(06-22-2010, 10:50 AM)observer كتب:  مثالك المتعلق بمخاطبة الامين العام بعبارة ما يسمى فاسد و لا يصلح، اذ ان هذه صفته السياسية و الواقعية، و لكن تخيل لو ان جورج بوش مثلا شكل حكومة اطلق عليها حكومة الله على الارض، و اخذ يرسل الخطابات للعالم باسم رئيس حكومة الله على الارض، فماذا سيكون رد فعل اي دولة اعلاميا عندما يقع بينها و بين بوش خلاف حاد لا يمكن اصلاحه؟ بالتأكيد او ما سيتم انتقاده و استهجانه هو اسم الحكومة الشاذ.

عزيزي سواء اكانت تسمية مغلوطة سياسيا ام مغلوطة دينيا ام مغلوطة تاريخيا ام مغلوطة علميا , تبقى تسمية مغلوطة (بنظر المتلقي), و له ان يتقبلها او يرفضها عندما يخاطب بها صاحبها.... هل الامم متحدة فعلا بنظري؟ لماذا علي ان اعتمد اذا اسم الامم المتحدة؟
المبدأ هو هل يحق لك ان تحوّر تلك التسمية و تصححها له على ذوقك في المراسلات السياسية و الرسمية بينكما لكي تكون صائبة بنظرك؟

جميع التسميات عليك ان تتقبلها كما هي طالما انك تعترف بصاحبها ككيان قائم تتعامل معه باحترام , و بدون تحليلات لمعاني الاسماء و صوابيتها, هكذا تقتضي قواعد البروتوكول و المخاطبات الرسمية و الاجتماعية... و نقطة على السطر.
و حتى في مثالك لو اطلق بوش على بلده مثلا (مملكة الله على الارض) و انت على علاقة دبلوماسية مع بلده عليه ان تتقيد بالتسمية المعتمدة حرفيا و بالنقطة و الفاصلة و التهجئة الرسمية, اما تنفيذ اوامره بناء على تلك التسمية او عدمها فذلك شيئ اخر مختلف تماما عن استخدامك الاسم الرسمي...

بمعنى آخر, ليس معنى استخدامك اسمه ان توافقه بالضرورة على معناه و نتائجه و تبعاته, لكن اصول التخاطب تفرض عليك ان تعتمد التسمية التي يعتمدها هو لا انت و ليس من حقك ان تغير تلك التسمية على ذوقك عندما تخاطبه بها رسميا... و هناك مئات الامثلة من العالم على ذلك ( من جند الله الى حراس الارز الى كنيسة (المخلص) (عندنا في لبنان كنيسة تدعى (كنيسة أم الله) و الجميع يدعوها كذلك و هو الاسم المتعارف عليه و معتمد رسميا و لا يعني بالضرورة انك تقبل معناه)

اللهم ان كنت لا تعترف اصلا بالطرف الاخر كشريك و تعتبره كعدو (و هنا بيت القصيد) و تعتبر ان اسمه يسبب لديك استفزازا فعليك عندها ان تقاطعه و تواجهه لكي يغير اسمه, (مثال على ذلك مشكلة ايطاليا مع دولة مقدونيا بسبب اسم الاخيرة) او حتى ( جيش ما يسمى ب(الدفاع) الاسرائيلي) فعندها خذ هذا الموقف صراحة و اعلنه و قاطعه لكي يقيم الجميع مواقفه بناء عليه و يتخذ ما ينبغي اتخاذه ازاءك...