{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مذكرات آسرة لجندي عراقي عن حرب الخليج الأولى
وليد غالب غير متصل
عاشق سرداب المهدي
****

المشاركات: 453
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #2
RE: مذكرات آسرة لجندي عراقي عن حرب الخليج الأولى
بغداد --كراج العلاوي - الساعة السابعة والنصف من صباح يوم السبت 2- 6 - 1979

جئت مبكرا قبل الموعد بنصف ساعة املا بان ياتي رفاقي قبل الموعد ولكن هيهات فهؤلاء لن يغادروا بيوتهم قبل ان يمتصوا اخرساعة

من اجازتهم ..والحقيقة اننا تجاوزنا اجازة نهاية الدورة بثلاثة ايام وسلمنا كتاب النقل الى احدنا الساكن في محافظة بابل كونه سيجتاز الكثير

من سيطرات الشرطة العسكرية في طريقه الى بغداد وبذلك سيكون بمأمن من الاعتقال

كان المفروض ان يكون اول المنتظرين لباقي الجماعة وها انا اعاني من خوف الاعتقال بدون هذا الكتاب كنت ابدل مكاني كل حين

وكان الانظباطية ( الشرطة العسكرية) تسأل الرائح والاتي ويفتشون السيارات ويستوقفون المدنين والعسكريين ويمعنون التدقق بالهويات

واجازات العسكريين المجازين .شاحنتهم العسكرية من نوع ايفا تكاد تمتليء بالعسكريين المتسربين او المتاخرين عن دوامهم وسجن الحارثية

الرهيب ينتظرهم ...واخيرا جاء حامل الكتاب ونسيت كل خوفي .واخذالبقية بالتوافد حتى اكتمل العدد كنا ستة من المتخرجين من دورة المساحة

العسكرية وفتحنا الكتاب المختوم والمعنون الى قيادة الفرقة المدرعة الثالثة ..تاكدنا من مطابقة اسمائنا وفرحنا جدا برتبة نائب عريف مكلف

مساح التي منحت لنا لتفادي اعمال السخرة والحراسات للجنود المكلفين ..كنا اول دورة مساحة للمجندين الدورات السابقة كانت حكرا على

المحترفين ( المطوعين) والظاهر ان التوسعات الكبيرة في اعداد وتشكيل الفرق العسكرية الجديدة والتي كانت تتزايد باستمراركانت تتطلب ذلك

ولم نكن نعلم بما سيخبئه القدر لنا ..سالنا عن معسكر الفرقة الثالثة المدرعة من الشرطة العسكرية وعلمنا بانها كانت بين محافظة تكريت

و قضاء بيجي على الطريق الواصل الى محافظة الموصل ( نينوى) ركبنا باص مرسيدس 18 راكب وحين امتلاء بالركاب انطلقنا الى

معسكرنا الجديد واخذنا بتبادل الاحاديث واحداث دورتنا التي كانت اشبه بمعهد اوكلية عسكرية مصغرة كانت ايام حلوة لشباب خريجي اعداديات

من مستوى واحد كايام الجامعة الحلوة التي يتذكرها كل خريج جامعة ..خصوصا وانها جاءت بعد تدريب مشاة قاس وعنيف تدريب مشاة-

سلاح - رياضة عنيفة يومان في الاسبوع -تدريب كيمياوي مركز- والخميس ركضة ضاحية 16 كم 8 ذهاب و 8 اياب واخر عشرة حرمان

اذونات خميس وجمعة...كنا اقل خريجي الدورة حظا البقية من جتود الحظوة ( الواسطات ) حصلوا على كتائب استمكان فنية داخل معسكر

المحاويل 80 كم جنوب بغداد

وصلنا الى مقر الفرقة وعلى الفور تم تنسيبنا وكنت انا ون ع ناظم من حصة كتيبة المدفعية 21 الساندة للواء المدرع 12 بن الوليد

وصلنا لمقر الكتيبة وهالنا مارأيناه من جنود وضباط صف غلاظ من اصول فلاحية من كافة انحاء العراق...تم تنسيبنا لمقر الكتيبة

حضيرة المساحة وفي المساء افترشنا اسرة المجازين لنستلم تجهيزاتنا في الصباح ....

