الزملاء .
بداية أشكر كل الزملاء الذين ساهموا في هذا الشريط ، و اعتذر للأخوة الذين أشاركهم نفس الموقف الحضاري الرافض للتمييز ( فودكا ، أسامة مطر ....) ، لسبب واضح هو ان اشتراكنا في نفس الموقف جعلني لا أعلق على مداخلاتهم ، فالخلاف لا الإتفاق هو الذي يصنع الحوار ، أما الإتفاق فهو الذي يصنع الزمالة الطيبة ، و لكنها الصامتة غالبا !.
من الطبيعي أن يستأثر عاشق الكلمة بمعظم التعليقات ، لأنه يختلف معنا ليس فقط في بعض التفاصيل هنا و هناك ،و لكنه ينتمي إلى إطار مخالف كلية هو الإطار المتأسلم .

اقتباس:يرى عاشق الكلمة أنه (لاتوجد ادنى بادره امل فى ان يؤثر رأى احدنا بالأخر) و أن (موقفه يوافقه عليه المسلمين وموقفي ( بهجت ) يوافقني عليه المسيحيين واللادينين ولا غرابه فى ذلك ).

1- أكدت دائما أنه لا يمكن أن يقوم حوار حقيقي بيننا كعلمانيين و عقلانيين ننتمي للحضارة الإنسانية المعاصرة ،و بين من ينتمون للإطار الأصولي ، و أكدت دائما ألا نتوقع أن يفهمنا الأصوليون ،و أنهم بالتالي لن يتغيروا أبدا .. اليوم أو غدا أو أي يوم ، فالأصولية ليست فقط قرحة روحية بل هي تشكيل نصي للبناء المنطقي ، المفترض فيه العقلانية .
2- لا يدرك عاشق أن هذه الجملة البسيطة تنسف إدعاءاته بعدم وجود مشكلة طائفية في مصر نسفا ، كيف لا يدرك أنه طالما يتفق المسيحيون معي كما يؤكد هو ، فهذا يعني أنهم يوافقون على وجود إحتقان طائفي في مصر ، فأي انسجام طائفي هذا الذي لا يوافق عليه الطرف الثاني ، هل هو زواج يقوم على طرف واحد ؟!.
3- يطمئن عاشق نفسه بأن الأفكار التي أسوقها هنا هي أفكار خاصة باللادينيين فقط ، وهذه مغالطة لا يصدقها حتى مدعيها ، إني أقول ببساطة .. هناك إحتقان طائفي و تمييز ديني ضد المسيحيين في مصر ،و أطلب من المسلمين الوطنيين قبل المسيحيين رفض ذلك التمييز و مساندة المسيحيين في مطالبهم المدنية العادلة ، أدعوا إلى إعلاء قيم المواطنة و الوحدة الوطنية فوق كل الأفكار الأصولية المتعصبة ، الدين لله و الوطن لكل المواطنين على قدم المساواة ، مصر مصرية و عربية و إنسانية بهذا الترتيب ، ولا إنتماء ديني للوطن ، هذه رسالة الشريط ، فهل هذه الأفكار و المواقف خاصة بالمسيحي و اللاديني فقط ؟، هذه قيم ثورة 1919 و قيم الوطنية المصرية المبرأة من سموم الزمن الوهابي القميء ، قيم كل المصريين الشرفاء العاقلين ، وكي لا أطيل تلك هي قائمة الموقعين على بيان ( مصريون ضد التمييز ) موجودة على الشريط و سنجد فيها هيئات تضم المسلم قبل المسيحي و أسماء لمسلمين تزيد عن المسيحيين ، بالله عليكم هل يمكن اعتبار جمال البنا الكاتب الإسلامي ( 29 في القائمة ) لا دينيا أو مسيحيا ؟!، أم هل انضم هؤلاء جميعا لجماعة مناهضة للتمييز العنصري للمشاركة في مناهضة ما لا يعتقدون في وجوده ، ربما على سبيل العياقة و كتابة القوائم ؟!.
4- هناك مجموعتان تنكران وجود مشكلة طائفية في مصر الآن ، الأولى مجموعة من الحكوميين و أيضا من بعض المواطنين حسني النية تعتقد أن الأمور لم تتطور بعد لمرحلة الأزمة ، و أن هناك مبالغات في عرضها ، و أن إنكار المشكلة سيمنع ظهورها ، و المجموعة الثانية و هي الأوسع ؛ هي مجموعة الأصوليين الذين يرفضون فكرة مساواة المسيحي بالمسلم على أساس من نصوص الدين الإسلامي ، و بالتالي يرون في مبدأ المواطنة جاهلية منتنة و خروج على العقيدة السمحاء يجب محاربتها !. و لأني لا أصدر أحكاما أخلاقية على أحد ، فسأترك تصنيف الزميل المحاور ليقرره بنفسه و لنفسه .
5- رغم هذا كله فإني أقر و أبصم أن عاشق الكلمة يعبر – بوعي أو بدون وعي - عن قطاع أوسع من قطاع المثقفين الوطنيين الذين أعبر عنهم و أكثر انتشارا ، و هو قطاع الإسلاميين الوهابيين و الأصوليين و الجهاديين ، و لكن هذا كله على مستوى مصر فقط ، و كي تكتمل الصورة لنتذكر أنه قطاع هامشي و ضئيل على مستوى العالم المعاصر الذي نعيش فيه ، بل و حتى على مستوى المسلمين ، فالمصريون لا يزيدون عن 6 % من المسلمين ، و بالطبع ليسوا كلهم أصوليون متشددون .
6- لا أريد أن أتباهى و لكني موقن أننا في هذه القضية -كما في القضية الفلسطينية- نعبر عن روح العدل و الحضارة و عن أرقى قيم الحياة الإنسانية ، إنني لست وحيدا سواء في هذا النادي أو خارجه ، بل أزعم أننا هنا و في الخارج نمثل القوة الأخلاقية .
7- أكثر من ذلك و بكل وضوح و صراحة أقول أن باعثي ليس أخلاقيا فقط ، بل أيضا مراعاة مصلحة مصر التي لا نملك غيرها ، إني أخشى و أحذر مرارا من خطورة التطورات الممكنة لمشكلة الطائفية في مصر ،و أن تصل إلى الحد الذي نكون فيه موضعا لإدانة العالم ، و أيضا لعقوبات دولية لن يقف فيها أحد مع المصريين ، بما في ذلك السعوديين الذين يمولون – مع إيران - كل أنشطة الأصولية الطائفية في مصر و خارجها ، و علينا أن نسأل أنفسنا عن موقف العرب بما فيهم مصر من العقوبات التي فرضت على العراق ، لن يكون العرب أرحم بنا من أنفسنا ، ولو تركنا انفسنا لمشاعر الغوغاء و أفكار الدعاة البلهاء فلا نلومن أحدا آخر سوى حماقتنا .
....................
من التناقضات العديدة التي لا يتوقف زميانا الفاضل عاشق الكلمة من الوقوع فيها بلا توقف ما يقوله في ( المشاركة 27) عن

اقتباس:هل تلك الوقفات الاحتجاجيه امام مكتب النائب العام , وهل وقفات الاقباط امام البيت الابيض , وهل الشعارات ورفع اللافتات هو ما سينقذ الوطن ؟؟
ما سينقذ الوطن هو المبدا الاول من مبادىء نبذ العنف والتعصب واعلاء قيم المواطنه والذى وضعه المشاركون اعلاه وهو :

طالما لا توجد مشكلة طائفية ولا يحزنون ، فلم البحث أصلآ عما ينقذ الوطن فنقبل هذا و نرفض ذاك ؟.أليس هذا إقرارا بالمشكلة ثم الخلاف على طرق علاجها ،و هذا رغم ما يبديه عاشق الكلمة من عناد لا يليق بمثل هذا الحوار ولا بمستوى النادي ، هو السبيل القويم .. افعتراف بالمشكلة ثم دراسة الحلول و إبداء الرأي الموضوعي فيها . اما بشأن ( اللجنة الوطنية للتصدي للعنف الطائفي ) التي أتشرف بعضويتها ، فلا يدعي أحد انها ستبدأ عملاقة ،و لكن لابد لنا من إطار و هيكل تنظيمي و أدبيات تقود حركتنا المقدسة من أجل مقاتلة التمييز البشع و الحقير تجاه قطاع وطني و تاريخي من مصرنا العزيزة ، لا يمكن لمثلي أن يجلس على الرصيف و يثرثر ، لقد ساهمت مع فرج فوده ( المستقبل )و الوفد و التجمع و حتى مع عناصر من الوطني في تأسيس لجان الوحدة الوطنية في الثمانينات ، و كان لنا قصب السيق حتى اعتقد الكثيرون أن تلك اللجان تنتمي لحزب المستقبل ، رغم أنها في الحقيقة لجان فوق حزبية ، اليوم لم أتردد في استكمال جهدا متواضعا قمنا به من أجل مصر امنا الخالدة .
.............................
إستمرارا لمنهج المساجلات الإنترنتية التي يبدوا أن عاشق قد أدمنها ، دون أن يميز أين يمارسها ، يقول

اقتباس:وكيف تحاول اقناعنا ان للقرضاوى رأيان مختلفان احدهما لأوروبا والاخر للعرب فى ظل ثوره الاتصالات التى يشهدها العالم الان , هل نحن سذج ام انه هو الساذج؟

انا لم استمع لخطبه القرضاوى فى الدوحه محل النقاش حتى استطيع الحكم على ماقاله ,لكنى اتفق معه فى عدم مشاركه المسيحيين فى احياء طقوسهم الدينيه , الا انى اوافقه واوافق جميع رجال الدين المسلمين فى وجوب تقديم التهنئه لهم , ولايوجد فى ذلك شىء من الطائفيه .

هذا النوع من الحوار المتورم لا يناسبنا ، نحن نبحث عن الحقيقة و نخلص لها بلا مبالغة ولا تعصب ، فالعلمانية لا تكون متعصبة أبدا ، نحن لا نقبل سوى الأدلة و البراهين و المنطق ،و نعلم متى سنغير أفكارنا .. عندما توجد أدلة أقوى و شواهد أقطع ، نحن أمام رواية منشورة على مواقع لها مصداقية بواسطة كتاب معرفين ، و لا يمكننا ان نذهب إلى كل مكان في العالم لنشاهد و نسمع الوقائع ،و نشترط ذلك لقبولها ، هذا محال و نوع من المماحكات التي كنت اعتقد اننا تجاوزناها هنا في النادي ، إنكار كل مالا يلائمنا كعادة أصولية مزمنة . ما ذكرته و ينكره عاشق جزافا هو مقال منقول لكاتب مرموق هو طيب تيزني عن جريدة معروفة هي "العرب اليوم" الأردنية 13/1/2010 ، و فيها يذكر واقعة محددة ، لو لم تكن صادقة فما كان أسهل تكذيبها ، فلا القرضاوي مجهول و لا طيب تيزني نكرة ، الواية هي ( الانباء من الدوحة تعلن أن الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، دعا في خطبة الجمعة قبل اكثر من اسبوعين وفي مسجد عمر بن الخطاب، الى منع تقديم التهاني للمواطنين المسيحيين بمناسبة اعياد الميلاد، ناهيك عن المشاركة في احياء »الطقوس« الدينية المسيحية من قبل هؤلاء وغيرهم) ، الكلام واضح و السذاجة هي الإعتقاد أن إنكار الحقائق يحيلها إلى أكاذيب ، او ان استخدام تعبيرات مثل السذاجة ستضيف شيئا لمنطق متخبط أو تلغي شيئا من حقيقة ناصعة ، في المقابل هناك مقال بتاريخ أسبق 2007 م ينسب للقرضاوي بشكل مرسل و غير موثق قوله -:

(من حق كل طائفة أن تحتفل بعيدها بما لا يؤذي الآخرين ، ومن حقها أن تهنئ الآخرين بالعيد؛ فنحن المسلمين لا يمنعنا ديننا أن نهنئ مواطنينا وجيرانا النصارى بأعيادهم فهذا داخل في البر كما قال الله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، وخصوصا إذا كانوا يجاملون المسلمين ويهنئونهم بأعيادهم ، فالله تعالى يقول: "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها".) انتهى .
ألا تجد هناك تناقض ؟، نحيي ولا نقول لهم ازيك يا خواجة ؟!.. حيرونا دوخهم الله ال7 دوخات .
.....................
في تناقض جديد ينصب عاشق الكلمة نفسه حكما في تعريف جرائم الفتنة الطائفية .فيقول عن حادث الخانكة .

اقتباس:هذا حدث طائفى بنسبه 100% ولا يمكن بأى حال من الاحوال اعتباره او توصيفه بغير ذلك

أخيرا اعترف بحادث طائفي الحمد لله و المنة !. ايه الموضوعية العظيمة دي ..
هناك عشرات من الحوادث المماثلة و كلها موثقة ولو بحثت عن النت ستجد العشرات بل المئات مسجلة بالتاريخ و الأسماء .
أعتقد أن هذه التعليقات كافية الآن .
تبقى ملاحظة : كي يكون الحوار مجديا .. على الزميل عاشق الكلمة و غيره من الزملاء أن يتحركوا مع الحوار و يتفاعلوا معه حيث ذهب ، أما الحوار الإستاتيكي العبثي فهو أن نبدأ كل مرة من البداية و نكرر ذات المواقف ، بل أحيانا نفس العبارات . الحوار ليس مجرد نقر على البورد أو تسويد الصفحات ، بل هو إضافة .. إضافة من الأفكار و المواقف و التصورات .. نحن لا نسعى لأي انتصار .. فالنصر و الهزيمة مفهومان دخيلان على الحوار و ليسا من طبيعته ، الحوار مشاركة ..و كي تكون مشاركة ناجحة على الجميع الحركة بنفس الوتيرة في سبيل الحقيقة .
تصبحوا جميعا على خير و محبة .
ولكل مسيحي الأرض كل عام و انتم بخير و ليذهب القرضاوي إلى أقرب جحيم بكراهيته و فلوسه المجلوبة من مصائب الشعوب .