(06-05-2010, 12:29 AM)مواطن مصرى كتب:  ...................
يا سيد بهجت انت اكثر تعصبا من الاصوليين الاسلاميين ولكنك فى اتجاه معاكس للاسلام ، فعقيدتك تقوم على العداء للاسلام وللعرب ولا ترى ولا تقرأ إلا ما يقال عنهم من سلبيات ولا مجال لديك لأى أيجابيات ، فهل هذه هى الحقائق ام العقائد التى تتحدث بها.

فلو قلت لك ان الحرب الاهلية الامريكية مات فيها ما يقرب من 620 ألف جندى وعدد غير معلوم من المدنيين ، فلن تقول عن لنكولن انه عدو للانسانية ولكنه اضطر لفعل هذا من اجل الانسانية وتحرير العبيد.

وأراك تتحرى الدقة وتفرق بين قبائل التتر والمغول ولا تريد ان تتحرى الدقة فيما كتبته من نقد للمسلمين فى فتحهم لمصر وكنت اكثر تعصباً من يوحنا النقيوسى واكتفيت بالنقل مصدقا لما كتب حتى انك نقلت مع الاخطاء ما يقولونه فى المنتديات القبطية (وليست المسيحية وأعنى هذا).

لو طبقنا مبدأ اعداء الانسانية على معظم الدول التى قامت لوجدنا ان العرب اقل عداء للأنسانية من غيرهم ولكنك لا ولن تعترف بهذا.

وبإذن الله سوف اعرض لك فى مداخلات قادمة بعض من صور التعصب الشديد الذى يتحكم فيما تكتبه عن الاسلام وعن التاريخ الاسلامى وأنك لا تتحرى الصدق والدقة مثلك تماما مثل من تتهمهم بالتعصب بحيث جعلت عقيدتك هى الفيصل فى الحكم وليست الحقائق.

