{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 5 صوت - 2.6 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
خراب مصر في عمار مدينة رسول الله .
مواطن مصرى غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 689
الانضمام: Oct 2009
مشاركة: #55
RE: خراب مصر في عمار مدينة رسول الله .
اقتباس:
قمة السقيفة قراءة مخالفة
سيد القمني



الحوار المتمدن - العدد: 2984 - 2010 / 4 / 23
......................
لعل أهم السمات الفارقة للعربي البدوي ، هو الاعتزاز القدسي بالنسب القبلي ، حتى أنهم لم يعرفوا أن هناك علماً أرقى و لا أهم من علم الأنساب ، و كان لديهم متخصصون يرفعون النسب إلى الجد التاسع و العاشر ، عارفون بأقدار الناس ما بين النسب الرفيع و النسب الوضيع . و يرتفع النسب و ينخفض بحسب عدد أفراد القبيلة ، و القدرة القتالية للقبيلة .
مما لا شك فيه أن علم الانساب له اهمية كبيرة عند العرب ولا شك ايضا من اهتمام الغرب به ويظهر هذا فى العائلات التى تملك مقاليد الامور فى امريكا فى عالم السياسة والمال او العائلات الارستقراطية فى اوربا.. ومن الشائع أن نقرأ فى وصف شخص اوربى بأنه سليل عائلة عريقة . لذلك امر الانساب هو امر هام للبشر جميعا ولذلك نزل قول الله سبحانه وتعالى ونزلت سورة بهذا الاسم (التكاثر) بسبب هذا.
وقصر العلوم على الانساب عند العرب هو نوع من الظلم للعرب ، فكان لديهم الطب الذى يناسب بيئتهم ولديهم علم الآثر الذى يناسب بيئتهم وكذلك كان رواة القصة يترحلون من مكان لآخر لرواية القصة ولنا فى مصر مثلا بالرواى والربابة. فالبيئة تحكم الانسان فى اكتساب الخبرات والاهتمامات.
ولكن "سيد القمنى" يبالغ ويسقط الحقائق ، والدليل على هذا ان حاتم الطائى كان مضرب الامثال فى الكرم وأن الرسول صلى الله عليه وسلم اكرم ابنته إكراما لأبيها. فلو لم يكن الكرم صفة هامة عند العربى ما تخلد ذكر حاتم الطائى.
ويحضرنى بيت الشعر فى قصيدة الاطلال (وبريقا يظمأ السارى له *** اين في عينيك ذياك البريق) فكما تعلمون أن السارى هو السائر فى الصحراء ليلا ، وكان من عادة العرب اشعال موقد امام الخيمة لكى يعلنوا استعدادهم على استضافة المسافر فى الصحراء للراحة والطعام.
فقد كانت الشجاعة والكرم أيضا من صفات العرب ولكن لأن القمنى يرفض العرب والاسلام فهو لا يلتفت لهذه الصفات.

اقتباس:عيينه بن حصن الفزاري مثلاً لم يكن بمقاييس الرجال أكثر من أحمق جهول ، و مع ذلك حسبت له العرب ألف حساب ، حتى نبي الإسلام تعامل معه على كفره وفق هذا المعنى ، و كان يلقبه بالأحمق الطماع المطاع ، لأن بإمكانه تجييش عشرة آلاف فارس في لحظة . و من ثم كان تفاوت الأنساب و التفاخر بالنسب إن صدقاً أو كذباً مدعاة لسيادة قاعدة عدم المساواة بين الناس كمفهوم أصيل لدى العرب ، ووضعوا لعدم المساواة بين الناس علماً يصنفهم درجات و طبقات ، هو علم الأنساب .
أوليس هتلر كان بالاحمق المطاع .. أوليس بوش الأبن هو الاحمق المطاع ... الموضوع ليس نسب ولكن أمر آخر يصعب الحكم عليه لأننا لم نعاصر الاحداث.

اقتباس:و من ثم فإن عدم المساواة بين أقدار الناس أصيل في البنية التكوينية لطبيعة المجتمع البدوي ، الذي يرى أن عدم المساواة هو طبيعة الأشياء و نظام الكون ، و أن تراتب الخلق في منازل و رتب و درجات قدر حتمي ، و لأنه يتعلق بعدم المساواة في الرزق الذي لا حيلة فيه لإنسان ، فهو إلهي محتوم .
عدم المساواة بين اقدار الناس اصيل فى الطبيعة الانسانية والحياة وليست فى المجتمع العربى فقط ، أم أن الرومان كانوا يساوون بين الناس وإلا لماذا اطلقوا عن من هام من خارجهم لفظ البربر، والتاريخ يثبت هذا فى كل البلدان وليس عند العرب فقط... ومحاولة المساواة بين الناس جاء به الاسلام الذى قال ان الناس سواسية كأسنان المشط. وهى محاولة من الاسلام للمساواة فى الله لأن الله يعلم ان المساوة البشرية ليست صفة متحققة ولكن أوجد الوسيلة لتحقيقها.

