لاحظو الفرق بين مقالات الحمير ومقالات الفهمانين
اعتقال القاتل
الثلاثاء, 01 يونيو 2010
لوغو الحياة
غسان شربل
Related Nodes:
لوغو الحياة
هذا سلوك القاتل. القاتل الذي أفلت طويلاً من العقاب. تضاعفت شهوة القتل لديه. حولها سياسة ونهجاً وأسلوباً في التعامل والتخاطب.
هذا سلوك القراصنة. يستولون على الأرض. يقتلعون أهلها والأشجار. يزورون صكوك الملكية. ويطاردون اصحاب الصكوك جواً وبراً وبحراً.
هذه دولة مسلحة حتى الأسنان تتصرف كسفاح. كل دم جديد يزيده عطشاً. سفاح يستعذب رؤية الجثث. يعتبرها أوسمة على صدره. يستلذ احتقار الأمم المتحدة. ومبادئ حقوق الانسان. وكرامة العرب والمسلمين. والمبادئ التي يفاخر الغرب بحملها. سفاح لا يخشى محكمة أو هيئة. مجرم مزمن. عقل موتور. وآلة قتل واسعة.
دولة مجرمة. لا تريد حدوداً نهائية. ولا ضوابط لسلوكها. ولا أعرافاً تكبح وحشيتها. تذرعت بضحايا سابقين. تحولت مصنعاً دائماً لإنتاج الضحايا. هذه دولة مهمتها إنتاج الجنازات. والأرامل. والأيتام. وحشيتها مكشوفة. سقطت كل أوراق التين الدجالة. دولة نكبة لمنطقتها. وعبء على حلفائها.
دولة قوية ومذعورة. كل حديث عن السلام يذكرها بجريمتها الأولى. ترتعد فرائصها. تكذب. تتهرب. تعتدي. تخلط الأوراق والملفات. تتنكر للتعهدات والاتفاقات. ثم تهرب إلى جريمة اكبر. علمتها التجارب ان ذاكرة العالم تمتاز بقدرتها على النسيان.
دولة تتعامل مع حديث السلام كمن يرغم على تجرع السم. تناور وتكمن. تفرغ النصوص من محتواها. وتتابع فرض الوقائع على الأرض. تتلاعب بالملامح. عقيدتها القوة. ورهانها على القوة عارية من أي شرعية أو حصانة أخلاقية.
نكتب بغضب. هذا صحيح. مذبحة البارحة أكبر من القدرة على الاحتمال. إهانة البارحة أصعب من ان تبتلع. المشهد جارح. للعربي. والتركي. وللمسلم. ولكل من يؤمن بالحق والعدل والكرامة الإنسانية والشرعية الدولية.
نعرف موازين القوى. وحدود الأشياء. لكن هذه الجريمة يجب ألا تمر بلا عقاب. على مجلس الأمن الدولي ان يدافع عن مبررات وجوده. على الولايات المتحدة ان تتحمل مسؤولياتها. الأمر نفسه بالنسبة الى الدول الكبرى. على الضمير الغربي ان يتنبه الى المخاطر. على العالم إحكام العزلة حول الدولة العبرية. لجم قدرتها على الاستباحة. وعلى الجامعة العربية طرق كل باب مفيد. والأمر نفسه بالنسبة الى منظمة المؤتمر الإسلامي. وعلى الفلسطينيين ان يتذكروا ان المصالحة واجب وليست ترفاً.
لجريمة البارحة أثمان. جازفت اسرائيل بعقود من العلاقات مع تركيا. جازفت بصورتها لدى الذين انطلت عليهم أكاذيبها. أحرجت حلفاءها واصدقاءها. واضعفت منطق خيار التفاوض معها. دفعت نفسها الى موقع الإدانة والعزلة.
سيكون مفيداً ان ترتد الأزمة الى الداخل الإسرائيلي. وان تسقط هذه الحكومة التي لا تعد المنطقة بغير المستوطنات والزلازل.
طبعاً مع التنبه الى مخاطر إقدام حكومة المرتكبين هذه على مغامرة لقلب الطاولة. مغامرة عسكرية هنا أو هناك. ولهذا يجب عدم توفير أي ذريعة يمكن ان تستغلها الدولة العبرية للخروج من المأزق.
لا يكفي ان يقول العالم انه يستنكر. أو يشجب. أو يدين. عليه اعتقال قاتل اسمه إسرائيل. عليه إرغام القاتل على وقف القتل. والرضوخ لمنطق السلام. وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة. كل عقاب أقل من ذلك لن يكون موازياً لحجم الجريمة. ولن يضمن عدم تكرارها. ترك القاتل طليقاً يرشح المنطقة للمزيد من التطرف والانفجارات والانهيارات. يرشحها لاستقبال أنهار من الدم.
http://www.daralhayat.com/portalarticlendah/147629