لا يوجد دليل صريح في القرآن على أمية النبي صلى الله عليه و سلم..بل لا يوجد أي دليل صريح في الدنيا على أي شيء.....لأنه ان لم تكن أمثال هذه الآيات : ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) صريحة ...فليس في الدنيا دلالة صريحة...و لا يمكن اقامة دليل على اي شيء ...فكل شيء يقبل التلاعب بتأويله على هذا المنوال و اخراج معنى غير المعنى المقصود من السياق و القرائن...و دلالات الجمل و الكلام المنتشر بين الناس الآن أقل صراحة في الدلالة من هذا ...فان امكن تحريف أمثال هذه الدلالات ..كان أسهل تحريفا الدلالات التي نتعامل بها الآن فما هي بأبعد...و لهذا كان اوائل المستشرقين أعقل من متأخريهم و من اتباعهم من جهلة الحداثيين...اذ ما كانوا يرون في نقض ذلك من مطمع..فلخبرتهم بالمصادر و كثرة احتكاكهم بالأخبار الماضية و طرقها تحصلت لديهم قناعة تامة أنه كان معلوما لجميع قومه الذين شاهدوه و متواترا عند من غاب عنه وبلغته أخباره من جميع الناس أنه كان أميا لا يقرأ كتابا ولا يحفظ كتابا من الكتب لا المنزلة ولا غيرها ولا يقرأ شيئا مكتوبا لا كتابا منزلا ولا غيره ولا يكتب بيمينه كتابا ولا ينسخ شيئا من كتب الناس المنزلة ولا غيرها...فقد كان اجماعا من قومه الذين كانوا على فرط عداوتهم له لا يألون جهدا في اتهامه بأي تهمة و لو صغرت..فلم يقولوا له قط أنت تتظاهر بعدم الكتابة و القراءة..و لابأنه تعلم كل تلك العلوم من أحد منهم ...بل و لا أن أحدا منهم كان يعلم علوم السابقين و اخبارالأنبياء بل كانوا مقرين بأنهم أمة أمية...ثم استمر اجماع الناس على ذلك اجماعا بعد اجماع في كل القرون...حتى من خالف من العلماء في ذلك انما خالف فيما بعد البعثة هل تعلم النبي الكتابة و القراءة أم لا...مع ان الأخبار الواردة في ذلك شديدة الضعف لا تنجبر...و لكن قبل البعثة و اثناءها فكلهم مجمعون انه كان اميا لا يقرأ و لا يكتب...و خفي الأمر على العرب من قومه و خفي على من بعدهم قرنا بعد قرن مع كثرة الباحثين و المؤرخين و الفلاسفة و المتكلمين و الزنادقة و اللغويين و المحدثين الى ما لا يحصيه الله من ملايين الخلق و يخفى على كل هؤلاء و يدركه أخيرا هؤلاء الشرذمة المعاصرة ممن لم يعاصر او حتى يخالط مصادر العصر......ولكن ..

لايستقر في الأذهان شيء...اذا احتاج النهار الى دليل....