اقتباس:و نجد هذه القاعدة البدوية في التفرقة بين بني آدم هو أساس و محور النقاش في سقيفة بني ساعدة ، عندما تنافس الأنصار و المهاجرون حول أحقية كل منهما في رئاسة العرب بعد وفاة الرسول و اكتمال الرسالة الإسلامية . و تمكن المهاجرون القرشيون من حيازة الأفضلية للرئاسة فأصبحوا من بعد هم الحاكمين ، و هم من كُتب التراث الإسلامي تحت ظلهم و بتوجيه منهم . و قد حازوا تلك الأفضلية بالقرابة القبلية العشائرية من نسب النبي ، فهم ذوي قرابته و من دمه و رحمه .
هذا الكلام يناقض صحيح العقيدة الاسلامية حيث ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأبنته (يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت فإني لن أغني عنك من الله شيئا، لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) وقال الله سبحانه وتعالى (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون)
لذلك لم يكن الامر فى السقيفة نتيجة للمباهاة بالنسب والافتخار به ولكن اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبتعليماته والتى سنراها فيما بعد.


اقتباس:و أفضلية أخرى إضافية هي السابقة في الإسلام ، و هي قيمة غير مفهومة في معايير زماننا ، لأن الأسبقية في الإسلام لا يجب بموازين عدل اليوم أن تفضل طرفاً على طرف تأخر إسلامه ، لأن المعنى سيكون أنه كان مطلوباً من العالم كله و في لحظة واحدة أن يعلن إسلامه وقتما أعلن النبي نبوته ، حتى تكون هناك مساواة ، و سواء بلغته الدعوة فوراً أو جاءته متأخرة . فالسابقة في الإيمان هنا لا يمكن فهمها إلا في ضوء حياة الغزو القبلي ، القائمة على القدرة القتالية و الانتصار بأي أسلوب ممكن ، كالخطف حيث يكون الخاطف صاحب حق في المخطوف بمجرد خطفه ، إن السابقة هنا تعني في المفهوم البدوي أنه قد سبق إلى الخطفة فأصبحت له ، و هي قاعدة بدوية يفهمها كل البدو ، و يرونها حقاً منطقياً طبيعياً لا غبار أخلاقي عليه بالمرة ،
أرى ان السابقة يتم الاخذ بها فى كل مجال حتى فى الجامعة ، أليس الاستاذ اكثر علما من المدرس أو المدرس المساعد.. وهل كان يحكم مصر بعد الثورة مجلس قيادة الثورة ام خلاف هذا .. وهل حكم امريكا بعد حرب الشمال والجنوب رجال الجنوب ام رجال الشمال... الحق ان كلمة السيد القمنى كلمة حق يراد بها باطل. والمنطق هذا غير مرفوض فالبشر لا يستطيعون الحكم على مدى ايمان كل شخص لأن الذى يحكم مثل هذا الحكم هو الله ولكن البشر يحكمون على حجم الخبرة بالامر والتى يكون السابقة فيها اكثر احتراما كمقياس ومعيار للحكم على الكفاءة.

اقتباس:و لعل قوله عمر بعد فوز أبي بكر بالخلافة : " إن خلافة أبي بكر كانت فلتة و قانا الله شرها " تعبير واضح عن تلك الفلتة أو الخطفة .
هذه المقولة تحتمل معنى آخر .. لما لا يكون قصد عمر بن الخطاب انه من الخطأ موت الحاكم ولا يوجد نائب له .. ولكم العبرة فى مصر مبارك الآن.

اقتباس:في السقيفة سنرى أول استثمار انتهازي للدين من أجل مكاسب دنيوية بحت ، و كان أول المستثمرين هم صحابة النبي المقربين ، و هم من فتح الباب لاستثمار دين الله لأهداف دنيوية بحت ، و ذلك بحسبانهم من قال عنهم النبي : " أصحابي كالنجوم ؛ بأيهم اقتديتم اهتديتم " .
و من ثم كانت قدسية الصحابة رصيداً قدسياً آخر ، فتم إلباسهم قداسة الدين الذي تم استثماره في صراع أهل القمة في السقيفة .
و قد أثمر هذا الاستخدام الانتهازي للدين و لقداسة الصحابة عن تقسيم للمجتمع المسلم إلى قسمين : قسم له شرف الحكم ، و قسم آخر تم تشريفه بكونه رعيه للحكام المقدسين ، و عليه واجب الطاعة و المساعدة و لا حق له في الحكم ، و ذلك تأسيساً على حديث أبي بكر عن النبي الذي حسم به الأمر : إن " الخلافة في قريش " . و ما كان ممكناً تكذيب أبا بكر و هو الصديق في هذا الحديث الذي لم يسمعه من النبي سوى أبو بكر وحده ، بل و ترتب على هذا الحديث أن جعل الحكم وراثياً في قريش وحدها دون بقية العرب ، و تمت به مصادرة مدينة يثرب من أهلها الأنصار و خلوصها فيئاً للمهاجرين دون حرب و لا فتح ، بقرار ديني احتفظ به أبو بكر سراً حتى حان أوانه ففشى به .
فعلا كيف يقول عنه الرسول صلى الله عليه وسلم انه الصديق ويكذب ، مش ممكن اصدق سيد القمنى واكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اقتباس:الملحوظة الثانية التي لا تقل أهمية فيما دار بالسقيفة هو أن طرفي الصراع كانا يتحدثان بحسبان الرسالة المحمدية موجهة للعرب وحدهم دون الناس ، في خطبة أبي بكر سيتذكر مع الناس ما مضى ، و كيف جاء النبي بدعوته ، و كيف " عظم على العرب أن يتركوا دين آبائهم / الطبري / 11 / 19 " . فهو يوضح هنا أن الرسالة كانت موجهة للعرب وحدهم ، و لم يرد في خطبته على طولها و تعدد محاورها ما يشير لغير العرب من فرس أو روم أو غيرهم من قريب و لا بعيد .
المعنى ذاته تؤكده خطبة سعد بن عبادة الأنصاري ، الذي قام بالسقيفة يعرض حجج الأنصار في الأحقية و الأفضلية للحكم ، موجهاً خطابه لأهله الأنصار و كيف استضافوا الدعوة و حموها و خرجوا بها خارج حدود يثرب في ظل سيوفهم و رماحهم ، " حتى استقامت العرب بسيوفنا لأمر الله طوعاً و كرهاً ، و أعطى البعيد المقادة صاغراً داحراً ، و حتى أثخن الله لرسوله بكم الأرض ، و دانت بأسيافكم له العرب " . . و هكذا تكون الرسالة قد اكتملت بسواعد الأنصار و ذلك في خاتمة سعد . . " و توفاه الله و هو راض عنكم ، و بكم قرير العين " .
هنا أيضاً كان العرب هم هدف الرسالة التي بلغتهم تامة كاملة ، و ليس مقصد الرسالة حسب فهم الصحابة هنا هو العالم ، و عندما كانوا يتحدثون عن الأرض كانوا لا يقصدون بها العالم ، إنما أرض العرب بالذات ، " حتى أتخن الله لرسوله بكم الأرض ، و دانت بأسيافكم له العرب " . فالأرض المقصودة ها هي الأرض التي دانت عربها لأسياف الأنصار .
هنا اختلاف شديد في المفاهيم ما بين دلالتها عند عربي زمن الدعوة و ما بين دلالتها اليوم ، و هو الأمر الذي تهدف هذه الدراسة إلى التنبيه إليه ، حتى يمكن أن نقرأ نصوص ذلك الزمان بدلالات مفاهيم زمنهم لا مفاهيم زماننا اليوم .
كيف يكون هذا والرسول قال عنه الله انه ارسله رحمة للعالمين وانه ارسله للناس كافة.

