اقتباس:الإله هو واحد بدون شك ولكن الإله الذي نادى به يسوع المسيح يختلف في طبيعته وتكوينه عن الإله الذي نادى به إيليا ويختلف في طبيعته وتكوينه عن الإله الذي نادى به محمد بن عبد الله. القدرة الخالقة واحدة ولكن -كما يبدو لي- تعاطي البشر معها يختلف.

يا شهاب: هل الإله الذي ينادي به أقوام في أديان الهند الشرقية هو ذاته الإله الذي نلتقيه في الإسلام؟

هل الإله الذي يتم توظيفه بالأيديولوجيات هو ذاته الإله الذي يعرفه فولتير وغيره "إله الفلاسفة" وإله أبو بكر الرازي؟

أكيد فيه فرق يا شهبوب... مش هيك؟

يا عزيزي اتفق معك على أن صورة الاله يعاد تشكيلها في كل ديانة على حدة .. وبالتالي فاله المسيحية هو غير اله الاسلام .. الخ .. ولكن سؤالي كان عن صورة الاله في المسيحية (ومن سوء حظ المسيحية أنها ديانة مركبة من مصدرين متناقضين : التراث اليهودي الذي يحمل صورة معينة للاله، وافكار المسيح التي تحمل صورة مختلفة تماما للاله !) ويفترض - من الناحية اللاهوتية الصرفة - أن يهوه اليهودي الدموي هو نفسه المسيح المتسامح المحب !! فكيف نجمع بين هذين النقيضين !؟ .. للأسف لم أجد حتى الآن جوابا واحدا مقنعا لهذا السؤال ! فكل ما يقدم هو تهرب وتملص من الاقرار بالحقيقة الصعبة : المسيحية تركيبة بشرية تفيض بذات العيوب التي يفيض بها الفكر الاسلامي، وما تعيبه على الاسلام تجده في المسيحية بشكل مقارب .. وجواب من قبيل (الإله الذي نادى به يسوع المسيح يختلف في طبيعته وتكوينه عن الإله الذي نادى به إيليا ) ليس جوابا علميا بل هو تهرب من الجواب ! فعسيى اصلا اله !!!! وهو ذاته يهوه الذي نادى به انبياء العهد القديم ! فما سر هذا التحول المفاجئ في صورة الاله من المجرم الدموي الذي يتلذذ بقتل البشرية الى المحب الذي يقتل ابنه الحبيب حتى تكون السعادة الأبدية للبشرية ! ..

العجيب والغريب والطريف بآن واحد أن أمثال هذه التناقضيات لا يفطن لها من يدبج مقالات مطولة في نقد الاسلام والحديث عن تحوله الى المسيحية ! ..

كان من الممكن أن نقبل هذا المقال لو أن صاحبه عبر فيه عن هجره الاسلام لما وجده فيه من تناقضات انسانية (مع تحفظنا الشديد على ما يفيض به هذا المقال من سقطات علمية مريعة مبنية على لي عنق النصوص وانتقاء نماذج مدروسة من الاجتهادات الاسلامية، وتجاهل اجتهادات مغايرة، بل حتى نصوص متناقضة مع الصورة النمطية التي يحاول ان يرسمها للاسلام ) .. ولكن .. أما وأن صاحب هذا المقال ينتقد مآخذ في الاسلام، ويتجاهل وجود تراكمات من المآخذ في المسيحية التي اختارها بديلاً !! فهذا ما يفقد كلامه المصداقية العلمية ويجعله صورة من النقد الطائفي المبرمج تمهيداً لتسويق بضاعة دينية منافسة !!..