الزملاء الكرام .
خلال مراجعتي للشريط وجدت مجموعة من القضايا التي تنتظر الرد .
بلو دايموند .
مداخلة غير واضحة ..
لا يوجد أي خلاف شخصي بيني و بين أي زميل ، الأمر كله موضوعي ، و لكن البعض يفقد أعصابه ، لأنه غير معتاد على أفكار تخالف السائد في مجتمعه المحلي ، فإذا كان ذلك المجتمع أصولي يتعارض مع البشرية كلها ستكون تلك العصبية بالغة ، فالأصولي يقبل أن تطلق عليه النار ولا تمس صنما يعبده .
في النهاية لم أفهم شيئا من مداخلتك ، ما علاقة هذا الموضوع بالمجموعات البريدية ، أو بالحوارات الدينية ، أعتقد أنك لم تقرأ شيئا من الشريط قبل أن تشارك فيه ،و لكنك ماشاء الله تتحدث حديث خبير . الشريط لا علاقة له بالمساجلات المسيحية الإسلامية ، هو يتناول قضايا بعينها أوضحتها ، و لكنك لم تعلق على أي منها . يبقى أني لا أعبر عن موقف المسيحيين فلست مسيحيا .
لا يوجد في العالم دولة غير علمانية و متقدمة علميا ..ولا واحدة .. اذكر لي دولة واحدة .. جرب ؟ . و لكن يبدوا أنك تفهم العلمانية بشكل غير صحيح قائم على الإشاعة ، التي تقول بأن العلمانية معادية للدين أو تلغيه و هذا خطأ ، فالهند التي تتحدث عنها دولة علمانية - و بالمناسبة تركيا أيضا - وهذا ثابت في دستورها ، بل هي ( الهند ) تتبنى في دستورها التعديل الأول في الدستور الأمريكي First Amendment الذي ينص على أن " لن يسن الكونجرس أي قانون تأسيسا على الدين ، كما لن يحول دون ممارسة الأديان "“Congress shall make no law respecting an establishment of religion, or prohibiting the free exercise thereof.”.
هذا المبدأ الحيوي الهام يعني أن تكون الدولة محايدة تجاه جميع الأديان ، كما يقر التعديل الشهير حرية الضمير ، وهو ما يسمح لكل إنسان باعتناق ما يشاء من الأديان بحرية ، أو ألا يعتنق أي دين على الإطلاق . و هكذا أصبح الدستور الأمريكي هو أول دستور علماني على الإطلاق ، لهذا لم تكن مصادفة أن هذا التعديل بالذات تبنته أكثر من 95 دولة في جميع أنحاء العالم بما فيها دول مثل فرنسا و ألمانيا و الهند و الصين وروسيا و البرازيل و جنوب إفريقيا و استراليا و تركيا .
العلمانية ليست من طبيعة الأديان أي ليست عقيدة ، بل هي آلية فصل الدين كشأن شخصي عن الشأن العام . العلمانية – للمرة الألف – ليست منتجا نهائيا ، و ليست عقيدة من ذات طبيعة الدين ، و لكنها إتجاه عقلي و ممارسة تقوم على فصل الدين عن السياسة ، و اعتباره شأنا عاما . هناك شعوب عديدة متدينة و لكن انظمة الحكم علمانية في العالم المتحضر كله ، ربما يكون البعض متأثرا بما يراه في الشارع الأصولي الآن ، لا يعتقد في وجود مسلم خارج النماذج التي تفرزها الوهابية ، و لكن تلك حالة مرضية لا تعبر عن كل المسلمين ولا حتى معظمهم ، كما لا تعبر عن الواقع المصري نفسه خلال أكثر من 70 سنة منذ بداية القرن 20 حتى تفجر الأصولية الوهابية في مصر منذ نهاية السبعينات .