اقتباس:أبو بكر يدعم موقف المهاجرين المطالب بالحكم و السلطان فيقول عنهم : " فهم أول من عبد الله في الأرض و آمن بالله و رسوله ، و هم أولياؤه و عشيرته ، و هم أحق الناس بهذا الأمر من بعده ، و لا ينازعهم ذلك إلا ظالم ، و أنتم يا معشر الأنصار من لا ينكر فضلهم في الدين و لا سابقتهم العظيمة " .
و يلفت الانتباه بشدة قول الصحابي الكبير " فهم أول من عبد الله في الأرض " ، فلا شك أنه كان على علم بالنبوات السابقة في بقاع الأرض تكون الأرض و إمارتها ميراثاً و ليس دولة تُدار بأساليب إدارة الدول كما في بقية الدول المجاورة .حول جزيرة العرب ، لذلك عندما يقول الأرض فإنما هو يعني أرض الجزيرة تحديداً التي فيها كان المهاجرين أول من عبد الله حق عبادته و آمن بالله و رسوله ، و يظل المفهوم من كلمة الأرض أرض العرب وحدها .
إنه يخاطب اهل الرسالة والتى جائت لتقضى على الباطل وكلمته يصلح تطبيقها فى ارض العرب والعجم ولا ينكر احد على الكرة الارضية ان اول من عبد الله فى الارض على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هم اهل مكة المهاجرون. اما محاولة القمنى لقول غير ذلك فهو نوع من التدليس لأن القرآن نفسه يقر بأن ابراهيم عليه السلام كان موحدا وكان فى نفس الارض التى يتكلم عنها القمنى.

اقتباس:أما السبب الجوهري في أحقية المهاجرين بالرئاسة أو بالأمر فهو أنهم أولياء النبي و عشيرته و أهل نسبه القبلي . لذلك " هم أحق الناس بهذا الأمر من بعده " . المسأله إذن كانت ميراثاً قبلياً و ليست شأن الدين و الإسلام ، ليس فيها أسباباً كالكفاءة أو مصلحة الرعية أو رأي هؤلاء الرعية ، فهذا كله ليس سبيلاً إلى ( الأمر ) أو الرئاسة ، إنما السبيل هو القرابة و العصبية و النسب ، و من ثم هنا لا تجد بالمرة تعبير ( دولة ) ، فالعرب لا تعرف من دلالة دولة سوى التداول بتغير الأزمان ، و تلك الأيام نداولها بين الناس ، إنما كانوا يعرفون ( الرئاسة ) أي الحكم بمفاهيمنا و لكن بمصطلح ( الأمر ) ، لأن الرئيس هو من يأمر فيطاع ، فهو الآمر ، و ماهية منصبه هي ( الأمر ) و منها الأمير ، لذلك لم يعرف العربي معنى الدولة و الحكومة كما نعرفه بدلالة أيامنا ، إنما فقط يعرف الآمر و المأمور ، ما يعرفه هو الأمر و الأمير و الآمر بلا منازع و لا معارض و لا شريك . الأهم و تأسيساً على المعاني الفطرية الأصيلة عند العربي في عدم المساواة بين الناس ، هو أن أبا بكر كان يرى أن الله لم يساوي بين المهاجرين و الأنصار ، و أن للمهاجرين أفضليتين واضحتين فضلهمم الله بهما على الأنصار و خص بهما المهاجرين ، الأفضلية الأولى سابقتهم في الإسلام ، و الثانية قرابتهم و نسبهم القبلي للنبي ، و إلا لماذا لم يختر نبيه من بين الأنصار ؟ ، لماذا ظهر في مكة و لم يظهر في يثرب ؟ حجة بدورها قبلية تقوم على منطق قبلي عشائري قُح .
تناول سيد القمنى الواقعة من وجهة نظره الباغضة للاسلام والصحابة والعرب ولكن بقراءة احداث الواقعة وسندها الشرعى نجد ان أبو بكر الصديق رضى الله عنه اجاد فى ادارة الامور عن علم بالدين وأمور الحكم حيث نرى ذلك من السياق التالى:
أنه قد اجتمعت الأنصار في سقيفة بين ساعدة يتشاورون ، ولا يدرون ما يفعلون، و بلغ ذلك المهاجرين فقالوا : نرسل إليهم يأتوننا ، فقال أبو بكر، بل نمشي إليهم ، فسار إليهم المهاجرون، منهم أبو بكر وعمر أبو عبيدة ، فتراجعوا الكلام ، فقال احد الإنصار وهو الحباب بن المنذر: منا أمير ومنكم أمير. فقال أبو بكر كلاماً كثيرا مصيباً ، يكثر ويصيب، منه : نحن الأمراء وأنتم الوزراء، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الأئمة من قريش "

**** (وقد ورد هذا الحديث في مسند الطيالسي رقم 926 عن أبي برزة ، وبرقم 2133منه عن أنس وفي كتاب الإحكام من صحيح البخاري عن معاوية أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين " وعن عبدالله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان " وفي مسند الإمام أحمد (3/129 الطبعة الأولى ) عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام باب البيت ونحن فيه فقال " الأئمة من قريش وإن لي عليكم حقا ولهم عليكم حقا مثل ذلك ما إن استرحموا رحموا وإن عاهدوا وفوا وإن حكموا عدلوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " ورواه الإمام أحمد أيضاً من المسند (3/183) عن أنس قال : كنا في بيت رجل من الأنصار فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى وقف فأخذ بعضادة الباب فقال : " الإئمة من قريش ، ولهم عليكم حق ، ولكم مثل ذلك . . . الخ " ورواه الإمام أحمد كذلك (4:421) عن أبي برزة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الإئمة من قريش : إذا استرحموا رحموا ، وإذا عاهدوا وفوا ، وإذا حكموا عدلوا ، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)****.

وقال ابو بكر الصديق ايضا فى السقيفة :" أوصيكم بالأنصار خيراً : أن تقبلوا من محسنهم ، وتتجاوزوا عن مسيئهم"

*** (في كتاب مناقب الأنصار من صحيح البخاري من حديث هشام بن زيد بن أنس قال : سمعت أنس بن مالك يقول : مر أبو بكر والعباس رضي الله عنهما بمجلس من مجالس الأنصار يبكون ( والظاهر أن ذلك كان في مرض النبي صلى الله عليه وسلم الذي مات فيه ) فقال : ما يبكيكم ؟ قالوا ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية برد . قال فصعد المنبر ـ ولم يصعده بعد ذلك اليوم ـ فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :" أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشى وعيبتي ، وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم ، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ". وبعده في صحيح البخاري حديث لعكرمة عن ابن عباس ، وحديث قتادة عن أنس بمعنى ذلك ، وقريب من ذلك في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري ، وفي سنن الترمذي عن ابن عباس .) ****

كما قال ابو بكر الصديق ايضا فى السقيفة إن الله سمانا ( الصادقين) وسماكم (المفلحين)

**** (في سورة الحشر للفقراء الذين إخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله ، أولئك هم ( الصادقون ) والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدروهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم ( المفلحون ))****

وقال ايضا : وقد أمركم أن تكونوا معنا حيثما كنا فقال : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } ( التوبة :119) إلى غير ذلك من الأقوال المصيبة والأدلة القوية ، فتذكر الأنصار ذلك وانقادت إليه ، وبايعوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه.

*** نقل الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (5/247) من حديث الإمام أحمد عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف الزهري ( ابن أخت أمير المؤمنين عثمان ) خطبة أبي بكر في سقيفة بن ساعدة ، ومنها قوله : لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لو سلك الأنصار وادياً سلكت وادي الأنصار " ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد " قريش ولاة هذا الأمر : فبرُّ الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم " ، فقال له سعد : " صدقت " نحن الوزراء وأنتم الأمراء ".****

اقتباس:أما قوله : " لا ينازعهم ذلك إلا ظالم " ، فهو ما يعني بوضوح فصيح أنه حتى بعد اكتمال الدين تحت سمع و بصر الصحابة ، فإن من بين الصحابة من عجز عن إدراك العدل ، و ظهر من بينهم من هو ظالم لايرى العدل عندما يكون ماثلاً أمام عينيه ، و هذا العدل ليس هو الوفاء للأنصار بما قدموا : إنما هو حق قريش في الحكم ، و هذا الحق له أصول قبلية راسخة ، و عليه فإن دلالة مفهوم العدل زمنهم تختلف بدورها عن فهمنا لها اليوم ، فحق قريش بعيون اليوم سيكون غير مفهوم بالمرة ، مقابل ما قدم الأنصار من بذل و عطاء و فداء .
وهل من يخالف قول الرسول يكون ظالم أم لا .. على الاقل ظالم لنفسه