بصراحة كانت اطول ليلة في حياتي لم ننم فيها انا و ن ع ناظم حتى الصباح ..............خشية الاغتصاب

في اليوم التالي استلمنا تجهيزاتنا الجديدة وانغمسنا بتدريباتنا الحرفية الجادة لوحدة عسكرية مقاتلة شاركت بانقاذ دمشق من السقوط ايام

حرب اكتوبر المجيدة والتي كانت ايامها المعدودة مثار فخر منتسبي هذه الوحدة .....كانوا يعيدون ويعيدون تكرارايام حربهم وكيف كانوا

سعيدون بتحررهم من السياقات العسكرية المملة وكيف كانوا يرمون العدو وهم بالفانيلات

سرعان ماتبددت مخاوفنا وتبدت طيبتهم ويساطتهم الفلاحية وسذاجة حياتهم البسيطة ..كانوا يغرقون بالضحك لابسط نكته او قفشة ضاحكة

اذكر انهم كانوا يتناولون القصعة بيدهم وحين اخرجنا ملاعقنا للاكل انفجروا ضاحكين وتركوا الاكل وسمونا منذ ذلك الحين بحضيرة

النساتل (جمع نستله) اهل الملاعق ولكنهم كانوا دائم الاحترام والتقدير لنا باعتبارنا ولد اوادم او عائلات

مرت ايامنا سريعة حتى مساء يوم اتصورانه كان السابع عشر من تموز(ذكرى ثورة البعث ) يومها ظهر الرئيس احمد حسن البكر على شاشة

تلفزيون حانوت المراتب ليعلن نباء تنحيه عن السلطة لصدام حسين

كان لموقع الفرقة القريب من تكريت اثره الواضح على منتسبي الوحدة ....لم يكن احدا منا ينزل الى المدينة ويختلط بالسكان

ذهابنا وايابنا الى محافظاتنا خلال الاجازات بواسطة حافلات مرسيدس 44 راكب قيل انها كانت هدية من الملك حسين للواء

مرة ذهبنا لمشاهدة احدى مباريات الدوري بين ناديي الطلبة البغدادي والذي كنت انا احد مشجعيه ونادي صلاح الدين التابع

للمحافظة وانتهت بتعادل مجحف وسط اطلاقات ومفرقعات (بوتاس)كانت ترمى بين ارجل لاعبي الطلبة وحين انتهاء المباراة

هرع لاعبوا الطلبة الى حافلتهم مسرعين الى بغداد

حتى ارزاق الجنود كان يتسلل الفلاحون من القرى المجاورة لتا من جهة شاطئ دجلة لياخذوا الصمون العسكري لدوابهم ولم

يكن احد ليجرا على منعهم

ازدادت تدريباتنا العسكرية يوما بعد اخرواحيانا كنا نخرج الى الصحراء على الطريق الواصل بين بيجي واتصور هيت او عانة

لاجراء التمارين بالذخيرة الحية (مناورات) وازدادتاكثر واكثر

مرة نفذنا فرضية ( مناورة عسكرية) بين الطريق الواصل بين جلولاء وكفري بين سلسلة جبال حمرين وباسناد الطيران الحربي

بافتراض اعتراض لواءنا لتغلغل قوة عسكرية ايرانية من مدينة خانقين وباتجاه ابار النفط في كركوك

كان سيناريو المناورة غريبا فقد كانت الفرقة معبئة تدريبا ومعنويا للقتال ضد العدو الصهيوني ...كانت الحرب مع ايران اخر ماكنانتصوره

في ربيع 1980 وقبل اندلاع الحرب بخمسة اشهر تقريبا شكلت بطارية مدفعية مشتركة من كافة بطارياتنا وارسلت على عجل للمناوشة

مع الايرانيين في قاطع زرباطية

ازدادت حدت التوتر بين العراق وايران وظهر صدام الرئيس الشاب المحبوب منا كلنا ليعلن ان ايران الثورة لاتختلف عن الشاه الا بالعمائم

كنا نضحك ونتندر ولاادري لماذا لم نكن نحمل الامر على محمل الجد يمكن لاننا لم نكن نهتم للسياسة او اننا لم نفهمها في ذلك الوقت

ازداد التوتر اكثر واكثر وكنا حانقين على تفجير قاعة الجامعة المستنصرية وبالتالي التفجير الذي طال مسيرة الغضب والاحتجاج التي

