{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 5 صوت - 2.6 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
خراب مصر في عمار مدينة رسول الله .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #125
RE: خراب مصر في عمار مدينة رسول الله .
"الأخطر بين جرائم الغزو البدوي ،هو تدمير الروح و استيلاب الضمير."

التطهير الثقافي .
( 1 من 2 )

لم يقتصر الغزو البدوي لمصر ، و غيرها من الحضارات القديمة على تدمير المكونات المادية للحضارة ، و لكن الأخطر بين جرائم ذلك الغزو - وما أكثرها - هو تدمير الروح و استيلاب الضمير . إذا نظرنا إلى منطقة الشرق الأوسط القديم قبل غزو جحافل البدو لحضاراته الكبرى ، سنجد شعوبا تنتج الحضارة بشكل تلقائي رائع ، شعوب تصدح بالغناء و توشي حياتها بالرقص و الموسيقى ، و تبدع القصور و الجسور و المعابد ، و تكتب أرقى الأفكار و أجمل الأشعار ، كل ذلك بنفس التلقائية التي تنتج بها القمح و الغلال و الأعناب . شعوب أرضها خصبة و عقولها خصبة و حياتها هي الخصوبة ، شعوب تعددية تتعايش فيها الآلهة و الحضارات و تتفاعل ، و عندما نتأمل تاريخ المنطقة قبل التدمير العربي ، سندهش من مدى الرقي في الأنماط الحياتية و الثقافية و السلوكية التي طورها سكان المنطقة ،و التي تعبر عنها آثارهم في مصر و العراق و الشام و إيران . هذه الأنماط التي تعبر بصراحة آسرة عن مدى عشق شعوب المنطقة للحياة و تقديسهم لها ، كل ذلك قبل دخول المنطقة بأسرها النفق البدوي المظلم ، الذي دفعهم دفعا إلى هجران روحهم القديمة ،و التشبع بثقافة الموت و التفاهة ،و الإستغراق في الرؤية الفقيرة و المنحرفة للحياة . هل يتصور أحد الآن أن تلك الشعوب التي طمسها الغبار الصحراوي بأحاديته المجدبة العقيم ، هي نفسها الشعوب التي أنتجت للعالم حضاراته المضيئة الرائعة .. الفرعونية و البابلية و الأشورية و الفارسية و الإغريقية و الفينيقية والأوغاريتية الهيلينستية والبيزنطية والرومانية...إلخ.
كان الغزو البدوي ضيق الأفق بشكل عصي على التصديق ، لهذا فرض على الشعوب التي وقعت بين مخالبه لغته وعقيدته وفكره الأحادي الصحراوي ، و الذي لا ينتج إلا الصراعات العقيمة ،والانقسامات المستمرة منذ ألف وأربعمائة عام ؛ الصراعات التي لا تقبل الحلول بل التوالد و الإستمرار و النمو . طمست الروح البدوية المتعصبة على روح الحضارة في المنطقة ، و باسم المقدس و تحت سيوفه حرم التعريف بالحضارات القديمة أو الإنتساب لها . أليست تلك نبؤة هرمس "..فأصبحت تلك الحضارات الباهرة غريبة بين أهلها . سيحتل الغرباء أرضه الزراعية ، ولن يقتصروا علي الاستخفاف بالإيمان المقدس ، وإنما­ كم هو مؤلم هذا الشيء­ سيصدر مرسوم سيحظر تحت طائلة أقسي العقوبات الالتزام بقواعد الدين والتقوي والعبادة . هذه الأرض الجليلة، مقر المذابح الإلهية ستملأ منذ الآن بالقبور والجثث فقط . يا مصر، يا مصر الحبيبة ! لن يبقي ما يشهد في القرون المقبلة علي عباداتك سوي الأساطير والحكايات ولكنها بالرغم من ذلك ستبدو للأجيال مجرد خرافات عادية، ستصمد الآثار المنقوشة من الحجارة وحدها كآثار وبراهين علي أفعالك التقية. آه يا مصر، سيستوطن السكوذي أو الهندوسي أو واحد آخر شبيه بهما، همجي من البلاد المجاورة. آه! ما هذا الذي أقوله عن مصر؟ . ولن يتركوا مصر ، وعندئذ ستترك الآلهة أرض المصريين هاربة للسماء، وستموت هوية المصريين، ...... وإذا بقي بعض السكان مصريون فبلسانهم فقط وسيصبحون غرباء وكذلك عملهم، ..... " !.