اقتباس:في قمة السقيفة حدثت تحولات و انقلابات أدت إلى تغير خط سير التاريخ ، فبعد ريادة يثرب ، و بعد ما كان الأنصار وقود الانتصارات الإسلامية المتتالية ، أسفر اجتماع السقيفة عن نتائج أعادت إلقاء الأمر كله بيد قريش مرة أخرى ، لتستمر قائدة للعرب بشكل شرعي ، بعدما كانت سيادتها زمن الجاهلية سيادة عرفية غير ملزمة و دون اعتراف قبلي علني بهذه القيادة ، لقد دق اجتماع السقيفة قريشا وتداً في جسم الزمن و الجغرافيا لتحكم بشريعة القرابة للنبي و دينه معاً ، بالانتساب للدين رغم أنه حق مشاع لا يصح إليه انتساباً دون انتساب ، لقد تم تأميم الإسلام و تشخيصه في شخص محمد ، و من القرابة لمحمد تمت وراثة الدين و الدنيا معاً في منظومة واحدة يعرفها العلم الحديث باسم منظومة الاستبداد الشرقي .
لا يوجد مانع شرعى لهذا بل يوجد تأييد شرعى له بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم.
فالوهم الذى فى عقل "سيد القمنى" الفاسد ليس له علاقة بالاستبداد الشرقى بل ان التجربة اثبتت نجاح الأمر واقامة دولة وحضارة ظلت فى قمة العالم سبعمائة عام.
بل على العكس .. لو كان المسلمون تمسكوا بها ما قامت حروب بين دول واسر اسلامية وأخرها الدولة العثمانية... ولكن هذا امر اخر شرحه يطول وله جوانب اخرى تدعمه حتى ينجح ولا يكفى فيها النوايا الحسنة فقط.

اقتباس:و النظرة الأكثر فحصاً و تدقيقاً لابد أن تصل إلى أن قمة السقيفة لم تغير خط سير التاريخ ، إنما هي أعادت هذا الخط إلى مساره الطبيعي الذي سبق و صنعته ظروف البيئة و ظروف السياسة العالمية ، عندما أصبحت مكة بقيادتها القرشية أهم محطة تجارية مالية ، نتيجة للحرب بين الفرس و الروم ، عندما لم يعد في العالم طريقاً آمناً للتجارة سوى الطريق الصحراوي القادم من اليمين في رحلة الشتاء ميمماً نحو الشمال حيث عالم الإمبراطوريات في رحلة الصيف . و ما كانت يثرب في ذلك إلا حلقة في السلسلة الكبرى التي تم استخدامها في انحرافة تاريخية لضرب تجارة مكة ، و قيام يثرب بغزواتها الإسلامية على الطريق التجاري و حصاره اقتصادياً لإخضاع مكة للسيادة الإسلامية ، و ما حدث في السقيفة إذن هو عودة الاعتدال لخط سير التاريخ نحو نتائجه المنطقية ، فكان أن أصبحت يثرب نفسها مقراً لأول حكومة قرشية عربية بالمعنى الواسع لفيدرالية قبلية موسعة في جزيرة العرب .
ميزة وليست عيبا ونتائج للامور وليست مبعثا لها .. والمعتوه "سيد القمنى" كمن يقول انه ومن نتائج ثورة يوليو ان عاد حكم اهل مصر العليا لمصر حيث ان عبد الناصر وعبد الحكيم عامر من الصعيد وبذلك عاد المجد الفرعونى لمصر ... إنه امر يشبه العلاقة بين إلهام شاهين والعلاقة بين الهام بورجر. او العلاقة بين الممثل وائل نور وعمود النور.

اقتباس:فماذا أبقت السقيفة للأنصار ؟
في خطابه بالسقيفة يتوجه أبو بكر للأنصار قائلاً : " نحن المهاجرون و أنتم الأنصار ، إخواننا في الدين ، و شركاؤنا في الفئ ، و أنصارنا على العدو " .
هنا تبدو حكمة أبي بكر و حنكته في توجيه الاهتمام لما يحب العربي و يهوى ، نحو الحروب و السبي و الفئ و الغنائم ، مع تضمين التوجيه نحو الفتوحات طمأنه للأنصار على حفظ حقوقهم المالية في الفيئ ، إنه الإشارة الهامة التي تهدئ الروع و تطمئن الفؤاد ، و لا شئ هنا عن واجب الصحابة في نشر الدعوة الإسلامية ، كل الحديث عن فئ مضمون لأصحابه / الطبري 11 / 220 / هيكل / حياة محمد / ص 403 " و العدو المقصود هنا هو غير المسلم ، فمجرد وجوده هو عدوان على المسلم يجب رده ، و غير المسلم العدو سيكون هو محل تفعيل الحلف القديم " أنصارنا على العدو " و هو مصدر الفيئ الذي سيكون منه نصيب " لشركائنا في الفيئ " .
و لا يفوت الصديق أن يقدم للأنصار التقدير و الثناء فيقول لهم : " و أنتم معشر الأنصار من لا ينكر فضلهم في الدين و لا سابقتهم العظيمة في الإسلام ، رضيكم الله أنصاراً لدينه و رسوله ، و جعل إليكم الهجرة ، و فيكم جلة أزواجه و أصحابه ، فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا أحد بمنزلتكم ، فنحن الأمراء و أنتم الوزراء ، لا تُفتاتون بمشورة ، و لا تُقضى دونكم الأمور " .
إن الصديق رضى الله عنه تحدث عن الأمر الجامع للناس وهو الاخوة فى الدين والتى بمقتضاها اقتسم الانصار مع المهاجرون مختلف أوجه المعيشة التى بين يدى الانصار من قبل ... وشركاؤنا فى الفئ أمر طبيعى جدا ليدل على وحدة النسيج للدولة ولا فرق بين الانصار والمهاجرين .. وانصارنا على العدو استكمال لصورة الامارة التى بين قريش والوزارة التى بين المهاجرين .. فولى الامر هو الذى يعلن الحرب .. هذا كان تركيب سياسى ولا ضير فيه وكان لابد منه فى مرحلة اولى لتكوين الدولة.
ولكن سيد القمنى يريد ان يقول انه كان تشكيل عصابى من قطاع الطرق.

اقتباس:في عالم العرب كانت اللغة قادرة فعالة ، قوم فخرهم اللغة ، فخرهم أنهم يتكلمون ، و لقبوا غيرهم بالعجم و لقبوا الحيوانات بالعجماوات أي التي لا تُفصح فصاحة العرب بكلام مفهوم للعرب !! وأن من يتكلمون لغات أخرى إنما يصدرون مجرد أصوات كبقية الحيوانات العجماوات ، و هذه الفصاحة قامت بتحويل تضحيات الأنصار العظمى و إيوائهم النبي و المهاجرين و محاربة العرب من أجله ، حولتها إلى منّة من الله لينصر بهم دينه ، فليس لهم أي فضل على الدعوة ، لأن الحقيقة أن الفضل هو على الأنصار و ليس لهم ، و يكفيهم أنهم كانوا المختارين إلهياً للقيام بهذه المهمة وحدها ، لذلك مّن الله عليهم بهذا الفضل ، فشرفهم بذلك و كرمهم ، و رغم هذا التكريم الإلهي فلا يزالون أمام القانون القبلي في الدرجة الأدنى ، فهم بعد المهاجرين ، لذلك فالعدل يفرض الأمراء ( الآمرين ) من قريش ،و الوزراء من الأنصار .
كلام غريب ومتناقض ولا يجمعه رابط إلا رابط واحد هو الكراهية للاسلام والعرب.
لقد قالها الله لكل المسلمين الذين يمنون على الله اسلامهم وهو ان الله يمن عليهم إن هداهم للايمان. وليس ابو بكر هو الذى يقولها من نفسه.
ألم يشرف الله رسله بالرسالة ... ألم يشرف الله موسى بالكلام معه وابراهيم بأن كان لله خليلا.

اقتباس:و القارئ المدقق لتفاصيل قمة السقيفة سيرى أول الملحوظات البارزة ، و هي العادة العربية الجاهلية في التفاخر بالنسب و عدد أفراد القبيلة و قوتها و منعتها ، و درجة القرابة من الرسول ، و التعامل مع الأمر باعتباره ميراثاً ، دون إي إشارة تفيد بمعرفتهم لمبادئ الحقوق و الواجبات سواء كانت تلك المتعلقة بالمحاكم أو بالرعية ، و عدم المعرفة هو التفسير الوحيد لعدم تعرض أياً من الطرفين لها في المنافسة التي دارت بالسقيفة و سجلتها لنا كتب السير الإسلامية بكل دقة . أما الملحوظة النافرة الناتئة تكاد تعمي البصر ، هو أن أحد الفريقين لم يتعرض لما سيحرص عليه من أجل نشر الإسلام و تثبيته كهدف رئيسي . لقد تركوا جثمان نبيهم لأهله الهاشميين يغسلونه و يكفنونه و يلحدونه ، و راحوا إلى السقيفة يتصارعون على الإمارة ، و لم يحضر الدين إلا لدعم كل طرف على الآخر ، أما هو في ذاته فلم يكن هدفاً واضحاً في هذا الاجتماع التاريخي الفاصل .
غريب هذا الكلام .. فمن يرجع لكتب السيرة سيجد أمور أخرى غير ما يقولها سيد القمنى ، ولكن سيد القمنى مع تأثير الحشيش على رأسه كان يريد ان يتم عمل مجلس برلمانى يضع دستورا للبلاد وخطة خمسية للسياسة الداخلية والخارجية.

اقتباس:لذلك لم يقبل الأنصار أن يكونوا الوزراء و قريش الأمراء ، فتقدموا باقتراح آخر هو : " منا أمير و منكم أمير " فكان رد عمر بن الخطاب الحاسم الحازم : " هيهات ، لا يجتمع إثنان في قرن ، و الله لا ترضى العرب أن يؤمروكم و نبيها من غيركم ، و لكن العرب لا تمتنع أن تولى أمرها من كانت النبوة فيهم و ولي أمورهم منهم ، و لنا بذلك على من أبي من العرب الحجة الظاهرة و السلطان المبين ، من ذا ينازعنا سلطان محمد و إمارته و نحن أولياؤه و عشيرته ، إلا مُدل بباطل ، أو مُتجانف لإثم و متورط في هُلكه " .
يقدم عمر هنا القانون العربي ، سيرفض العرب أن يحكمهم أحد من خارج القرابة النبوية ، و هو القانون الذي يرى أن محمداً كان صاحب سلطان و إمارة ، و أن هذا السلطان و تلك الإمارة هما ميراث لأهله و عشيرته دون غيرهم .
من الطبيعى بعدما تقدم من احاديث ان يكون رأى عمر بن الخطاب مؤيد للدين ولا ننسى ان من قالها تم تصنيفه ضمن اعدل حكام الارض قاطبة وكان من المائة الخالدون فى التاريخ.