تلتها امام المدرسة الايرانية وبدأت الاعتقالات داخل الوحدة تطال كل شيعي ليتم استجوابهم واعادت الاغلبية واخرون لم نراهم بعدها

اغلبهم تركوا صلاتهم وازداد نشاط الخلية الحزبية لمراقبة كل شيعي حتى وصلنا لقناعة بان الحرب قائمة لامحالة

بدأنا بالمجازفة بالنزول اليومي الى بغداد 200 كم مساءا وبعد التعداد المسائي رغم حظر النزول واعلان حالة الانذار لنشبع من عبق

اسرنا وكانت العودة قبل الفجر كل هذه المجازفة من اجل ساعات قليلة اجالس فيها عائلتي حتى الثانية صباحا موعد الاياب لنصل فجرا

واخيرا تبلغت وحدتنا بالحركة عند الضياء الاول ليوم اتصور انه كان الثاني من ايلول 1980

جهزت وحدتنا خلال الليل وتحركنا عند الفجر كنا فرحين بقضاء بضعة ايام خارج المعسكر متصورين انها كحروبنا مع اسرائيل

لن تتجاوز الاسبوع على ابعد تقدير البعض منا شكك بانها كذبة وقد تكون مؤامرة اوانقلاب لتغيير الحكم

اكثرنا كنا نحلم بتوديع سكان بغداد لنا كالابطال كما ودع اللواء لمشاركته في حرب اكتوبر ولكن اللواء دخل بغداد على عجل وخرج

منها على عجالة اكثر وعلى طريق قناة الجيش لنصل مدينة الكوت ليلا
***************
**************
**************

جنوب الكوت -طريق الحي -24 -9 -1980


اخيرا جائتنا برقية واجب

عشرون يوما ونحن متجحفلون ننتظر اوامر الهجوم

كان لوائنا ( قوة ضاربة ) معدة للا نقضاض مع بعض الوية النخبة

وكان واجبنا الرئيس سد الثغرات لو وجدت ومعالجة المواقف الصعبة وفق نظم المعارك الخاطفة

كل الفرق البقية شاركت بهجوم واسع اخترقت فيه الحدود وسقطت مدن صغيرة كالمحمرة والخفاجية ومهران وغيرها ووصلت الى ضواحي

ديزفول والاهوازوكانتا على وشك السقوط كنا نحسد مقاتلي الفرق المشاركة على الانتصارات التي تحققت سريعا والتي كانت مثار استغراب

العالم واعجابه للفرق الكبير بين امكانية البلدين ومساحة ونفوس كل منهما ...عن نفسي كنت ثملا بهذه الانتصارات وكنت حزينا لعدم المشاركة

للان امنت بان الجيش العراقي الحديث سيكون اقوى حتى من اسرائيل التي كانت تخترق دفاعات الجيوش العربية الاكثر عدة ورجال

كانت انتصاراتنا على ايران اقوى وامضى واعمق مدى من انتصاراتها وكانت الفرقة الاولى قد توغلت مسافة اكثر من 100 كم داخل

الاراضي الايرانية وبالاخص في قاطع الشوش وديزفول

تحركنا عند الضياء الاخير لتحاشي الطيران الايراني الذي كان نشطا باديء الحرب وسرعان ماتهاوى بعد ذلك

وصلنا الحدود العراقية الايرانية ورأيت مابين 40 - دبابة عراقية محترقة 50 في الوادي المقابل لمخفر الفكة الايراني تبين ان قائد الفرقة

الاولى قد امر بالتقدم دون اسناد مدفعي وهذا خطأ فادح استغله الايرانيون ليفتكوا بدباباته بصواريخ التاو وقاذفات rbg7 ولكن هذا لم يكن يؤثر

لكثافة هجوم الفرقة ...توغلنا داخل الاراضي الايرانية من معبر الفكة الايرانية المهجورة واندفعنا داخل اراضي صحراوية واجتزنا مدينة

صغيرة( جنانه)ووصلنا الى منطقة الرادارات قرب مطار ديزفول العسكري وانتشرنا بوضعية القتال

كان واجبنا انقاذ لواء 34 المحاصر من قبل القوات الايرانية وفي الصباح الباكر اخذت كتيبتنا بالقصف الهادر للايرانيين مصحوبة بصواريخ

بطارية راجمات 122 ملم وانقضت كتائب اللواء المدرعة اضافة لفوج المشاة على الايرانيين ليمزقوا طوقهم ويفتكوا بافرادهم ويتحرراللواء

