عزيزي عاشور الناجي اهلا وسهلا

فكرة معقولة، على الرغم من انها على موضوعية العواطف القومية.


(القارة التي لم يكن لها اسم قبل عروبة السورية ابنة ملك صور),
ان حضارية المنطقة يعود الفضل لها الى النشوء الحضاري المبكر الى سومر وبابل، كما ان الحضارة في ذلك الوقت (وما قبله) لم يكن من سماتها وعي قومي.. لذلك من المشكوك فيه ان تكون كلمة " عربي او عربية" قد وردت في تلك الاثار، او على الاقل تحتاج الى برهان على ورودها بالمعنى البعثي للكلمة.
وكلمة سوريا نفسها منحدرة من بلاد كلمة السريان، وفي الاصل الاشورييين، وهم شعب غير سامي على مااعتقد.

ان المنطقة اختلطت على الدوام بالعديد من المكونات العنصرية لمختلف الشعوب فهي ممر جميع الحملات والهجرات، وبالتالي فسكان المنطقة ليسوا عرب بالمعنى الاثني للكلمة وانما الثقافي، وهم يختلفون للغاية عن " العرب الاقحاح في الجزيرة العربية". ولو سألنا العرب الاقحاح عن شعوب الشام لقالوا لك انهم خضيريين او طرش بحر اي بلا نسب واليمنيين سيقولون لك (في احسن الاحوال) انهم معروبين ويضحكون (معروبين تعني منكوحين باللهجة اليمنية).

غير انه من الضرورة الاشارة الى ان الامر ليس تماما كما تفضلت به، إذ لو كان الامر من الناحية المعمارية كما تفضلت، فإن الاغريق كانت لهم الريادة في مجال السياسة والفلسفة، وبالتالي كان اندماج الحصارتين له فوائد مشتركة انتج حضارة جديدة سميت بالحضارة الهيلينية. كما ان دخول الرومان الى البلاد السورية كان بسبب حملات الفرس لاحتلال الاغريق، وهي الحملات التي ايقظت الاغريق وجعلتهم قوة عظمى.

ومايلاحظ من الموضوع اعلاه هو رؤية " ثابتة للتاريخ"، إذ يبدو ان شعب المنطقة هو واحد غير متغير بالنسبة لرؤية كاتب الموضوع، ليظهر في النتيجة ان من يتكلم عنهم قبل 2000 سنة هم ذاتهم (اثنيا وثقافيا) الموجودين الان، في حين ان ذلك غير صحيح. ان شعب سوريا الذي سقط تحت الاحتلال الروماني لم يكن شعب عربي بالمعنى العروبي الحديث للكلمة، كما ان معنى " الاحتلال" في ذلك الوق ليس ذاته في الوقت الراهن، وهذا السبب بالذات هو الي كان يسمح لتغير السلطات العميق وبقاء الشعوب تحت سلطة القوى الجديدة بدون ثورات او شعور بالاهانة او الظلم.

تحياتي ومرحبا بك بيننا