اقتباس:الطريف أن الهاشميين الذين قاطعوا السقيفة و البيعة ، قال زعيمهم على بن أبي طالب فاضحاً الموقف كله : " لقد احتجوا بالشجرة و أضاعوا الثمرة " ، أي أن المهاجرين القرشيين من غير بني هاشم احتجوا لللإمارة بكونهم شجرة النبي ، بينما الحجة مردوده عليهم ، لأنه وفق هذا المنطق كان الأحق بالإمارة هو علي بن أبي طالب ، فهو الثمرة على تلك الشجرة . أما الأنصار فلا نالوا إمارة و لا حتى وزارة كما وعد أبو بكر .
كان المنطق الطبيعى لهذا الكلام ان ينشق على بن ابى طالب كرم الله وجهه ويبدأ الحرب ضد ابو بكر الصديق رضى الله عنه طالبا بحقه فى الملك، ولكن هذا لم يحدث.
اما الوزارة فهل يقصد بها وزارة الحقانية أو المعارف مثلا !!!!

اقتباس:إن قول الأنصار : " منا أمير و منكم أمير " يعني معرفة العرب الإمارة بمعنى الرئاسة ، لكن أبو بكر تخير لنفسه لقب " خليفة رسول الله " ، و رفض لقب الإمارة ، لأنه أراد أن يطمئن الأنصار بعدم رغبة المهاجرين في التأمر عليهم ورئاستهم ، و أن الأوضاع كما كانت عليه لم تتغير بوفاة النبي ( ص ) لأن القائم مقامه هو خليفته ، و إذا كان الأنصار قد ناصروا النبي ( ص ) و آووه و أيدوه حتى أظهر الله أمره و نشر دينه بين العرب ، فعليهم الاستمرار على نفس العهد مع خليفته إخلاصاً للنبي و لدينه ، و أن يؤدوا لخليفة النبي ( ص) ما كانوا يؤدونه للنبي ، هذا ناهيك عن اكتساب الخليفة قدسية النبي و الدين بخلافة النبي في الدنيا و الدين .
لن يفهم من يكفر بالاسلام كيف يفكر المسلم

اقتباس:من جانب آخر كان اختيار لقب خليفة رسول الله ( ص ) إعلاناً عن مسئولية هذا الخليفة عن كل المسلمين و ليس المهاجرين وحدهم ، و هي طمأنة إضافية للأنصار . فوأد الفتنة و منع قيام صراع بين المهاجرين و الأنصار على إمارة مرفوضة ، و ليتمكن بسيوف الأنصار من استعادة المضارب الانفصالية و المرتدة . ثم أن لقب الخليفة أغنى من لقب الإمارة ، فالإمارة سلطة زمنية أو عسكرية ، أما الخلافة عن النبي فهي لقب يجمع إلى جانب الزعامة الدنيوية الزعامة الروحية أيضاً .
فالنرفع القبعة تحية لعبقرية الصديق ابو بكر

اقتباس:و عندما تولى عمر ( رض ) و أحب اختيار لقب ، فقالوا ليكن خليفة خليفة رسول الله ، فقال و الله إنه لشأن طويل ، و اختار لقب " أمير المؤمنين " بدلاً من " أمير العرب " أو " أمير الحجاز " ، و هو اختيار في وقته موفق إلى حد عظيم ، فهو ما يعني أنه ليس أميراً لفريق دون فريق ، فهو أمير كل المؤمنين ، و المقصود بالمؤمنين هنا هم أهل الجيل الأول من الدعوة مهاجرين و أنصارا و قوادا و عسكرا ، و هم من قام الدين الجديد على سواعدهم ، فكان لقب أمير المؤمنين طمأنة أنهم تحت الرعاية القصوى ، و أنهم الأولى برعاية الأمير ، هو أميرهم و هم المؤمنون .أمير المؤمنين تعني أنه لا يحكم على إمارة و لا على مملكة و لا على إمبراطورية و لا على دولة ، إنما إمارته هي للمؤمنين وحدهم بعوائدها الجزيلة الآتية جباية و خراجاً و جزية من غير المؤمنين ، و اتسعت رقعة البلاد المفتوحة و كان أغلب سكانها من غير المؤمنين ، و كان المؤمنون هم الأقلية الحاكمة ، لذلك جاء لقب أمير المؤمنين كعطاء عهد أمان للعرب النازحين من الجزيرة إلى البلدان المفتوحة ، فأميرهم الحاكم الأعلى لللإمبراطورية مسئول عن رعايتهم و عن مصالحهم دون غيرهم أينما كانوا ، فهم وحدهم رعية أمير المؤمنين ، و هو ما يفسر موقف الخليفة عمر عندما طلب الغوث زمن الرمادة من والي مصر عمرو بن العاص ، فعرض عليه إعادة حفر قناة سيزوستريس لإيصال المعونة ، لكن ذلك سيعني خراب مصر عدة سنوات ، فقال عمر قولته المشهورة : " إعمل فيها و عجل ، أخرب مصر في عمران مدينة رسول الله " ، لم يكن المصريون من رعية عمر، إنما هم مجلب الفئ للأمير ورعيتة ، و خراب مصر في عمار مدينة رسول الله هو قيمة عُليا عُمرية و قُربة منه إلى الله .
الحق اننى بحثت عن هذه المقولة ولم اجدها الا فى موقع سيد القمنى ومواقع الاقباط ولكن فلندع المقولة جانبا ونسأل كيف تخرب القناة مصر رغم ان اول من حفرها قدماء المصريين، هل كانوا ايضا يريدون اعمار مدينة رسول الله ؟؟؟؟؟

ولنتابع معاً تاريخ تلك القناة:

في عهد سنوسرت الثالث عام 1850 ق.م:-
انشأ سنوسرت الثالث أول قناة مائية تربط ما بين البحر الأحمر والبحر المتوسط عن طريق النيل سميت هذه القناة قناة سيزوستريس (التسمية الأغريقية لسنوسرت) و انشأ امتدادها واسماها قناة (كبريت) ادى ذلك إلى ازدياد حركة التجارة مع مصر وبلاد بونت و بين مصر وجزر البحر المتوسط (كريت وقبرص).