المحاصر وليواصل تقدمه صوب ديزفول...عند الظهيرة انتهى كل شيء وبقينا يوما اخر تحسبا لاي طاريء

لم يكن من ضمن واجبنا مسك الارض ولا اسر الايرانيين ولاحتى الحصول على غنائم كنا قوة اقتحام وصولة فقط الباقي واجب الفرقة الاولى

مسؤلة القاطع ...رجعنا قافلين لنستلم امرا اخر في الطريق وعند رجوعنا لم ارى قتلى ايرانيين بالعدد المعقول لاختراق حدود دولة

وفي مخفر الفكة الايراني لم نجد غير اعداد قليلة من القتلى وبلباس حرس الحدود

سرنا بمحاذات الحدود وعلى الطريق الحدودي المبلط وبسرعة قياسية لندخل الاراضي الايرانية من جديد ومن مخفر الشيب العراقي

شمال شرق هور الحويزة لنخترق مدينة البسيتين الصغيرة ونتركها شرقا وعلى طريق الدهلاوية المحاذي لنهر الكرخة وانتشرنا بوضع الهجوم

بينما اندفعت كتيبتي الدروع ( المعتصم واخرى لااذكرها ) اضافة للفوج الميكانيكي الالي لتحيط بمدينة الخفاجية ( سوسنكيرد) بعد تحطيم كل

الدفاعات في الطريق وتركت القرى والقصبات الاخرى دون تطهير ..عند المساء كانت الخفاجية شبه مهجورة عدا بعض الجيوب الصغيرة

هنا وهناك ...كان امر لوائنا (بن الوليد) من اشد القواد حرصا على مقاتليه ودباباته لذا امر بوقف الهجوم واتخاذ موقف دفاعي حتى الصباح

كانت لنا في المحمرة تجربة قاسية ...كانت القيادة على احر من الجمرلاحراز نصر عسكري سريع فدخلت قوات الفرقة الخامسة مدينة المحمرة

ليلا لتفاجأ بحرب شوارع استمات فيها الايرانيون وقدمنا ضحايا وخسائر لاتعوض نضرا للفرق الشاسع بين القوتين

الايرانيون لم يكونوا ليهتموا باعداد قتلاهم المتطوعين المؤمنين فقد كان البديل متوفرا ورجال دينهم يجمعون الالاف منهم بدقائق

كانوا قياسا لحرفية واداء جنودنا المتميز ذوو التدريب الراقي لاشيء

كانت خسارة جندي عراقي واحد تعادل خسارةاكثر من عشرة من الايرانيين حتى ولوكانوا من الجيش النظامي

ولكنهم كانوا مستميتين تواقين للشهادة وكانت حرب الشوارع معهم خطأ لايغتفرولم تكن المحمرة لتحرر الابعد تدخل قوات الصاعقة

(القوات وقوات المظليين ) القليلة التي في الجيش والتي استشهد منهم الكثير

لهذا كله ولكون اللواء مدرع ( ميكانيكي)غيرمؤهل لقتال شوارع والعواقب قد تكون وخيمه وافقه اركان حربه (حركات ) على ذلك

بدأنا بالقصف الكثيف صباحا تمهيدا لدخول المدينة ففوجئنا برد مماثل وقوي من داخلها واستمرت المعركة طيلة اليوم دون ان نستطيع

اقتحامها وبقينا في مناوشاتنا معهم بين مد وجزر وتقدم وانسحاب لاشهرطويلة دون جدوى ودون حسم

لاادري هل كان دخولنا المدينة تلك الليلة فخا ام ان هناك قوات انقاذ ايرانية دخلت المدينة على عجل واوقفتنا

ملاحظة

مدينة الخفاجية احتلت قبلنا من قبل الفرقة التاسعة التي دخلتها وخرجت منها للتقدم عبر الدهلاوية ومن ثم الى الاهواز الهدف الرئيسي

للفرقة فتقدم الايرانيون للتمركز فيها كقاعدة انطلاق لضرب الفرقة من الخلف وتدمير قدماتها الادارية والالتفاف عليها

وواجبنا كان تحرير المدينة واطلاق قدمات الفرقة الادارية لتسهيل الدعم الوجستي وايصال المؤن

الحقيقة بصراحة لقد كان لضعف القوات الايرانية وقلة عددها واقتصار بعض الاماكن على حرس الحدود السبب الاكبر لسهولة اجتياحنا

الحدود واحتلال المدن اوائل الحرب

**********************
*********************
*********************

اربعة اشهرعلى اندلاع الحرب ونجح العدو بتحويلها الى اشبه بحرب خنادق كريهه افتقدنا فيها حرية المناورات والتكتيكات الحربية

التي كانت تمتاز بها وحداتنا المدرعة ولقلة قواتنا امام اعداد الفرق المتزايدة للايرانيين بفعل تزايد فرق ما كان يسمى بحرس خميني

طالت مدة الحرب علنا كجنود وحتى على القيادة العسكرية والسياسية التي لم تتوقع ذلك لذا تم تكليفنا مسك الجبهه وكان خطأ

حفرناخنادق نوم وقتال واخرى لدروعنا وجلسنا نتناوش العدو النار

ايران استغلت بدئنا للحرب واخذت تتعنت في شروطها لانهائه رغم عدة لجان الوساطة ( اولف بالمه ) (المساعي الحميدة) وجهود الامين

العام للامم المتحدة اتصور انه خافيير دي كويلار ان لم تخني الذاكرة ....ايران كانت تريد الانتصار خاصة بعد وقف تقدم قواتنا

بدأت الحقائق تتضح لنا من خلال تنصتنا على الاخبارالعالمية رغم التشويش المفروض عليهامن محطات كثيرة انتشرت في جميع انحاء

العراق وبدأت عملها ورغم ذلك كنا نتابعها بدأ الاحباط وهمدت العزيمة ولكننا كنا نقاتل بحرفيه وبشرف وكنا مسرورين بانتصاراتنا رغم ذلك

كان الجندي العراقي مازال متفوقا على اضعافه من العدو ....ولكن خسارة الاصحاب والرفاق كانت ثقيلة على القلب خصوصا واننا كنا

نعيش مواقع استشهادهم يوميا وذكرياتهم لاتبارحنا ...واحياننا كان منا من يكلف بتسليمهم الى وحدة الاخلاء وبالتالي الى ذويهم

كان ترحيب السكان المحليين العرب من اهالي الاحوازبنا كبيرا اوائل ايام الحرب مما دعانا الى اهمال تطهير القرى المحيطة بنا

فتحت الاسواق وفتح فرع للاسواق المركزية (اورزدي باك)في كل مدينه وكانت المعاملة بيننا وبينهم اكثر من حسنه

كان هنالك مخبرون متعاونون من جبهة تحرير الحواز ينقلون لنا كل تفاصيل العدو اول باول كنا فرحين بذلك كون حربنا ستكون لها معنى

ستكون لتحريرهم على الاقل وهذا ايضا تغير ...لاحضنا ازدياد كثافة ودقة القصف الايراني عند تقرب رعاة الاغنام من مواضعنا

تم رصدهم والقينا القبض على احد ضباط مدفعية العدو ( راصد) كان يعطي اوامر رمي لمدفعية العدو وسط قطيع من الاغنام

وبدأنا عمليات تفتيش وتطهير واسعة وبدقة لكل القرى المجاورة .....كانت بيوت بسيطة بيوت من طين لصقت صور للامام علي والحسين

وغيرهم الورقية على الجدران الطينية بعجين الخبز.....كنا نلاحض ارض الدار المحفورة والمطمورة حديثا فتصورنا انها تحوي اسلحة

حفرنا هافوجدنا حقائب كبيرة تحوي ملابس ومقتنيات بسيطة حرص اهالي القرية على دفنها خشية النهب فبدأ النهب واستعر وبدأ الجنود

باستخراجها وبدات عمليات نهب وسلب على نطاق واسع واخذ الجنود يتبارون للاشتراك بعمليات التطهير

في احدى الايام سمعنا عن اغتصاب الجنود لاحدى الفتيات الكسيحات والمتروكة من فبل اهلها النازحين

كانت الهوة تتسع بيننا وبين السكان وبعد حادثة الاغتصاب لم نرى اية فتاة بعدها لقد نقلت النساء والاطفال الى مناطق الاهوار النائية

وبقي الرجال في القرى وكان عددهم يتناقص باستمرار واخيرا خلت الديار من اي نفس عدا الحيوانات