ماذا يريد الزميل مواطن مصري أن يقول .
1- بهجت أشد تعصبا من الأصوليين.
2- مقارنة الغزو الإسلامي بغيره من الحروب ،و يراه أكثر رحمة.
3- التشكيك في تحري بهجت للدقة ، لأن ما جاء به هناك ما يشبهه في مواقع الأقباط .
4- يوعدنا الزميل العزيز بتصحيح الوقائع إن شاء الله .
في البداية أعتذر للزملاء الرائعين الذين يشاركوننا الشريط أن يكون بهجت موضوعا للحوار ، و يعلم إله الكوانتم المدهش أن ذلك يخجلني ، فلا أحد هنا معني بالحديث عن بهجت أو أي زميل آخر ،بل أرى أنه عندما يبدأ المحاور في اتهام الآخر ، فهذا يعني أنه أفلس و ليس لديه ما يضيفه ، و من ثم أتجاهله لاحقا ، و لكني أضطر أحيانا أن أصحح للزملاء خطأهم في إطلاق الإتهامات الجزافية .
يا سادة ..
لنتخيل مفكرا يهوديا إسرائيليا كتب بحثا أو كتابا أكد فيه على الحقوق الفلسطينية ، و شرح فيه التاريخ الإجرامي للحركة الصهيونية ،و وثق الجرائم التي ارتكبتها عصابات " الهاجاناه" و " أرجون زفاى ليومى" و " شتيرن " الصهيونية في فلسطين ، ودعا إلى إعادة قراءة التاريخ الفلسطيني كله بعيون منصفة ، و طالب بإعتذار اليهود للفلسطينيين ،و إعطائهم كامل حقوقهم ،و تعويضهم على المظالم التي لحقت بهم بشكل عادل ، لنتخيل هذا الكاتب وهو يحتضن أطفال الفلسطينيين ، و يقبل أياديهم طالبا الغفران لقومه الضالين ، لنتخيله وهو يردد أشعار محمود درويش ،و يغني مع محمد عبد الوهاب .. " أخي جاوز الظالمون المدى !" . كيف سيرى الإنسان المتحضر ذلك اليهودي .. متعصبا أكثر من الليكود ، أم إنسان سامي المشاعر مستقيم الوجدان ، يفتخر به الجنس البشري و تتقدس به الحياة ؟. وفقا لمقياس الأصوليين ، سيكون هذا الرجل النبيل مجرد متعصب ، لأنهم لا يفهمون أبدآ ماذا تعني المعايير الإنسانية ، و كيف تتفاضل المبادئ عما سواها في نظر الرجل الفاضل .
إني ذلك الرجل ( المتعصب ) أقبل معتذرآ أيادي الأطفال الأقباط ، أقول لهم .. حرمتم الماضي لأن البدو الغلاظ علمونا القسوة و التعصب ، و لكننا لن نسمح للجريمة ان تبقى .. سنكون منذ الآن شعبا واحدا . سنكون كلنا مصريين لنا نفس الحقوق و علينا ذات الواجبات ،و سنذهب سويا للعرب الجدد .. إخواننا ضحايا البدوي القديم ، سنقول لهم .. اقبلونا سويا كشيء واحد ، أو سنغادركم سويا كشيء واحد .. لا توجد منطقة وسطى ، قبل ذلك علينا جميعا ان نركل عملاء هذا البدوي المتعصب القديم ، لا إخوان ولا جهاديين ولا قاعدة ولا مجرمين باسم الرب ، و سنحرر فيم نحرر رب المسلمين .
إتهام التنويريين بالتعصب ليس اتهاما جديدا ، و ليس مقصورا على بهجت ولا على نادي الفكر ، بل ليس مقصورآ على العرب ، كل تنويري أو علماني يمتلك عقلآ نشطآ و مشاعرا إنسانية ( هيومانية ) حقيقية سيكون بالضرورة متعصبا في أعين الأصوليين . " رمتني بدائها و انسلت " كما يقول إخواننا الشوام . لا أستبعد أبدآ أن أكون على خطأ و انتظر أن يصحح الزملاء تلك الأخطاء ، أما التعصب فلا ، هل تعلمون لم ؟، لأنني عندما أطرح رأيا في قضية ما أطبق قاعدة " رولز" أعرف كل شيء ممكن عن القضية ،و أنسى كل شيء عن نفسي . الأهم من ذلك كله ..أعرف متى سأغير رأيي ، سأغيره عندما أجد رأيآ أفضل ، رأيا يمتلك مصداقية أكبر ،و له قدرة تفسيرية أوسع ،و يتوافق مع غيره من الآراء التي تحوذ مصداقية ،و يطرح المزيد من الأسئلة الهامة ، و سأرعرف كيف أتعامل مع من يقدم مثل هذا الرأي ، ربما لن أقبله( أبوسه ) .. و لكني بالتأكيد سأشكره ممتنا.
إنني لا أطالب أحدآ بتغيير عقيدته ،و لكن فقط بتحكيم ضميره . طرحت موضوعا عن " هيباتيا " ، بمناسبة عرض فلم " ايجورا " ، و كان هناك زميل مسيحي متدين ، فماذا كان موقفه .. هل اتهم بهجت بالتعصب ضد الكنيسة لأنه مسلم ؟، لا .. لقد فوجئت به يقول أنه يرى أن الواجب على الكنيسة أن تعتذر عن تلك الجريمة التاريخية ، حتى لو لم يشارك فيها رجال الكنيسة !.هذا رجل يحكم ضميره حتى لو ظل على عقيدته الدينية .. هذا رجل أحترمه !.
يقارن الزميل مواطن مصري الغزو الإسلامي بالحروب المشابهة ،و يراها أكثر رحمة ، و لن أختلف معه ، لقد أكد ما أقوله بالفعل . الغزو العربي ليس نشاطآ إلهيا ،و لا يمكن مقارنته سوى بغيره من الغزوات التاريخية الكبرى التي قامت بها الشعوب البدوية ضد مراكز الحضارة . يبقى سؤال هل نقيس الحروب بعدالة القضية أم عدد الضحايا ، ربما يقتل اللص إنسانا واحدا كي يسرقه ،وربما يقتل إنسان ما عشرة من اللصوص كي يحمي بيته ، فأيهما ندين ؟. كل الغاصبين سواء ، أما أن تكون نتائج الغزو الإسلامي أقل في عدد الضحايا من الحرب الأهلية الأمريكية ، فهذا لا معنى له ، فلم لا نقيس بنتائج الحرب العالمية الثانية مثلآ ؟، يبقى أنه لا يوجد ما يؤكد إنسانية الغزو العربي ، و لكن على النقيض هناك ما يدعم لا إنسانيته و قسوته ، ضربت مثلآ بأسرى الغزو الإسلامي الأموي للأندلس ..
( فعلى سبيل المثال رجع موسى بن النصير من غزواته في شمال أفريقيا والأندلس يجر وراءه ثلاثمائة ألف رأس عبد (وكأنهم قطيع من البقر) ، منهم ثلاثين ألف عذراء ، و إنه أرسل خُمس العذارى إلى الخليفة في الشام لأن الآية تقول: "( واعلموا أن ما غنمتم من شئ فإن لله خمسه والرسول) ، وليس من المعقول بأن أولئك العذارى وقعن في الأسر طوعاً واختياراً. فإن من المؤكد أن المجاهدين المسالمين المتسامحين الفاتحين لا بد قد خطفوهن من البيوت بعد أن قتلوا رجالها ونهبوا ما فيها، فليس من المعقول أن يذهب المجاهدون إلى بيوت المدن المفتوحة فيطرقون الباب ويقولون: " أعطونا عذراء في سبيل الله". إن سبي كل فتاة وراءه قصة طويلة من النهب والسفك وانتهاك الحرمات......( ابن الأثير، الكامل، ج4 ص 272/ نقلاً عن د. عليّ الوردي، وعاظ السلاطين، ص 209)) .
مثال آخر و من مصر نفسها .. هل تعلم كم كان تعداد المصريين مع الغزو البدوي لمصر( 15) مليونا ، وهل تدري كم كان عددهم عندما دخل نابليون مصر ( 3 ) مليون ، خلال الفترة من 639 إلى 1798 أي 1160 سنة تقريبا انخفض فيها عدد المصرين ليصبح 20% فقط ، مرة أخرى انخفض و لم يزد . أما عن الأرض الزراعية فقد انخفضت من ستة ملايين فدان عند «الفتح» لتصل إلى النصف في عهد هشام، أي بعد أقل من ثمانين سنة .
التشكيك في المعلومات حيلة العاجز ، فمصادري النهائية كلها تقريبا لمورخين عرب مثل الواقدي و البلاذري و ابن عبد الحكم، والطبري و ابن خلدون و ابن الأثير ، أو لمؤرخين نقل عنهم الأصوليون مثل صمويل بتلر ، الذي ينقل عنه الإسلاميون تبرئته لعمرو بن العاص في حرق مكتبة الإسكندرية . أما عن قراءة التاريخ القبطي فمصدره بالطبع سيكون المواقع القبطية ، كما أني في المقابل قرأت كل المصادر الإسلامية عن الغزو العربي ، كل الحديث منها بلا استثناء ، و كثيرآ من التاريخ القديم ،ولا أ نصح أحدا بأن يناقش بهجت في القضايا التاريخية ! . العلماني .. يا زميلي لا يرى القبطي عدوآ ،ولا يرى كتاباته رجسا من عمل الشيطان ، كما لا يرى المسلم عدوآ ،ولا يستبعد كتاباته ، يبقى لدينا العقل و أدوات الفحص التاريخي و المنطق .
أما أن تصحح لنا ما نكتب ،و تأتي إلينا برواية أكثر مصداقية و إقناعا ، فسوف أصفق لك و أشكرك ،و لكني سأقبل فقط أقرب ( زميلة ) بجوارك ، فالعلمانيون لا يقبلون الرجال !.