(05-01-2010, 03:01 AM)بهجت كتب: حسنا .. ما هو مدى مصداقية هذا النقرير ؟.
1- مصر دولة حليفة لأمريكا بل على رأس حلفاء أمريكا في المنطقة ، كما أنها في حالة سلام طويل مع إسرائيل و لها علاقات سياسية كاملة معها ، و بالتالي فمن غير المتصور ان يكون التقرير قد صدر بإيعاز من الإدارة الأمريكية أو لوبي الضغط الإسرائيلي .
لا تنسى ياعزيزى بهجت ان العراق ايضا كان دوله حليفه لأمريكا بل على رأس حلفائها بالمنطقه , ولو صحت الانباء عن ايعاز السفيره الامريكيه فى العراق لصدام بغزو الكويت وان امريكا لن تتدخل فان هذا يعنى ان احدا لا يأمن شر السياسات الامريكيه ولا يعلم ماهى اهدافها تجاه " حلفائها " وبالتالى فالتحالف وحده ليس كافيا لاثبات مصداقيه تلك التقارير , ورغم ان مصر ليست بثراء العراق ورغم انها تعانى من اوضاع اقتصاديه مترديه وتخلف حضارى الا ان التاريخ يؤكد انها كانت دائما مطمع لجميع الامبراطوريات الكبرى على مدار التاريخ ولم تسلم من احداها حتى وهى فى اوج تخلفها وانحطاطها , واعتقد انه لولا توازن القوى فى ظل نظام عالمى ثنائى القطبيه حتى مطلع التسعينات لكانت مصر الان احدى المستعمرات الامريكيه او الروسيه , لذلك فأنا اؤمن تماما ان تلك التقارير لها اهدافها المستقبليه , ربما لا تتحقق تلك الاهداف تبعا لتغير الظروف , لكن تلك التقارير تخرج من حين لأخر تحسبا لتحقيق تلك الاهداف بصرف النظر عن من اين خرجت ومن اصدرها .
(05-01-2010, 03:01 AM)بهجت كتب: 5- هذا التفرير ليس منعزلآ عن حوادث تكاد تكون يومية تنشرها الصحف عن حوادث طائفية في مصر ، راح ضحيتها عشرات الأبرياء ، دون أي قصاص عادل ، بل ولا حتى تعرض تلك الجرائم على القضاء ،و لكن تعالج خلال جلسات صلح عرفية ، خارج أي ممارسة قانونية محترمية لدول ذات سيادة .
للأسف الشديد أصبحنا ضحايا لمجموعة من السوقة و العشوائيين و الجهلة الذين يصموننا جميعا بالإجرام و التخلف ،و الذي يجعل مثل هذه التقارير التي يجب ان نخجل منها معتادة .
ربما تسمع هذا الاسبوع عن حدث طائفى جديد وربما كنت انا احد ابطاله
امتلك انا وصديق لى محل لبيع اجهزه التليفون المحمول وكروت الشحن , ولدينا موظفه تعمل فى الفتره الصباحيه والتى نكون فيها فى اعمالنا , ومنذ يومين تعرض المحل للسرقه بطريقه النصب , حيث تقدم احد الاشخاص الى الموظفه وطلب منها شراء كروت شحن " جمله " بمبلغ 5 الاف جنيه , وقدم لها المبلغ وعندما قامت بعد المبلغ وجدته ناقص 50 جنيه , فاعادت له المبلغ ليقوم بعده , فاستغل انشغالها مع زبون اخر وبسرعه قام بتبديل المبلغ الى مائه جنيه وبينها 50 جنيه " فكه " عباره عن جنيهات ورقيه , ثم اخذ الكروت وركب دراجه بخاريه واختفى عن الانظار , وعندما امسكت المبلغ اكتشفت السرقه وخرجت خلفه فلم تجده , قمنا بعمل محضر فى قسم الشرطه فقاموا بعرض بعض صور المشبوهين على الموظفه للتعرف عليه , وتبين انه " مسيحى " ومسجل سرقه محمول , وافاد قسم الشرطه ان هناك جريمه قتل والدنيا مقلوبه ولايوجد من هو متفرغ حاليا للقيام معنا بالبحث عنه والامساك به , لكننا تعرفنا على اسمه وعنوانه , ونظرا لحساسيه الموقف الطائفى وتحسبا لأى ظروف اصطحبت معى صديق مسيحى وذهبنا الى الكنيسه التابع لها هذا اللص لنتحدث الى كبيرهم ليعيد لنا المبلغ , فانكروا معرفتهم به رغم ان بياناته صحيحه ومن قسم الشرطه , وشريكى من النوع المتزمت دينيا وعائلته هى اكبر العائلات فى المنطقه التى بها المحل , واقسم انه ان لم يعد هذا المبلغ فسيعلنها حربا عليهم جميعا وليحدث ما يحدث , ومفيش على لسانه غير " لو الفلوس دى مرجعتش انا هلبس طرحه وامشى فى الشارع زى النسوان " واخوانه وابناء عمومته بكل غشم يوافقونه على ذلك , ويبدو ان هناك مجزره تلوح بوادرها فى الافق , وبالطبع سيتم تصنيف الحدث على انه حدث طائفى .
لو ان اللص مسلم لكانت القصه كلها ابسط من ذلك وكان من السهل اعاده المبلغ , وحتى وان لم يعد وحدثت المجزره المتوقعه فلن يسمع بها احد لكونها خلافا عاديا يحدث يوميا فى مصر , اما واللص مسيحى فهذا ما صعب الموضوع ومن المنتظر احاطه امريكا علما به
هناك امل 10% ان يستطيع صديقى المسيحى اقناعهم باعاده المبلغ بعد ان افهمته بشىء من المداعبه والهزار السيناريو المتوقع , وان ماسيحدث سيتم تصنيفه على انه حدث طائفى .
هذا الفصل الطائفى بين المواطنون على اساس مسلم ومسيحى هو السبب فى المواجهات الدمويه التى تحدث كل فتره , وهو لم يحدث بين عشيه وضحاها , وانما نتيجه تراكمات سياسيه عده تكونت فى النصف قرن الماضى , وتقع مسئوليه هذا الفصل على الانظمه السياسيه المتعاقبه ويتحمل تبعاته المواطن العادى , فشراراته الاولى بدأت عند عبد الناصر , لكنى على قناعه ان استمرار تلك الشراره واشتعالها يعود الى ايادى خارجيه تزيدها اشتعالا كلما شارفت على نهايتها , حتى اصبحت الان مشتعله ذاتيا ولا تحتاج الى من يعيد اشعالها .
انا اؤكد ان ما يحدث بين المسلمين والاقباط يحدث مثله بين المسلمين وبعضهم البعض , لكن ربما اكون مخطئا عندما انظر للأمر بعينى انا ولا انظر له بعين الاخر , فالعين لا ترى مساوئها لكنها حتما ترى مساوىء الاخرين , لكنى لا اغفل ابدا انه يجب علينا كمصريين من جميع الاطياف ان نعمل جاهدين على وقف هذا الفصل الطائفى قبل ان يكون ذريعه للقضاء علينا جميعا .