(04-05-2010, 05:21 PM)احذروا الفتنة كتب: الأخ الفاضل طريف
(04-04-2010, 10:31 AM)طريف سردست كتب: غالبا مايساء فهم تعبير " الحضارة الاسلامية" من خلال الاعتقاد ان التعبير ينسب الفضل الى الدين تحديدا، وليس مجرد مؤشر لفظي على التغييرات التاريخية.
صديقى هل كان الاسلام عقبة فى طريق الحضارة ، ألم يكن الاسلام يستوعب حضارات الامم السابقة واديانهم أم ان نوابغ الطب من اليهود كانوا مسلمين.
هل استوعب (
الاسلام) حضارات الامم السابقة؟ هل تتفضل وتشير الى نص "
اسلامي " انطلاقا من استيعاب " الاسلام" لحضارات الامم اللاحقة؟ وبشكل عام الاحظ عدم دقة في استخدامك لتعبير الاسلام والمسلمين الذي تتنقل بينهم على الدوام، حسب ضرورة غائية غير مؤطرة مفهوميا. واشارتك الى "النوابغ" اعتراف بإستخدام منتجات الحضارة القديمة وليس منتوج " حضارة جديدة". في ذلك يكون الاستيعاب من ضرورات ادارة الاملاك الجديدة وليس " استيعاب الاسلام" لحضارات اخرى، بدليل انه لااثر لهذا الاستيعاب في دين الافغان اليوم، مثلا. وبالتالي يبقى مطلوبا برهان عملي على صحة النظرية في التطبيق.
(04-05-2010, 05:21 PM)احذروا الفتنة كتب: (04-04-2010, 10:31 AM)طريف سردست كتب: ولو اعتبرنا ان ماتوصل اليه الناس في الشام والعراق ومصر وبلاد المور بسبب الاسلام تحديدا لكان من الاولى ان تكون " الحضارة الاسلامية" في الجزيرة العربية تحديدا، وليس في بلاد الحضارات الجاهزة والقديمة.
لا تنسى يا صديقى ان الظروف الطبيعية للجزيرة العربية تحول نسبيا دون تقديم مقومات الحضارة ونفس تلك البلاد صاحبة الحضارات الجاهزة والقديمة لم يكن بها حضارة فى اوقات كثيرة ولكن كانت مجرد مستعمرات.
هذه الحجة مردودة. ان النظرية الالهية نزلت بالذات على ظروف الجزيرة العربية، واعتقد انه من نافلة القول ان الله يعلم الظروف الطبيعية والاجتماعية والبيلوجية والنفسية لقبائل الصحراء، ولذلك فإن ذلك جزء من التحدي الالهي، الذي يليق بإله. من الطبيعي ان تكون تلك البلاد بدون حضارة في التاريخ المبكر للانسان كحلقة على طريق تطور الانسان الطبيعي، غير انها برهنت ايضا على قدرة الانسان الطبيعية على بناء حضارة بدون نظريات الهية وبنجاح متفوق، بالمقارنة مع وجود النظريات الالهية، الامر الذي يشكك بضرورة الحاجة لنظريات الهية في هذا المجال او افضليتها.
وان تكون " مجرد مستعمرات" كانت له افضلية كبيرة، إذ اتاحت لها الفرصة لمواجهة تحدي الصراع على البقاء والتلاقح الفكري والبيلوجي الذي ينمي القدرات العقلية اكثر بكثير من نظريات جاهزة تهبط من السماء.
ومهما كان الامر يبرهن هذا الواقع الذي تفضلت بوصفه على افضلية النظريات البشرية المعروكة على النظريات الالهية الجاهزة، وبالتالي يستمر في تأكيد انتفاء وجود برهان عملي على صحة النظرية الالهية.
(04-05-2010, 05:21 PM)احذروا الفتنة كتب: (04-04-2010, 10:31 AM)طريف سردست كتب: بل ولكان من الضروري ان تقدم لنا الجزيرة العربية نموذجا مستمرا، من حيث ان الاسلام كان على الدوام حرا في اراضيها ولم يتعرض للحروب والغزوات والاحتلال والاستعمار، في حين نجد ان الجزيرة العربية لم تتغير اجتماعيا وسياسيا وحضاريا منذ ظهور الاسلام وحتى ماقبل مئة سنة فقط، وخلال هذه الفترة لم تتمكن من تقديم اي تميز او استثناء او حتى تتجاوز قديمها.
ان قبائل الجزيرة العربية الذي لم يستغلوا الفرصة بالهجرة الى بلاد الحضارات خلال فترة الاجتياحات، بقوا في بلادهم يمارسون حياتهم بذات النمط من سلب لقوافل الحجاج ونهب بعضهم البعض وفرض الخاوات على المسافرين والتجارة بالعبيد المجلوبين من الغارات على السواحل الافريقية وسبي النساء بين بعضهم البعض. ان نمط حياتهم لم يتغير بعد الاسلام على الاطلاق. وحتى الفكر القرمطي والاسماعيلي الذي مس اراضي الجزيرة لم يكن نتاج محلي على الاطلاق.
كما ذكرت لك ، اعتقد ان العوامل الطبيعية كانت السبب الرئيسى ، ولا يمنع ان نقارن مع الولايات المتحدة، ألا تجد ان معظم المبدعين بها من اصول غير امريكية (وإن كان الامريكيون انفسهم من اصول غير امريكية) وايضا نجد عندهم النتاج المحلى من الفكر المتطرف والهمجى خاصة فى الجنوب.
لايجوز مقارنة منتجات نظرية الهية بمنتجات نظرية بشرية، إذ ان ذلك عدا عن انه يقول ان لافضل للنظرية الالهية على النظرية البشرية من حيث انهم يتشاركون بالنواقص ذاتها، وعدا عن انه اعتراف بأن هذه السلبية تجعل اضرار النظرية الالهية مضاعفة من حيث ان النظرية البشرية يمكن على الدوام تعديلها بناء على المعطيات الارضية في حين لايمكن ذلك مع النظرية الالهية بدون الاتصال المباشر مع الله او التعدي على صلاحياته وتجاوزه، فإن المقارنة هي ايضا اهانة مباشرة للذات الالهية، إذ لايجوز مقارنة الاعلى بالادنى كما ان المقارنة هي حالة اضطرار واعتراف ان النظرية الالهية بذاتها لم تتمكن من عرض تفوقها بطريقة مبهرة وصاعقة تمنع الحاجة للتفكير بالمقارنة المذلة. وبالنتيجة فالمقارنة من جديد تأكيد على ان التطبيق العملي لم يقدم لنا برهان لاطعن فيه على صحة النظرية.
(04-05-2010, 05:21 PM)احذروا الفتنة كتب: (04-04-2010, 10:31 AM)طريف سردست كتب: بذلك نرى ان الاسلام بذاته ليس وصفة بناء الحضارات، وان دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للتعلم ليس فيها مايدل على انها كانت تعني شئ اخر غير العلم الشرعي، تماما كما فهمها جميع المقربين منه.
ان " نجاح العرب" في احتلال قمة الهرم السياسي في حضارات جاهزة لايعني انهم بنوا حضارة او ان ماجاءوا به هو وصفة حضارية، في حين ان التبدل السياسي يجعل من الضروري وصف التبديل بصفته الطاغية: الاسلام، لتظهر تسمية " الحضارة الاسلامية".
فى اعتقداى لا يوجد وصفة فى بناء حضارة ولكن الاسلام يحترم العقل والتفكير والعدالة الاجتماعية ولا يمنع مناخ قيام الحضارة ، وما قد يراه البعض قيدا فى الاسلام فهو قيد على انحراف المجتمع وليس قيدا على العقل ولا العدالة الاجتماعية . فلا العلمانية ولا اى نظام أخر يعتبر وصفة للحضارة. ولكن الحضارة الاسلامية تتميز بقيمها الاخلاقية اكثر من اى حضارة.
وهنا نصل اخيرا الى اعتراف مباشر بأن نظرية الاسلام ليست وصفة حضارية، فعلام كل هذا النقاش اذن؟
وكما ارى وصل الامر اخيرا الى اختصار الوضع كله بالتفوق الاخلاقي وحده. الايعني ذلك ان الاسلام مثله مثل اي دين اخر القيم الاخلاقية وحدها التي قد تميزه، وبالتالي فهو ليس وصفة بناء مجتمعات ودول، وهو مايتعرض له الموضوع؟ هل يعني ذلك اننا اتفقنا؟
(04-05-2010, 05:21 PM)احذروا الفتنة كتب: (04-04-2010, 10:31 AM)طريف سردست كتب: وبالمناسبة فإن ابرز علماء الفترة الاسلامية، كانوا على الدوام في صراع وتخاصم مع العامل الجديد: الفكر الاسلامي، وليسوا نتاجه او من فضله. انهم نتاج المدرسة الفكرية السابقة لقدوم المسلمين. وحتى الرشدية نتاج الحضارة المورية والاغريقية، ولم تتمكن من البقاء والازدهار بفضل انتصار المدرسة الاسلامية الحاكمة تحديدا. واشهر المفكرين الذين قدموا انجازات للاسلام مثل سيبويه والبخاري هم من انتاج مدارس حضارات الشعوب السابقة للاسلام.
الفلسفة والمنطق بصفة عامة غير مقبولة لعموم المسلمين ولكن يميل إليها الخاصة وليس العامة وهى كذلك فى كل بلاد العالم والدين الاسلامى اراه يختلف عن اديان اخرى حيث انه يمس مختلف جوانب الحياة ويفصل فى المسائل الفلسفية وبالتالى لا تجد الافكار الفلسفية والمنطقية تربة خصبة لكى تعيش ولو استعرضنا بعض رؤوس موضوعات الفلسفة مثل (الله – الجمال – القدر – المصير – الانسان ...) سنجد ان الاسلام قدم لها المبررات والمنطق الملازم للايمان والذى يلقى قبولاً لدى عامة الناس.
ذلك ايضا اقرار بأن الاسلام لم يقدم تغيير جذري في الوعي تجاه العلوم والفلسفة وهي العوامل الرئيسية لبناء الحضارات، طالما ان " الافكار الفلسفية والمنطقية لاتجد التربة المناسبة لكي تعيش"، الامر الذي يعطي المنهج العلمي البشري افضلية ساحقة. إن اكتفاء الاسلام بالمنطق الايماني يؤكد انه نظرية علاقة بين الضمير الفردي والله وليس نظرية بناء مجتمعات ودول. , وإستخدام الاسلام خارج المجال المؤهل له هو الاهانة الاكبر بحق الذات الالهية حتى الان والتي لايعيرها مسلم اية اهمية.
(04-05-2010, 05:21 PM)احذروا الفتنة كتب: (04-04-2010, 10:31 AM)طريف سردست كتب: ومع سقوط الرموز العلمية في صراعها مع المدرسة الدينية انتهت " الحضارة الاسلامية" وتمكنت المدرسة الدينية من كبح وترويض منطقة الحضارات وإعادتها الى حظيرة الصحراء العربية. بذلك يكون من المستحيل البرهنة على ان الاسلام بذاته كان هو النظرية التي انتجت الحضارة، من حيث انه لم يستطع انتاج حضارة في بلاده من فراغ.
والقول ان "ا لحضارة الاسلامية" هي نتاج النظرية الاسلامية، يعني عمليا ان الاسلام حكم على ارض الواقع على مدى الفترة " الحضارة الاسلامية" فهل تاريخ الحضارة الاسلامية هو تاريخ الخلافات الاسلامية ام تاريخ فترة الازدهار؟
وهل كانت فترة " الحضارة الاسلامية" فترة مثالية تعكس قيامها على نظرية الهية، وبالتالي هل تتحمل النظرية مسؤولية الانتهاكات في عصر " الحضارة الاسلامية" ام ان القضية استنقائية وغائية؟
لا نريد ان نكون مثل المثل المصرى الذى يقول (يريد مغسل وضامن جنة) عندما تتحدث عن الانتهاكات فى عصر الحضارة الاسلامية اشعر انك تقييم الاسلام من منطلق (المدينة الفاضلة) لذا افضل ان تبحث عن انتهاكات عصور كل الحضارات وتقييم بينها لتحكم على الحضارة الاسلامية، ولن تستطيع الوصول الى حقيقة نهائية دامغة فعلى سبيل المثال لو نظرنا الى أشهر ثورات الوطن العربى على الاستعمار وهى ثورة 23 يوليو 1952 ، لا يوجد احد يستطيع قول الحقيقة الكاملة عن الثورة لأنه لا احد يعلم القصة كاملة، فكيف ستحكم على الحضارة الاسلامية وانت تأتى لك المعلومة فى سطران او ثلاثة لحدث استغرق عدة سنين وتأثر به ملايين البشر.
اما سقوط الرموز العلمية فى صراعها مع المدرسة الدينية فقد تكون سقوط للخارجين عن الفكر الدينى الموحد بدعوى الحرية الفكرية او الابداع، وهذا لا عيب فيه ولو طبقناه فى زمننا هذا لقلت لك بحسبة منطقية عقلية تقوم على التحليل
أيهما اتبع : فكر رجل قال من 1450 سنة أن الاسلام سيبقى وقد صدق، أم فكر حديث يخالف صحيح الدين ولا أعلم لأى الطرق سيؤدى.
ولكن لم اسمع عن سقوط رموز علمية فى مجال الطب والفلك والكمياء والبيئة امام المدرسة الدينية.
وهنا ارى انك ايضا تتفق معي في ان الاسلام ليس نظرية لبناء مدينة فاضلة، وبالتالي لايختلف من حيث الجوهر عن اي نظرية بشرية اخرى في نواقصها، إذا جرى الاصرار على إهانته بإستخدامه نظرية ادارة دول ومجتمعات.
ان وجود انتهاكات في النظريات الاخرى امر طبيعي فهي لاتدعي انها نظرية الهية كاملة صادرة عن كامل وقادر.
ومسألة علاقة الرموز العلمية مع النخب الدينية الاسلامية مشهورة للغاية في التراث الاسلامي..
شكرا لك