الشبهة :
" وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " في الآية الشريفة ليست بدليل على أن لا نبي بعد سيدنا محمد ، لأن خاتم ليس بمعنى آخر، ولكن بمعنى أفضل، يعني أن محمدًا أفضل النبيين لا بمعنى انقطاع النبوة بعده ، فلذا ادعى النبوة ، وفتح باب النبوة على مصراعيه لغيره.
الرد على لاشبهة :
إن الله أنزل القرآن بلغة العرب، كما قال الله تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } يوسف2 ، ولم ينزل بلغة العجم والفرس والهنود وغيرهم، والرسول أفصح العرب، والصحابة وغيرهم من فصحاء العرب، وجاء بعد ذلك التابعون وفيهم من الشعراء والأدباء والبلغاء ما يفوق العد والإحصاء، ولم يقل أحد من الصحابة ولا من التابعين ولا من أتباعهم من الفقهاء والمحدثين واللغويين من أن خاتم النبيين بمعنى أفضل النبيين، بل كلهم فهموا من الآية وجزموا واعتقدوا أن النبوة ختمت بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وها هي القواميس والمعاجم العربية بين أيدينا هل فيها حرف واحد مما زعمه هذا الكذاب ، كما أن كل نبي باتفاق من المسلمين ومن اليهود والمسيحيين وغيرهم وحتى من ميرزا غلام أحمد هذا المتنبئ إنه يكون صادقًا معصومًا من الكذب ، فإذا كان كذلك ، فقد وردت الأحاديث العديدة الكثيرة التي بلغت مبلغ التواتر عن النبي أنه خاتم النبيين وأنه لا نبي بعده ، ومن تلك الأحاديث :
1- ما جاء في البخاري في كتاب المناقب ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، ومسلم في باب الإمارة ، وأحمد في مسنده : قال النبي صلى الله عليه وسلم : «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء».
وقال عليه الصلاة والسلام كما أخرجه مسلم والترمذي وابن ماجه : «فضلت على الأنبياء بست ، أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأرسلت إلى الخلق كافة ، وختم بي النبيون».
تفسير الميرزا غلام أحمد لكلمة " خاتم " بعنى " آخر "
إن ميرزا غلام أحمد القادياني قد استعمل كلمة (خاتم) في كتبه في عدة مواطن ، وعنى به: (آخر وخاتم ونهائي) ، وإليكم نماذج من هذه اللفظة .
1- «إن للمسيح الموعود أسماء متعددة في كتب الله ، ومن هذه الأسماء : خاتمُ الخلفاء، أي الخليفة الذي سوف يأتي في الآخر على الإطلاق»([1]).
2- «إنني قد آمنت برسوله بصدق قلبي وأعرف أن جميع النبوات انتهت عليه، وإن شريعته خاتم الشرائع»([2]).
3- «إننا نؤمن بهذا الأمر بكل يقين بأن القرآن خاتمُ الكتب السماوية»([3]).
4- «إنه خاتم الأولياء كما أن عيسى غ خاتم الأنبياء في سلسلة خلفاء موسى» ([4]).
نقول: إن ميرزا غلام أحمد القادياني قد استعمل كلمة خاتم في المقتطفات المذكورة بمعنى آخر ، وهذا يؤيد كلامنا.
5- يقول ميرزا غلام عن ذكر ولادته : «لقد وُلدتُ أنا وشقيقتي واسمها (جنة) ، توأمين ، تم خروجها أولًا إلى هذه الدنيا ثم ولدت أنا، وكنت خاتم الأولاد عند والديّ ، ولم يُولد بعدي ابنٌ ولا بنتٌ لدى والديّ»([5]).
6- «وهذا من الأسرار أنه في الآخر عيسى غ وهو خاتمُ أنبياء بني إسرائيل وأحمد ومحمد خاتم أنبياء الإسلام ...» ([6]).
هنا استعمل ميرزا غلام أحمد القادياني كلمات خاتم الأولاد وخاتم الأنبياء بمعنى آخرهم. وقد صرح بعد ذكر خاتم الأولاد (أنه لم يولد بعدي ابن أو بنت لدى والديّ)، ويبين هذا القول بصراحة أن ميرزا المذكور هو آخر أولاد والديه. وهكذا كلمة خاتم النبيين تعني أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء والمرسلين، لا نبي بعده ولا رسول ، ولما ثبت أن ميرزا غلام أحمد القادياني آخر أولاد والديه ، لم يولد له شقيق ولا شقيقة عندئذ زالت شبهة أخرى وهي:
شبهة : وهي لو اعتبرنا أن الرسول محمدًا صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء فكيف يأتي عيسى غ ؛ لأنه عندما يأتي قرب القيامة يصبح هو آخر الأنبياء. إذن ثبت أمران:
(1) أن عيسى عليه السلام قد مات.
(2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بخاتم النبيين.
نجيب على هذه وتلك : إن شبهة القاديانيين المذكورة قد زالت وأصبحت هباءً منثورًا من المقتطف المذكور. ونقول: إن الاعتراف بختم النبوة على محمد صلى الله عليه وسلم لا يستلزم وفاة عيسى عليه السلام ، أي يمكن جدًّا أن يكون عيسى غ على قيد الحيا والرسول صلى الله عليه وسلم يكون في عالم البرزخ، ومع ذلك يكون آخر الأنبياء وخاتمهم، انظروا إلى قول ميرزا غلام أحمد القادياني ، فهو خاتم الأولاد ، وكان في عالم البرزخ ولا يزال ، وبقي شقيقه الأكبر غلام قادر على قيد الحياة مدة بعد وفاة أخيه ميرزا غلام أحمد القادياني ، فلم تتحول درجة ميرزا : خاتمية الأولاد إلى درجة أخرى دون الأولى؛ مع أن شقيقه الأكبر منه سنًّا بقي على قيد الحياة؛ وإن مَثَلَ عيسى غ كمثل قدرة الله في قصة خاتمية الأولاد المذكورة ، فعيسى غ بقي على قيد الحياة ، والرسول صلى الله عليه وسلم لحق بالرفيق الأعلى؛ لكن هذا كله لم يغير شيئًا في درجة هذا النبي الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين، فبقي هو هو خاتمًا للأنبياء والمرسلين، وأخوه السابق في زمن هذا العالم : عيسى غ بقي ولا يزال في عداد الأنبياء السابقين . فإذا كان للوالدين أربعة أولاد أو إذا كان لأستاذ تلاميذ عديدة أو إذا كان لشيخ طريقة عدة مبايعين ، وحدث أن أول هؤلاء قد مات وبقي آخرهم ، فهذا الأمر لا يجعل الأول الذي بقي على قيد الحياة آخرهم ، بل آخرهم فعلاً هو الذي كان في الآخر وإن مات قبلهم.
http://www.antiahmadiyya.net/main/articl...le_no=1134