(06-06-2010, 03:00 AM)العلماني كتب:  أرى أن أسئلة "فارس" حول "مصير المطلق الممنوع من الزواج" مشروعة، ولكني لا أظن بأن "للعقل" مكاناً في الدين إلا على الهامش، فالدين بطبيعته قائم على "المعجزات والخوارق" (القرآن في الإسلام وشخص يسوع المسيح الخارق في المسيحية مثلاً). ولعل "تمترس" البابا "شنوده" خلف "الإنجيل" دون اللجوء إلى تبريرات عقلانية ما يشهد بهذا.

أختلف معك ومع الكثيرين فى ذلك ....

هل الايمان يسبق العقل أم أن العقل هو ما يسبق الايمان ؟

فى الاسلام فان العقل هو ما يسبق الايمان , فنحن أمنًا ومازلنا نؤمن بناءا على معطيات عقليه , بعد ذلك هناك بعض الأمور التى لايجد لها العقل أحيانا تفسيرات , لكنها أمور فرعيه لاتزعزع هذا الايمان العقلانى , مثلا " كهيعص " لايعلم المسلم معناها ولماذا كانت , لكنه مطالب بقراءتها كماهى شأنها شأن العبادات التى ينفذها كتبعات للايمان .

كل شىء فى الاسلام عرضه للنقد العقلانى , وقد يتفق المسلمون أو يختلفوا مع غيرهم فى الحدود الاسلاميه على سبيل المثال , فغير المسلم يراها حدود غير انسانيه والمسلم يراها قوانين صارمه لحمايه المجتمع من التفكك والانهيار , لكن فى النهايه هى تقع تحت طائله العقل وهناك من يقبلها عقليا وهناك من لايقبلها .

فالنص القرأنى الوارد فى مداخلتى السابقه هو نص قرأنى مقدس , الا أنه قابل للشرح والنقد والتفنيد وبشكل عقلانى , وتم تفنيده أكثر من مره ومن خلال أكثر من مفسر بما يؤكد على عدم وجوب أخذ الجزيه من المسيحيين فى ظل دوله المواطنه , وتم الاستشهاد بأكثر من حدث تاريخى يؤكد على أن الجزيه كانت بنت عصرها وظروفها وبيئتها وليست تشريعا قائما أبد الدهر , وحتى الفتاوى تتم مراجعتها عقليا وبما يناسب روح العصر طالما أن تلك المراجعه لا تتعارض مع العبادات والتشريعات .

لكن " تمترس " البابا خلف الانجيل دون اللجوء الى تبريرات عقليه على حد قولك فهذا غير مفهوم أو مبرر , فالأمر لا يتعلق بالعبادات والطقوس المسيحيه والتى لايمكن تبريرها , وانما يتعلق بحياه الانسان والتى ما كانت الاديان أصلا الا لتنظيمها وفق قواعد أخلاقيه عامه وساميه , لذلك فاما أن يطبق البابا النص الانجيلى حرفيا ويمنع زواج الطرفين " المطلق والمطلقه " وفى هذا سنقول أنه تشريع لا يمكنه مخالفته , واما أن يسمح للمطلق بالزواج كما سمح لمطلقته , أما أن يسمح لطرف دون الاخر بالمخالفه للنص الانجيلى فهذا غير مفهوم وغير مبرر وغير عقلانى .