كانت قطعان الحيوانات وخصوصا الابقار تخرج باكرا بحراسة شديدة من الكلاب المرافقة والحامية لها ويا ويل من يتقرب لها

بمرور الزمن لاحظ الجنود ذوو الاصول الفلاحية زيادة اضلافها وتضخم اثدائهامن كثر الحليب فطلبوا مني مساعدتهم في الطلب من الضباط


لاجراء بعض العمليات اليوميةللفلاحين بقص اضلافها وحلب اثدائها فوافقت ولكن ذالك انقلب الى عمليات وحفلات ذبح وشوي

كان مطعم الضباط ياخذ حصة فاخرةمن اللحوم قلوب وكلاوي وكبد والبقية لاكثر الجنود والبقية الباقية كانت تأنف من اكلها ولكن هذه الاعداد

كانت تتناقص حتى انعدمت تقريبا ......معنوياتنا كانت بالنازل ومفاهيم جديدة حقيرة طرأت على اكثرنا حتى الشجاعة والاقدام بهت لونه

لقد قتلت فينا روحنا العسكرية الاولى والقليل القليل حافظ عليها وكان الكثيرمنا يقاتل ببقايا الشرف العسكري الذي نحمله

جنود جدد وفدوا الينا من الاحتياط بدل الاصحاب الذين كانوا يقلون ويستشهدون يوما بعد اخر .....لقد قتل الجيش


**********************
**********************
**********************

كان الطيران الايراني غربي التسليح والعقيدة .اغلب طائراته من نوع فانتوم ف5 وف4 واعداد اخرى من ف14وكانت لمروحيات كوبرا

اثر كبير اوائل الحرب .تضائلت تدريجيابفعل نقص قطع الغيار والفارق الهائل بين مهارة وحرفية طياريهم وطيارينا..كنا نشاهد المعارك الجوية

ونرى براعة طيارينا....اضافة الى ذلك كانت قوات الدفاع الجوي تسقط الكثير من طائراتهم يوميا وكان من ضمن القوات المتجحفلة معنا

مفارز من صواريخ سام الحديثة قسم منها كان ضخما جدا ويستخدم لمعالجة اسراب الطائرات فكنا نطلق علية اسم الخرطوشة

وقسم اخر تقليدي استخدم في حرب اكتوبر وقسم اخر مركب على ناقلة صغيرة ذات اربعة صناديق صواريخ محمولة ...كفائتها كانت عالية

جدا ومتطورة جدابالنسبة لتلك الفترة كانت لها عين سحرية ( كاميرا)دقيقة تفتح حين اطلاق الصاروخ لتصور الهدف وتخزن الصورة

في ذاكرته ليلاحق الطائرة اينما حلت وكان يستخدم وحتى اثناء المعارك الجوية بين طائراتنا وطائراتهم هذا بالاضافة الى مجسات التتبع

الحراري المستخدم قديما وبعد كل هذا كان للصاروخ قابلية تتبع مغناطيسي للهدف .. كنت اساعد الطاقم على الرصد وتتبع الاهداف

وعندالتوصية بتكريمهم وترفيعهم الى رتب اعلى كان اسمي ضمن قوائم الاسماء التي يرفعونها الى قياداتهم كانوا اغلبهم مجندون من

خريجي كلية العلوم فيزياء او رياضيات وقسم منهم اكراد مسيحيين من اربيل عين كاوه كانت بيننا علاقات حميمة جدا

كانت الطلعات الجوية الايرانية تقل يوما بعد اخرلتحل محلها غارات مدمرة لقواتنا الجوية الساندة لناوالمهيمنة على كل سماء المعركة


كانت قواتنا المدرعة سوفيتية العقيدة والتسليح ذات هيكلية هرمية وكفاءة ممتازة جدا وكانت الصحف والمجلات الدورية العسكرية توزع

وتقرأ بنهم شديد لافتقارنا الى وسائل الترفية وكانت الدراسات العسكرية تطبع في ذاكرتنا جراء التكرار...كانت الروح والتربيةالعسكرية

تطغى على كل ماتعلمناه تدريجيا كانت الحياة العسكرية حياتنا الجديدة

الدروع الايرانية كانت من بقايا التسليح الغربي لشاه ايران دبابات امريكية وبريطانية من نوع جفتن كانت قابلية الحركة والمناورة لها محدودة

ومن خلال مجابهتنا لهم تبين مدى الفرق الواضح لكفائتهم مقابل وحداتنا ...كنا دائما نتوق الى الاشتباك مع دروعهم لتفكيكها واخراجها من

المعركة نهائيا وهذا ما حصل اخر الامر

قوات المشاة الراجل الايرانية تزداد بشكل مذهل وقوات المتطوعين ( البسيج ) تنهال على جبهات القتال واسلحتهم الخفيفة كانت تصنع

في معامل ايرانية وبدأت الاسلحة الغربية تقل ويحل بدلها اسلحة روسية الطرازوبمنشا ايراني كنا نرى ذلك بوضوح مع جثث قتلاهم

اغلب اسلحتهم كانت موسومة بايات قرانية وكانت الاعصبة الحمراء ة والخضراء تلف رؤوسهم كانوا تواقين لتحرير كربلاء والنجف

كانوا تواقين للشهادة وكنا ننفذ امالهم ونرسلهم الى دنيا الاخرة باسرع مما كانوا يتصورون كانت خسائرهم البشرية الكبيرة تعوض باستمرار

كان هجومهم جبهوي عشائري غير منظم اول الامر وكان ينتهي معضم الاحيان عند بداية خطنا الناري الامامي

كانت خسائرنا من قوات المشاة صعبة التعويض رغم قلتها ومع هذا كان التطور المستمر في نوعية اسلحتنا يعوض ذلك

كانت الذخائر تنهال علينا بلا حساب عبر موانيء عربية ( جدة- العقية - الكويت )كانت معامل الذخائر العراقية ( التصنيع العسكري)

لايلبي كل حاجاتنا كانت هنالك ذخائر من كل مكان وكانت هنالك ذخائر مصرية

التجهيزات العسكرية والملابس والتموين جيدة جدا ومن نوعيات ممتازة اوائل الحرب ولكنها بدأت بالتناقص تدريجيا وبدات تفقد جودتها

كان واضحا جدا الدعم العربي والخليجي بالاخص لجيشنا ....لقد كانت حربنا نيابة عنهم هذا ما كنا نشعر به

************************
***********************
***********************

كانت الجبهه الداخلية والشارع العراقي معباء جيدا للحرب..كل تعب الجنود وتضحياتهم كانت تتضائل ويحل محلها الشعور الذكوري البسيط

بالبطولة وحماية الحما..كان الجميع يقدر ماتفعله قواتنا وانتصاراتنا كانت مبعث الفخر لطلاب الاعداديات والمراهقين كان الجميع يود بالمشاركة

وحصد البطولات .كانت الاسواق منتعشة بالبضائع الجديدة من مناشيءممتازة يابانية واوروبية بعد سنوات طوال من الاستيراد لسلع هابطة من

مناشيء اشتراكية سقيمة وبدات الدولة توزع السيارات اليابانية والامريكية على المتطوعين ( الحرفيين اللذين اتخذوا مهنة الجيش )

وقطع اراضي ومنح وسلف ..بدا الاقصاد ينعش بصورة مهولة بصورة غير طبيعية ومشكوكة لبلد يحارب ويصرف الملايين من دولارات تلك

الحقبة كانت الذخائر تواصل التدفق وكان من الطبيعي ان يفتح باب الهجرة على مصراعيه لكل من يرعب وبلا شروط

تقريبا كان الاخوة العرب يفضلون العمل في العراق للتقدير العالي والاحترام المميز والحفاوه من قبل السكان عكس التعامل الفوقوي الخليجي

الجاف الذي كانوا يلقونه هناك...وخصوصا بعد ان طال امد الحرب ونفاذ قوات الاحتياط والمواليد الهائلة التي كانت تساق الى الجبهه

كان نظام التعبئة العسكرية قاس جدا وقد تجاوز الكثير من اخلاقيات التعبئة يعني كل ذكور الاسرة يساقون حتى لو استشهدوا كلهم وحتى الابن

الوحيد...ولم يكن احدا يجروأ على المطالبة بتسريحه عقب انتهاء فترة خدمته فقد كانت هناك اعلان للاحكام العرفية والبلد في حالة حرب لذا

فالتسريح متوقف الى ما لا نهاية.....في السنه الاخيرة للحرب كان هنالك 25 مواليد وسجل وجود اب وابن في نفس الوحدة


