أخي علي:

الردة مؤلمة أعلم ذلك يا صديقي وتسبب فراق وأوجاع وكل هذه الأمور. مع كل هذا أنا متعاطف. لكن ما ذنبي أن أولد وديني لم يكن لي أي حق في اختياره؟ إن كنت أنت تختار الزوجة وتتشارط على هذه وتلك فما بالك بدينك والذي تنعم به في سويداء ضميرك؟

المسيحية لها تاريخ أسود لا أنكر ذلك ولكن مؤسس المسيحية لا يقول اقتلوا المرتد وإنما دماه هو التي أهرقت في سبيل نشر رسالته.

الكنيسة مؤسسة كأي مؤسسة يا أخ علي والمؤسسات الدينية بها من العفن كم لا بأس به ولا أنكر ذلك. أقول هذا على جميع المؤسسات الدينية.. ولكن هل المسيح جاء ليؤسس "مؤسسة" دينية أم يؤسس مُلك الله في قلوب البشر؟ المسيح كل شغله الشاغل هو تأسيس مملكة الله في القلوب ولا أكثر من ذلك. لم يأت ليؤسس دولة مسيحية أو ثيوقراطية مسيحية إلخ.

عامة الشيعة أحترمهم وأعرف أنهم يبذلون قصارى الجهد لمواجهة العصر الذي نعيش فيه. لكن يا أخي الكريم لاحظت أنك انتقيت واحد يعبر الفجوة ما بين المجتمع الثيوقراطي والمجتمع العلماني مثل محمد حسين فضل الله. أنا وأنت نعلم أن هذا الرجل متفوق من الأساس بصرف النظر عن دينه وهو لا يمثل سواد الناس. أين الخميني مثلا؟ أين البقية؟ انظر إلى إيران وما أصابها من تخلف وسواد في كل مكان.. كلما تأتي صور النساء من إيران لا ننظر سوى إلى خيام سوداء.. بلد كان من أجمل بلاد العالم وشعب من أجمل شعوب العالم وصار الآن أسير التخلف الإسلامي. بعد أن كانت إيران بلد التعددية الإسلامية صارت الآن أسيرة منهج الخميني وأمثاله. الفرس تفوقوا على العرب وعلموهم النحو واللغة والجنس نفسه. شعب منفتح من الأساس. والإسلام جاء وقام بتكبيله وتكميمه والعودة به لصحراء الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي! شيء مؤلم يا علي.


الأخ بو شاهين البحريني: أنا عدت لأن الجو العام الآن صار مريح أكثر مما قبل ولا أجد من يحاربني كما كنت أشعر بالاضطهاد هنا من قبل. للأسف شعرت باضطهاد واكتئاب هنا في وقت من الأوقات ولذلك قلت آن الآوان لترك هذا الموقع.. ولكن يبدو أن الجو العام أكثر هدوءًا وسكينةً. شكرًا على سؤالك.