الأخ الكريم إبراهيم .
أولآ أغبطك على الإهتمام بالشريط و المساهمات المتنوعة ، فهذا نجاح لجهدك .. في جانب آخر ؛ يجب أن نتوقع وجود الإختلاف ، بل و أن نتقبله و نشكر من بذل جهدا في موضوع نطرحه ، فمن يؤثرنا بنتاج قريحته هو صاحب فضل أخطأ ام أصاب ،و علينا أن نستفيد من آراء الجميع خاصة المخالفة ، هذه وجهة نظري دائما ،و أتمنى أن يكون هذا موقفك أيضا .
هل لاحظت يا صديقي أني لم أشارك في الشريط سوى متأخرا بعدما توقف تقريبا ، و ان مداخلاتي الأولى كانت موجزة للغاية ، السبب هو أني لم أرد أن أسبب لك ضيقا ، لهذا آثرت ان أعلق من خارج الموضوع ، أي من على الشاطئ كما يقولون ، و لكني وجدت هناك حساسية من البعض دون سبب حقيقي ،و هناك من عاب هذا الموقف ، كما وجدت أن زمالتنا الطويلة في المنتدى تفرض علي أن أبذل جهدا حقيقيا لإثراء هذا الموضوع قدر طاقتي ، خاصة ان الموضوع المطروح في صلب اهتماماتي .
ما زلت أعتقد أنك يا صديقي تتحسس من مداخلتي ،و انك تجيب بسرعة و بلا تدقيق ، حتى انك تعلق على المداخلة بما يؤيدها لا ما يدحضها كما يفهم من رفضك المبدئي ، وهذا أيضا سبب أساسي أني تأخرت في التعليق التفصيلي .. صدقني يا صديقي ؛ هذا التحسس لا مبرر له ، فتعليقاتي دائما خارج أي أجندة ، و خارج أي حسابات ، أضع دائما قبل أي مداخلة جادة قاعدتي الذهبية .. أن أعرف كل شيء عن الموضوع الذي أتناوله ،و أن انسى كل شيء عن الأشخاص ، خاصة لو كانوا أصدقاء أعزاء على قلبي مثل إبراهيم ، فالمجاملة تقتل الحوار .
حديثي عن التعددية هو تماما ما فهمته أنت ، هذه التعددية هي نتيجة قراءة مارستها ثقافات عديدة و خلال أزمنة طويلة . لو كنت مؤمنا بنظرية التطور مثلي ، يمكنك تشبيه ذلك بالتنوع في الكائنات الحية التي بدأت من نفس الخلية الواحدة الأولية ، لا يمكنك ان تحدد أيها هو المعبر الحصري عن الخلية الأولى ، كلها تتساوى في التعبير عن الأصل المشترك ، أن ينتشر النموذج الوهابي الان و يسود ، فهذه حقيقة لا يمكن إنكارها ، هذا أشبه بأنه نتيجة خطأ تاريخي تنتصر السحالي و أن يتوارى الهومو سابينس ككائن ثانوي .
لا أريد أن اكرر نفسي و لكني اتمنى ان تتعمق قليلآ فيما قدمته من تفاسير و شروح لفكرتي خلال هذا الشريط .
الغريب أنك في نفيك لسماحة الإسلام لم تقرأ ما كتبته ( بهجت ) .

اقتباس:علينا أن نسأل انفسنا – كعلمانيين- لماذا تتحول ثقافة عرفت تاريخيا بالتسامح إلى التعصب ، و كيف نتعامل معها ؟

لا يمكن لأحد ان يفهم من هذه العبارة اني أقول ان الإسلام متسامح الان ، بل هذا النص واضح أن الإسلام تحول للتعصب ، فكرة التسامح التاريخي للحضارة الإسلامية استقيتها كما وضحت من كتابات غربية ، و ذكرت 3 على وجه الخصوص كلهم لا يحمل مودة للمسلمين أو العرب ، برنارد لويس و فرانسيس فوكوياما و بول كيرتز، ولا أعتقد أنك تنكر مثل تلك الحقائق التاريخية ، فهذه ليست مناظرة بين أديان ، اعلنت بصراحة مطلقة أني لا أميل لأي منها .
أفهم جيدا ألا حل لديك ، ولا يزعم أحد أن لديه تلك الحلول ،و لكننا كلنا نقدم اجتهادات ، و نحاول أن نطورها دائما ،و لو توفر لك وقت وبلا تحسس أتمنى أن تقرأ ما طرحته في شريط ( أفكار في القمة ) .
اضغط هنا( المداخلة 58)
خلال قراءات مطولة و متابعة لصيقة لظاهرة الأصولية الإسلامية وصلت إلى قناعة انها لا تمثل خطورة كبيرة على الغرب ،و لكنها يمكن أن تكون مدمرة تماما للعرب و المسلمين .