الزميل الفاضل الأستاذ زيد جلال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الايمان بعدم تحريف القرآن وأن هذا القرآن سيبقى كما هو إلى أن نهاية الزمان او حتى يرفع قبل القيامة سواء من الصحف او القلوب هو جزء من ايمان اهل السنة.

ولكن هل لديك دليل على هذا تقدمه الى المكذبين ، يقال ان هناك النسخة الاصلية من القرآن والتى جمعت فى عهد ابى بكر الصديق رضى الله عنه محفوظة فى احدى الدول او المدن لا اذكر ما هى هل فى سمرقند او غيرها ، ولكن لا يعنينى الامر كثيرا لسبب آخر وهو ان الله تعامل مع آمة الاسلام بالعقل وليس بالمعجزة... فنحن لا نعتقد ان الروح القدس سيبارك اعمالنا ويكون معنا ونحن نكتب القرآن او ننسخ نسخ منه، ولنحاول معا ان نقارن مقارنة عقلية وليست ايمانية بين القرآن والكتاب المقدس على سبيل المثال.

1) لم يتم تجميع القرآن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك لم يتم كتابة الكتاب المقدس على عهد سيدنا عيسى عليه السلام ولكن من واقع موقع القديس تكلا ورد ما يلى (أما بالنسبة لتاريخ كتابة الأناجيل، فيصعب تحديد السنة بالضبط.. لكن الشهادات الخارجية والأدلة والنظريات العلمية الحديثة تحدد أن الأناجيل الثلاثة الأولى - متى ومرقس ولوقا- كتبت قبل سنة 70م، أي قبل خراب أورشليم الذي حدث في تلك السنة. وتحددت التسعينات لإنجيل يوحنا.. وهناك إجتماع عام بين العلماء على أن بشارة مرقس هي أقدم البشائر الأربعة، تليها بشارة متي، ثم لوقا.)

2) يقولون ان هناك نسخ او مخطوطات تم احراقاها وكذلك هناك اناجيل تم رفضها من المجامع الكنسية التى تمت بعد مئات السنين.

3) لم يكن هناك توثيق ورقم ايداع لأى من الكتب سواء الاناجيل او القرآن ولكن الكل يقول انه لديه نسخة صحيحة ولكن محفوظة فى مكان ما سواء فى سمرقند او غيرها او الفاتيكان.

حتى هنا والامور متساوية والجميع متساوى.

ولكن نجد هناك امر يختلف فيه الاسلام عن اى ديانة اخرى ، وهو انه من واقع الايمان الاسلامى بأن الله يجعل لكل شئ سبباً ، فإذا اراد الله ان يحفظ القرآن وفى ضوء العقل فأيمهما يفعل ، هل يوكل ملك يقوم بحماية القرآن ام يجعل هناك امر اخر من امور الدنيا يقوم بها البشر تؤدى الى ما يريد الله ؟

الايمان يقول ان الله يكشف امر من يريد تحريف القرآن ويجعل السبب فى شخص او جهة تكشف هذا التحريف ويظهره للناس ويتم عدم اعتماد النسخة المحرفة... ولكن هذا لا يقنع غير اصحابه ولا يكفى لتأكيد الحفظ لدى الغير الذى (يشغل عقله).

ولكن الله له اسلوب اخر فهو يسبب الاسباب لحفظ القرآن ، وهو ان الله جعل تلاوة القرآن جزء من العبادة ، وجعل من يقرأ فى القرآن له مثوبة واجر عظيم وجعل قراءة القرآن فى الليل عبادة عظيمة الاجر ومن يقرآ فى القرآن سيجد الكثير من الايات التى تحض على قراءة القرآن وهو بذلك يكون محفوظ فى الصدور بما يجعل وفقا لعلم الاحصاء نسبة الدقة فى القرآن اكثر من أى كتاب آخر وذلك لسهولة اكتشاف الاخطاء به ونراها بسهولة فى الصلاة حينما يرد احد أو بعض المصلين الامام عندما يخطئ فى القراءة او ينسى.

ومن بداية ايام الرسول صلى الله عليه وسلم وفى الحروب كان يفدى الاسير الذى يُعلم عشرة من المسلمين القراءة ، وكان هذا نواة نشر القراءة بين المسلمين الاوائل ليجعل الله القرآن محفوظا فى القلوب ، وطبعا لو ناقشت اى طاعن فى الدين فى هذا لتندر ضاحكا وقال محفوظ فى الفروج ، ولكن هذا لن يمنع ان المنطق والعقل والاحتمالات تعطى النسبة الاكبر للقرآن فى صحة النص اكثر من اى كتاب.

وسؤال احتاج الى معرفة اجابته ، هل من الممكن ان نقيم مسابقة لحفظ الكتاب المقدسة الأخرى يجتازها مواطنون عاديون قد يصل عمر المتسابق الى 11 عام ، اقصد هل النص فى الكتب المقدسة سهل الحفظ والتلاوة عن ظهر قلب ؟

لذلك مهما يقل أى انسان عن تحريف القرآن فلن يغير الحقيقة بأنه لو اعطينا نسبة مئوية لامكانية التحريف فى الكتب المقدسة عموما لكانت اقل نسبة للقرآن.

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته