" لكننا بدلآ من ان نشكر من يحاولون دفعنا للأمام ننتقدهم بوحشية كأعداء ،و تلك محنة أخرى ."بهجت .
الزملاء الطيبون .
الزميل عاشق الكلمة .
عودة إلى مداخلتي الأخيرة .
ثانيا :كيف نتحاور ؟.
من الضروري أن نحدد من نحن في نادي الفكر و غيره من المنتديات و ما هي أهدافنا و محدداتنا determinants؟.
نادي الفكر ليس أداة للخطاب العام ، فهو من طبيعة مختلفة عن الصحيفة اليومية و القناة الفضائية ، الجمهور المستهدف ليس هو إنسان الحياة اليومية ، فلا نملك إمكانية النشر العام ، نحن ببساطة دائرة حوارية مغلقة ، هذه الحقيقة يجب ألا تغيب عن بالنا ، و بالتالي فالجمهور المستهدف target audience بالخطاب هم أعضاء نادي الفكر و دائرة أوسع قليلآ من المتابعين . هؤلاء الأعضاء بعضهم القليل نشط و الأغلبية صامتة تنشط أحيانا ، هذا كل ما لدينا ،وهو ليس قليل لو عرفنا كيف نتعامل معه .
نادي الفكر و غيره من المنتديات لا يصلح كأداة للنضال السياسي أو لنشر الأفكار و المواقف الحزبية ، لا يصلح كأداة لتعبئة الجماهير من أجل الإطاحة بأنظمة الحكم الفاسدة !، لا يصلح وسيلة للشحن الثوري للجماهير التي تترقب كتاب الإنترنت و تستلهمهم للنزول إلى الشارع و الإطاحة بالنظم العميلة ! ، هذه مجرد أوهام . نوادي الحوار لا تصلح بديلآ للعمل السياسي المباشر ، فهناك الأحزاب و حتى التنظيمات المحظورة و الإرهابية ! . نوادي الحوار هي مجرد دوائر مغلقة لتبادل الأفكار ، و لكي يكون ذلك فعالآ و ناجحا ، يجب أن نفهم طبيعة النادي الحواري و أن نتعامل معه بعقل بعيدا عن الهياج العاطفي . هناك شروط مبدئية لنجاح الحوار أفضت فيها و أفاض غيري ، لعل أهمها مرة أخرى هو ألا نحاول لي رقبتها كي تصبح صحفا أو قنوات تلفزيونية أو أحزابا سياسية .. هي لا تصلح لأي من ذلك .
لو فهمنا ذلك كله ، سيكون واضحا أنني لا أخاطب المصريين ، بل أخاطب أعضاء نادي الفكر ، فلو أردت مخاطبة المصريين سيكون علي أن أفعل ذلك خلال الأحزاب و الإعلام المصري ، سيكون مفهوما أيضا أن نطرح قضايا فكرية و ثقافية ، بل و حتى أن نعكف على القضايا الفلسفية كما يفعل أستاذنا نبيل نائف ، الفيصل هو مدى إستجابة الزملاء لهذا الطرح و متابعتهم له .
مرة بعد مرة .. نادي الفكر و النوادي الحوارية ليست صحفا يومية أو قنوات فضائية أو أحزاب سياسية ، و محاولة لي رقبة النادي ليكون أي منها خطأ ، بذلك سنحكم على النادي بالفشل ،و سنحرم أنفسنا من الفرصة التي يتيحها لنا النادي في إقامة شراكة للحوار الجاد المثمر .
كنت أربأ بزميل قديم – نسبيا - مثل عاشق الكلمة أن يتورط في خطاب لا ينتمي إلينا هنا في النادي . اللغة الإصطلاحية ليست عارا و ليست عبارات محفوظة و كلام (باللوندي) كما يعتقد عاشق و كثير من المصريين وربما بعض العرب ، و نحن لا نلجأ إليها سوى في أضيق الحدود ، و عندما لا تسعفنا لغة الحياة اليومية ، دون أن نقتل المعنى و نشوهه ، لو قرأ عاشق الكلمة المقالات التي يكتبها مفكرون عرب في الصحف الرصينة أو على النت ، لحمد الله على بهجت كثيرا و سبحه كثيرا . عندما نقلت مقالات لكتاب عرب حول قضايا العلمانية في العالم العربي ، و ذلك في الشريط الذي خصصته لقضايا العلمانية ، كنت ( أترجم ) بعض المقالات من العربية إلى العربية !، و أتمنى أن يذهب عاشق بل و المصريون إلى مواقع مثل " أوان " ليعرفوا ماهي اللغة الإصطلاحية و ( الكلام المفذلك المحفوظ ) !.
المشكلة ليس نحن بل النصف الأول من القرن 21 ، نحن في عالم متغير و معقد يزداد تعقيدا كل يوم ، و لابد أن نواكب هذا العالم ، المفاهيم البسيطة لم تعد موجودة ، حتى أني طرحت موضوعا كي أوضح مدى تعقد العالم المعاصر بعنوان " هل الكون معقد أم بسيط ؟, مجرد رؤية " .
اضغط هنا
. نحن مضطرون إلى اللغة الإصطلاحية و أن نطور اللغة العربية كوعاء للفكر طالما كنا جادين ، و نريد أن نذهب أبعد من تعليقات محمد هنيدي و شعبوللا . عندما كنت أعد مادة عن السينما ،وهذا يبدوا عملآ بسيطا ، يكاد يقترب من التسلية ، وجدت مصطلحا مألوفا للغاية هو dystopia أي مجتمع مستقبلي تطور بشكل سلبي على النقيض من اليوتوبيا ، عندما تخاطب شاب بسيط في الغرب ستقول له أن فلم 1984 مثلآ يتحدث عن ديستوبيا ، و لكني لو قلتها لمثقف مصري ربما يعتقد أني أتعالم عليه ، نحن تخلفنا كثيرا عن العالم دون أن ندري مدى خطورة هذا التخلف ، نحن نفقد لغة التخاطب مع العالم حتى لو استخدمنا اللغة الإنجليزية ،و لكننا بدلآ من ان نشكر من يحاولون دفعنا للأمام ننتقدهم بوحشية كأعداء ،و تلك محنة أخرى ! .
لنا عودة .