عندما غزا العرب مصر ، كانت الأسكندرية هي العاصمة الثقافية للعالم ، و الحاضرة الثانية للإمبراطورية البيزنطية ، كان ماضي الأسكندرية حافل منذ أنشأها الإسكندر الأكبر في 21 يناير 331 ق.م كمدينة يونانية، وكانت قد أصبحت في عام 250 ق.م. أكبر مدينة في حوض البحر الأبيض المتوسط ، و اكتسبت المدينة الجديدة شهرتها المدوية من جامعتها العريقة ، ومجمعها العلمى "الموسيون" ، ومكتبتها التي تعد أول معهد أبحاث حقيقى في التاريخ ، ومنارتها التي أصبحت أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم. أخذ علماء الإسكندرية في الكشف عن طبيعة الكون وتوصلوا إلى فهم الكثير من القوى الطبيعية ؛ درسوا الفيزياء والفلك والجغرافيا والهندسة والرياضيات والتاريخ الطبيعى والطب والفلسفة والادب. ومن بين هؤلاء الأساطين "إقليدس" عالم الهندسة الذي تتلمذ على يديه أعظم الرياضيين مثل "أرشميدس" و" أبولونيوس" ، و "هيروفيلوس" في علم الطب والتشريح ، و" إراسيستراتوس" في علم الجراحة ، و" جالينوس" في الصيدلة ، و" إريستاكوس" في علم الفلك ، و "إراتوستينس" في علم الجغرافيا ، و" ثيوفراستوس" في علم النبات ، و " كليماكوس" و " ثيوكريتوس" في الشعر والأدب ، و " فيلون" و "أفلاطون" في الفلسفة ، وعشرات غيرهم أثروا الفكر الإنساني بالعالم القديم. كانت منارة الإسكندرية قائمة فوق صخرة تحيط بها المياه عند أقصي طرف بشرق جزيرة فاروس ، وكانت تعتبر أحد عجائب الدنيا السبع بالعالم القديم ، وقد بنيت ما بين عامي 285و280 ق.م أيام بطليموس الثاني، وكان يري ضوءها من عرض البحر . عندما دخل عمرو بن العاص الإسكندرية في 642 م ، كتب إلى عمر بن الخطاب يصف له المدينة وقت دخوله إليها " 4000 قصر و4000 حمام عام و 12000 مزارع و 40000 يهودي و400 مسرح" ، و لكن بمجرد أن دخل العرب الإسكندرية نهبوها و خربوها فتدهورت بشكل متسارع ، مثل كل شيء آخر امتدت إليه أيديهم المخربة في مصر ، حتى أن عدد سكان المدينة لم يزد عن 8000 نسمة عندما تولى محمد علي الحكم . لم تكن الأسكندرية وحدها التي دمر العرب ، بل روح الحضارة التي ظلت تشعها الأسكندرية على العالم لأكثر من 900 سنة .
يتشدق دعاة الدولة الإسلامية بالعهدة العمرية و يرونها رمزا على عدل عمر و حقوق المواطنة الإسلامية ! ، هذه العهدة في حقيقتها إنحطاط حضاري ،و فضيحة ثقافية مدوية و واحدة من أضخم عمليات التطهير العرقي و الثقافي في التاريخ . و هاهو نص العهدة العمرية من كتاب لأبن القيم الجوزية . عن عبد الرحمن بن غنم : كتبتُ لعمر بن الخطاب حين صالح نصارى الشام، وشرَط عليهم فيه
ألا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب . ولا يجدِدوا ما خرِب . ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم . ولا يؤووا جاسوساً . ولا يكتموا غشاً للمسلمين . ولا يعلّموا أولادهم القرآن .ولا يُظهِروا شِركاً . ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا . وأن يوقروا المسلمين . وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس . ولا يتشبهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم . ولا يتكنّوا بكناهم .ولا يركبوا سرجاً .ولا يتقلّدوا سيفاً . ولا يبيعوا الخمور .وأن يجزُوا مقادم رؤوسهم . وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا . وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم . ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين . ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم . ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً . ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين . ولا يخرجوا شعانين . ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم . ولا يظهِروا النيران معهم .ولا يشتروا من الرقيق ما جرتْ عليه سهام المسلمين. فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم . وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق ، ومتى نقض الذمي العهد بمخالفته لشيء من الشروط المأخوذة عليه ولم يرد إلى مأمنه، فالإمام فيه بالخيار بين القتل والاسترقاق .
قـال العلماء، وقال أصحاب الشافعي: يلزمهم أن يتميزوا عن المسلمين في اللباس فإن لبسوا قلانس ميزوها عن قلانس المسلمين بالخرق ويشدون الزنانير في أوساطهم ويكون في رقابهم خاتم رصاص أو نحاس أو جرس يدخل معهم الحمام وليس لهم أن يلبسوا العمايم والطيلسان. وأما المرأة فتشد الزنـار تحت إزار، وقيل فوق الإزار، وهو الأوْلى، ويكون في عنقها خاتم يدخل معها الحمام، ويكون أحد خفيها أسود والآخر أبيض، ولا يركبون الخيل ويركبون البغال والحمير بالأكف عرضاً ولا يركبـون بالسروج، ولا يصدرون في المجالس ولا يُبدون بالسـلام، ويُلْجؤن إلى ضيق الطريق، ويمنعون أن يعلوا على المسلمين في البنـاء وتجوز المساواة وقيل لا تجوز بل يمنعون وإن تملَّكوا داراً عالية أُقروا عليها، ويمنعون من إظهار المنكر والخمر والخنزير والناقوس والجهر بالتوراة والإنجيل ويمنعون من المقام في الحجاز وهي مكة والمدينة واليمامة.
ويجعل الإمام على طائفة منهم رجلاً يكتب أسماءهم وحلاهم ويستوفي ما يُؤخذون به من جميع الشرائط ، وإن امتنعوا عن أداء الجزية والتزام أحكام الملة انتقض عهدهم. وإن زنى أحدهم بمسلمة أو أصابها بنكاح أو أوى عيناً للكفار ودل على عورة المسلمين أو فتن مسلماً عن دينه أو قتله أو قطع عليه الطريق وإن ذكر الله ورسوله بما لا يجوز، قيل ينتقض .
.. فأما الكنائس، فأمر عمر بن الخطاب أن تهدم كل كنيسة لم تكن قبل الإسلام ومنع أن تحدث كنيسة، وأمر أن لا يظهر الصليب خارج من كنيسة إلا كُسرَ على رأس صاحبه
. وكان عروة بن محمد يهدمها بصنعاء وهذا مذهب علماء المسلمين أجمعين وشدد في ذلك عمر بن عبد العزيز وأمر أن لا يترك في دار الإسلام بيعة ولا كنيسة بحال قديمة ولا حديثة وهكذا قال الحسن البصري قال: من السنَّة أن تُهْدَمَ الكنايس التي في الأمصار القديمة والحديثة ويمنع أهل الذمة من بناء ما خرب. قال الاصطخري: إن طيّنوا ظاهر الحايط مُنعوا وإن طينوا داخله الذي يليهم لم يُمنعوا، ويُمنعون أن يعلوا على المسلمين في البناء .
تذييل : من المضحكات المبكيات ما حدث عندما ملأ الإسلاميون الدنيا صياحا و عويلآ . قرر السويسريون أنهم لا يريدون رؤية مآذن المساجد في بلادهم ، فتباكي المتأسلمون على حرية الممارسات الدينية ،و لكن ما أخفوه هو أنه لم يعرف المسلمون المآذن في بلادهم قط ، و أول مئذنة كانت في المسجد الأموي في دمشق ، و حقيقتها أن المسجد كان كنيسة يوحنا المعمدان ، فسطا عليها الغزاة و حولوها – كعادتهم- إلى مسجد ،و لأن الكنيسة كانت لها مئذنة ، أصبحت للمسجد و صارت تقليدا ،و عمارة إسلامية!، هذا السطو على إنجازات الغير و نسبتها إلى البدو الغزاة أصبح تقليدا مميزا للعرب ، منكره كافر لأنه ينكر معلوم من الأكاذيب بالضرورة .
" للحديث بقية "
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 06-04-2010, 04:49 PM بواسطة بهجت.)
06-04-2010, 03:47 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
RE: خراب مصر في عمار مدينة رسول الله . - بواسطة بهجت - 06-04-2010, 03:47 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الا السيادة المصرية ... على نغمة " الا رسول الله " نسمه عطرة 23 5,687 04-19-2009, 02:04 PM
آخر رد: نسمه عطرة
  مدينة الحدائق... مجرد حلم thunder75 10 3,656 02-10-2009, 09:43 PM
آخر رد: نسمه عطرة
  عمار يامصر - دامت لكي ألاعياد دوماً بردوعي 27 5,552 11-08-2008, 01:40 PM
آخر رد: -ليلى-
  منتدى العلمانيين العرب ...مدينة دكتاتورية صغيرة القلعة 9 5,795 10-06-2008, 01:38 AM
آخر رد: صانع المطر
  إلّا أنت يا رسول الله طارق الطوزي 7 1,593 08-19-2008, 07:28 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 8 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS