عزيزى بوشاهين
سلام الله عليك

وانا مثلك ارفض الى حد ما الصورة التى يقدمها أهل السنة او الشيعة او المسيحيين عن الله .. فالله فى اعتقادى لا يحده حدود وارى الله فى كل شئ عندما افعل السوء ارى الله وعندما افعل الخير ارى الله وعندما ابكى ارى الله وعندما افرح ارى الله وعندما انتصر ارى الله وعندما انهزم ارى الله.

اعلم ان الله قادر على عذاب عظيم وفى نفس الوقت قادرا على رحمة لا تعادلها رحمة ..

وحتى ابدأ من البداية فسأقول لك اساس اعتقادى فى الله سبحانه وتعالى (رغم انه يخالفنى كثير من اهلى فى هذا) .. إننى اعتقد ان الله لن يعذبنى لأننى لا اصلى او لا اصوم .. كما اعتقد ان الله لن يعذبنى لاننى قد اشرب الخمر او قد أزنى ... كما اعتقد انه الله لن يعذبنى لأننى لم اعرفه وعبدت غيره.

ولكن سيعذبنى إن فعلت هذا استهتاراً بقدره

سيعذبنى إن أذيت غيرى .. هذا هو محور الايمان فى اعتقادى (خلق الله) هم اساس الرسالة من الله .. فما كان الله ليرسل الرسل لكى نعبده من اجل نرجسيته وحبه لنفسه ولكنه ارسل الرسل من اجلنا نحن .. فبمعرفة الله نرحم انفسنا وغيرنا..

إننى اعتقد ان راهب بوذى أو عابد لبقرة لا يؤذى أحد .. لهو افضل عند الله من شيخ شيوخ الاسلام الذى يبيح دم نصرانى بدون جرم ارتكبه او يبيح ماله.. هذا هو الله الذى اعرفه.

قد لا يتفق كثير معى فى هذا ولكن اعتقد كما يعتقد احد زملائنا فى المنتدى بدون ذكر معرفه ان الله لن يعذب فتى وفتاة احبا بعضهما وأخطئا ولكن سيعذب شاب خدع فتاة بأسم الحب حتى ينال منها مبتغاه... وسيكون عذابه أشد لشاب فعل ذات الفعلة وصورها وجلس يتباهى وسط اقرانه بما صوره... وسيكون عذابه أشد وأشد لشخص حصل على ما تم تصويره ليبتز هذه الفتاة أو أهلها حتى وإن لم يفعل هذه الفعلة وهكذا.

إن إيمانى بالله يتعلق بأن الله سيحاسبنا على تأثير افعالنا على الاخرين وكل له درجة من الخير او العذاب وفقا لأثر قوله او فعله على الاخرين ..

اما الايمان بالله مجردا وقدر الله فى قلوبنا وتوحيدنا لله .. فليس هذا مطلب الله لذاته ومجده ولكن لنا نحن.. فكم من ملحد لم يؤذى احد وكم من مسلم لم يسلم من شره احد.

ولا اعتقد ابدا ان الله سينصف المسلم وفقا لبطاقة هويته.. ولكن سينصف من كان مسلما بالفعل .. والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ومن يده (ولا اعتقد ان المسلمون هم اتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقط ولكن كل من سالموا الناس وسالموا انفسهم).

أما عن قولك عن عدم معقولية فكرة وجود خالق... فلا استطيع العيش بدون هذه الفكرة .. فهى فكرة مريحة جدا لصاحبها ..

فعندما اقدر فإن فكرة وجود خالق تردعنى
وعندما يظلمنى احد فإن فكرة وجود خالق تريحنى فى الحالتين إما لايرضى الله بالخنوع او سنقف سويا امام الله يحاسبنا
وعندما يكون معى مال ففكرة وجود خالق تجعلنى اكثر احتراما للمال لأنه اختبار
وعندما لا يكون معى مالى ففكرة وجود خالق تريحنى فى أن من خلق عبده لن ينساه
وعندما تصيبنى مصائب الحياة ففكرة وجود خالق تمنعنى من الانهيار

إن فكرة وجود خالق لها مزايا كبيرة فى التعامل بالخير مع النعمة او التحمل لاقصى انواع الاختبارات التى لا نجد لها اجابة منطقية

وما ذكرته لهو من منظور عقلى ذاتى

اما من منظور مادى .. فإن فرصة الصدفة ضئيلة جدا امام فرصة وجود منظم للكون ولاجسامنا .. ويكفى ان ننظر لعمل اجهزة جسدنا وعقولنا حتى ندرك ان الامر ليس مصادفة.

إن فكرة وجود خالق هى صمام امان لحياتنا فى اوقات كثيرة.

نسيت ان اضيف انه ورد فى الاثر ان رجل دخل الجنة بسبب كلب وامرآة دخلت النار بسبب قطة

هذا هو الله ...قد يستوى عنده من اقام الصلاة وأتى الزكاة وحج البيت مع رجل سقى كلب.

وقد يستوى عنده من زنت وسرقت وكانت قوادة واكلت الربا مع أمرأة منعت الطعام عن قطة.

ويعجبنى كثيرا قصة الرجل الذى مات ولم يجد له الملائكة خيرا فعل سوى شئ واحد أنه كان يقرض الناس وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزا عن المعسر .. فقال الله نحن احق بهذا منه وأدخله الجنة.

وكذلك قصة العابد الذى قال لأخيه العاصى بعد ان رآه على معصية كبيرة .. لن يغفر لك الله .. فأحبط الله عمله لأنه استكثر المغفرة على الله لعبد عاصى.

وأخيرا قصة العابد الذى قال له الله ادخل الجنة برحمتى فقال بل بعملى .. فوزن الله نعمة البصر فكانت تساوى عبادة خمسمائة عام... فقال له العبد بل برحمتك يا رب.

هذا هو الله الذى اعبده.