في عهد سيتى الأول عام 1310 ق.م:-
جاء "سيتْي الأول" ملكا على مصر خلفاً لأبيه "رمسيس الأول" مؤسس الأسرة التاسعة عشر، وقد اختلف المؤرخون في دوره في حفر القناة، ولكن الأرجح أنه أعاد حفر القناة في عهده من عام 1319 ـ 1300 ق.م.

في عهد نخاو الثاني عام 610 ق.م:-
الملك "نخاو" هو أحد ملوك الأسرة السادسة والعشرين، فكر في حفر قناة تصل بين النيل والبحر الأحمر وحول هذا الموضوع يقول "هيرودوت" (القرن الخامس ق.م): "أنجب أبسماتيك نبكوس (نخاو) الذي حكم مصر وهو أول من شرع في حفر القناة التي تؤدي إلى بحر أروتوري (البحر الأحمر).

في عهد دارا الأول عام 510 ق.م:-
في عهد الاحتلال الفارسي لمصر، ظهرت أهمية برزخ السويس، حيث ازدهرت خطوط المواصلات البحرية بين مصر وبلاد فارس عبر البحر الأحمـر، وإبان حكـم "شاهنشاه داریوش الکبیر مـلك الفرس من عام 522 ـ 485 ق.م الذي أعاد الملاحة في القناة، وتوصيل النيل بالبحيرات المرة، وربط البحيرات المرة بالبحر الأحمر.

في عهد بطليموس الثانى عام 285 ق.م:-
قناة الإسكندر الأكبر (335 ق.م) عندما فتح الإسكندر الأكبر مصر عام 332ق.م أشرف على تخطيط مشروع القناة لنقل سفنه الحربية من ميناء الإسكندرية وميناء أبي قير بالبحر المتوسط إلى البحر الأحمر عبر الدلتا والبحيرات المرة، كما بدأ تنفيذ مشروع قناة الشمال، إلا أن المشروعين توقفا لوفاته. وفي القرن الثالث قبل الميلاد قام بطليموس الثاني ـPtolemyII " فيلادلفوس ـPtolemy Philadelphus 285 ق.م" باستكمال هذه القناة وأصبحت ممتدة من النيل حتى "أرسناو" (السويس حالياً) ولكن البيزنطيين أهملوها فطمرتها الرمال.

في عهد تراجان عام 117 ق.م
وأثناء الحكم الروماني لمصر، وفي عهد الإمبراطور الروماني "تراجان ـTrajan عام 117 ق.م أعاد الملاحة للقناة، وأنشأ فرع جديد للنيل يبدأ من "فم الخليج" بالقاهرة، وينتهي في "العباسة" بمحافظة الشرقية، متصلاً مع الفرع القديم الموصل للبحيرات المرة. واستمرت هذه القناة في أداء دورها لمدة 300 عام، ثم أهملت وأصبحت غير صالحة لمرور السفن.

في عهد عمرو بن العاص عام 640 م
عندما فتح المسلمون مصر في عهد الخليفة "عمر بن الخطاب" على يد الوالي "عمرو بن العاص" عام 640م أراد توطيد المواصلات مع شبه الجزيرة العربية، فأعاد حفر القناة من الفسطاط إلى القلزم (السويس).. وأطلق عليها قناة أمير المؤمنين .. وكان المشروع في واقع الأمر ترميماً وإصلاحاً للقناة القديمة .. كان ذلك في عام 642م واستمرت هذه القناة تؤدي رسالتها ما بين 100 إلى 150 عاماً ..إلى أن أمر الخليفة "أبو جعفر المنصور" بردم القناة تماماً، وسدها من ناحية السويس، منعاً لأي إمدادات من مصر إلى أهالي مكة والمدينة الثائرين ضد الحكم العباسي ...ومن ثم أغلق الطريق البحري إلى الهند وبلاد الشرق وأصبحت البضائع تنقل عبر الصحراء بواسطة القوافل وأغلقت القناة حتى عام 1820 . ثم حفرت بعد ذلك ولكن تغير مجراها وتغير أسمها إلى قناة السويس.

لقد كنا نتباهى بان قدماء المصريين سبقوا ديليسبس فى فكرة ربط البحر الاحمر بالبحر المتوسط ولكن سيد القمنى والاقباط والعلمانيين لهم رأى آخر.

وعجبى
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 05-14-2010, 01:24 AM بواسطة مواطن مصرى.)
05-14-2010, 01:22 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
RE: خراب مصر في عمار مدينة رسول الله . - بواسطة مواطن مصرى - 05-14-2010, 01:22 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الا السيادة المصرية ... على نغمة " الا رسول الله " نسمه عطرة 23 5,709 04-19-2009, 02:04 PM
آخر رد: نسمه عطرة
  مدينة الحدائق... مجرد حلم thunder75 10 3,677 02-10-2009, 09:43 PM
آخر رد: نسمه عطرة
  عمار يامصر - دامت لكي ألاعياد دوماً بردوعي 27 5,577 11-08-2008, 01:40 PM
آخر رد: -ليلى-
  منتدى العلمانيين العرب ...مدينة دكتاتورية صغيرة القلعة 9 5,797 10-06-2008, 01:38 AM
آخر رد: صانع المطر
  إلّا أنت يا رسول الله طارق الطوزي 7 1,595 08-19-2008, 07:28 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS