن اصطفت دولتان بخانة واحدة فهذا حادث عرضي مؤقت وسيزول بأقرب فرصة، وإن تباعدت دولتان فالأمر مشابه. الناس غارقة بحب جلاديها وكره من لا موقف له منها فلماذا نزيد الطين بلة إن كنا غير قانعين بوضع كهذا؟

الناحية الأخيرة التي أشرت إليها حول العدل هامة جداً في نظري، على أن تعتنقها الجماعة!
وإن كنت ما زلت مصراً على أنني لم أجد نفسي في موقف يتطلب أن يطلب مني أحد أن أكون أقرب للتقوى. لسبب بسيط هو أنني لم أتهم أحداً.

ولنترك بهاء الله وابن مريم وابن عبد الله وابن بني بوذا فلا تنقصنا مشاكل أخرى يستر عرضك.

مع فائق التقدير.