اقتباس:الأخ الكريم غالى,
تحية طيبة
بالواقع اننى لست من مرتادى الكباريهات وبيوت الدعارة فهذه صورة لا أعلم من اين اتيت بها ,ولو كنت من مرتاديها صدقنى لأعلنت هذا فكما تقول غالبيتنا يكتبون باسماء مستعارة يعنى اللى يعرفنى يقول لأبويا..
الوصلة التى قدمتها هنا لتذكيرى بماقلت سابقا لم يتغير منها أى شئ وهى لاعلاقة لها بما نتحدث به الأن كما لاعلاقة أيضا بأرتيادى بيوت الدعارة أو أدمانى الكباريهات أو عضويتى فى المافيا الدولية أو عصابة حمادة وتوتو بها ,نحن نتحدث فى قضية مختلفة تماما.
القضية التى نتحدث عنها هى العلاقة بين الفكر والممارسة.....

عزيزي حكيم
أعذرني فمن يقرأ كلامك في مشاركاتك يجد العديد من ذكر الكباريهات وخلافه... ولهذا ظننت أنك من مرتاديها... وعلى كل حال فهذا الأمر ليس معيباً لمن يعتقد أنه شيء عادي فالموضوع في النهاية نسبي وكلٌ حسب قناعاته..
أنا أؤيدك تماماً في كلامك عن أن الفكر يختلف عن الممارسة لدى البعض... أو لنكن واقعيين لدى السواد الأعظم... ولهذا كتبت ما كتبت في (خطبتي العصماء) التي أشرت إليها...
سألتني سؤالاً رائعاً:

اقتباس: كيف تستطيع حضرتك مثلا أن تحول القيم التى تؤمن بها الى واقع على مستواك الشخصى ولعل السؤال الحقيقى ماهو سر العجز فى تحويل القيم الدينية الى واقع حقيقى

على المستوى الشخصي أحاول قدر الإمكان أن أتصرف بحسب القيم التي أؤمن بها.. قبل الآن كان النفاق والتورية والكذب وشهادة الزور أموراً مقبولة عندي كونها ليست من الكبائر في الدين الإسلامي بحسب المفهوم التقليدي... ولكن بعد ذلك اكتشفت أن لا يوجد هناك شيء في الإسلام اسمه كبائر وصغائر... فالكذب مثلاً يكون من الكبائر إذا كان سمة مميزة للشخص أو سياسة يتعامل بها... على أساس أن الله غفور رحيم... فكل سيئة مهما كانت صغيرة تعتبر من الكبائر إن تعمد الإنسان القيام بها لأن الله غفور ورحيم... قد أكون تأخرت في معرفة هذه الحقيقة ولكن على المستوى الشخصي فإنني سوف أربي أبنائي على هذه التعاليم السامية التي لا مكان فيها للكذب والنفاق وووو..
أما بالنسبة للعجز الذي تعاني منه الأديان في تحويل القيم الدينية التي لا تسمع بها إلا في خطبة الجمعة أو الأحد إلى واقع معاش فهو بسبب أن العالم يعيش أزمة أخلاق حقيقية... وخصوصاً عند أتباع الأديان... (على فكرة معظم الملحدين واللاأدريين يتمتعون بقدر كبير من الأمانة العلمية والأدبية على العكس من معظم المتدينين للأسف) إن الأزمات التي عانى منها العالم في السنوات الماضية ليست أزمات إقتصادية أو عقارية أو بيئية.. إنها أزمات أخلاقية.. لم يعد هناك أخلاق فعلاً.. فلا المسلمين مسلمين ولا المسيحيين مسيحيين حقاً... المسلمين التقليديين يؤمنون بأنه لا بأس في سرقة وخداع غير المسلم.. وحتى لا مانع من قتله... (ليس علينا في الأميين سبيل) كما قال اليهود يوماً... والمسيحيين اليوم لا يعملون بأي من تعاليم السامية للسيد المسيح عليه السلام... الكل همه في زيادة الأتباع وبأي شكل كان حتى وإن كان عن طريق الكذب والتزوير وشراء الذمم...
من فترة كان يعمل لدي شاب في العشرينات من عمره مسلم على طريقة الشيخ محمد حسان.. قال لي ذات يوم لا بأس أن نغش هذا العميل لأنه هندوسي كافر!!! فماذا تتوقع من شخص تمت برمجة عقله على أنه مباح له أن يغش ويسرق غير المسلم... ربما لم يقرأ قوله تعالى: ( لا أعبد ما تعبدون)...
أما بالنسبة للسواد الأعظم من المسيحية والمسيحيين فهم أتباع مخلصين لبولس الرسول ولأساليبه في الغش والخداع وهم ليسوا اتباعاً مخلصين لوصايا المسيح عليه السلام الذي قال لهم في الإنجيل:

فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ:«يَا سَيِّدُ، أَقَلِيلٌ هُمُ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ؟» فَقَالَ لَهُمُ: 24 «اجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا وَلاَ يَقْدِرُونَ 25 مِنْ بَعْدِ مَا يَكُونُ رَبُّ الْبَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ، وَابْتَدَأْتُمْ تَقِفُونَ خَارِجًا وَتَقْرَعُونَ الْبَابَ قَائِلِينَ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! افْتَحْ لَنَا. يُجِيبُ، وَيَقُولُ لَكُمْ: لاَ أَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ! 26 حِينَئِذٍ تَبْتَدِئُونَ تَقُولُونَ: أَكَلْنَا قُدَّامَكَ وَشَرِبْنَا، وَعَلَّمْتَ فِي شَوَارِعِنَا! 27 فَيَقُولُ: أَقُولُ لَكُمْ: لاَأَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ، تَبَاعَدُوا عَنِّي يَا جَمِيعَ فَاعِلِي الظُّلْمِ! 28 هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ، مَتَى رَأَيْتُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ فِي مَلَكُوتِ اللهِ، وَأَنْتُمْ مَطْرُوحُونَ خَارِجًا. 29 وَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَمِنَ الْمَغَارِبِ وَمِنَ الشِّمَالِ وَالْجَنُوبِ، وَيَتَّكِئُونَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ. 30 وَهُوَذَا آخِرُونَ يَكُونُونَ أَوَّلِينَ، وَأَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ». لوقا 13

على كل حال اعتذر منك إن بدر مني ما يسيء إليك
والسلام