لقد سيق كل شباب العراق الى جبهات القتال ولم يبقى غير المعوقين والاجانب لقد كان تواجد شباب العائلة الواحدة معا مستحيلا لعدم توافق

اجازاتهم معا وبدأنا نفتقد الاخوة وابناء العمومة والاصحاب ويحل بدلها زملاء عسكريون كانوا يمضون احيانا اكثر من شهرين معا لقد بدأنا نعتاد

حياتنا العسكرية ونعتبرها الحياة الطبيعية لنا وبدأ التفكك الاسري يظهر بوضوح على زملائنا والتماسك العسكري يزداد

كان طلبة الدراسات المنتهية يعيدون تكرار السنه الدراسية املا بانتهاء الحرب تلك السنه ولكن هيهات


************************
************************

سوسينكيرد ليلة 28-29-1981 الساعة2300


اليوم وعند الظهر تقريباعدت الى مقر وحدتي بالقرب من البسيتين لاستلام الراتب والاستراحة حتى صباح ايوم التالي

كانت فرصة للاستحمام وطمعت فغسلت ملابسي كلها حتى الداخلية كان واجبي في المرصد متعبا وكنا نوقت خروجنا منه ليلا وحتى للذهاب الى

الحمام( التواليت) كانت وجبة العشاء هي الوجبة الرئيسية التي يمكن تناولها براحة لم يكن لدينا وقت للاستحمام

كان العمل مع امر وحدتنا المقدم ( )الجبوري من عشائر غرب الموصل ممتعا جدا كان من الامراء البسطاء ذو اخلاق بدوية ممتازة وبطل متميز

من ابطال الحرب كان ضخم الجثة ذو صوت اجش قليل النوم واذا نام لم يكن احد يتجرا لايقاظة كان شخيره من العلو بحيث كنا ندعي مازحين

بان سيكشف مرصدنا ...كنت اساعده في تسقيط الاهداف غلى الخطط النارية التي كنا نؤلفها اضافة الى مجموعات من اهداف الانقاذ

لحد الان كانت هجمات الايرانيين فوضوية جبهوية بموجات بشرية هائلة من المشاة تنتهي اغلب الاحيان عند الساتر الاول كانوا بلا كفائة

وقد انخفضت كفائتنا تبعا لذلك وهذا طبيعي كوننا مجهزين سابقا لقتال العدو الصهيوني الفائق التدريب وذو الكفائة الممتازة

كان قتلهم اشبه بلعبة اتاري وكان القصف الرهيب لمدفعيتنا ينال حشودهم حتى وقبل هجومهم كانوا شجعانا بلا حرفية قتال وكان اغلبهم من

المتطوعين احيانا كانت قوات من الضفادع البشرية تسلل الى خلف قواتنا من خلال نهر الكرخة لانجاز بعض العمليات التخريبية البسيطة

لزعزعة المعنويات ولكنها كانت دائما تعالج بسرعة ونجاح كانت الترقيات والترفيعات تنهال علينا عقب كل عملية ناجحة

كان الرائد حسام من اخبث الضباط الذين رايتهم كان جبانا ذو حاشية كبيرة من الحماية وكان كثيرا ما يرهق الجنود باعمال الحفر وبناء ملاجيء

غيرضرورية وحتى قبل حفرهم لملاجئهم الشخصية البسيطة كان دائم التغيير في هندستها كان قاسيا بتانف الاختلاط بالجنود كان كثير السباب

كثير العقوبات واحيانا بلا سبب وكان منصبه كمساعد لامر الوحدة يعطيه الكثير من الصلاحيات وفي احدى المرات كاد ان يعدم احد المدنيين

بعد ان اعطاني امرا بذلك ولولا تدخل امر الوحدة في اللحظة الاخيرة لكنت قد اعدمته

في الساعة الحادية عشرمساءا بدا قصف عنيف لمقر الوحدة وبالهاونات وبدات قذائف التنوير تنير المكان وتحيله الى نهار وزخات من الرصاص الكثيف تمطر علينا من جهة الغرب وكان شيئا عجيبا فقد كانت اكتافنا الغربية كثبان وتلول رملية تدعى بتلول جذابة غيرثابتت الموقع وكانت النهايات الاخيرة لسلسلة جبال حمرين لاادري كيف استطاع الايرانيون الاختراق والالتفاف حول فواتنا عبر تلك الكثبان الرملية ومفاجئتنا
تبين بعد ذلك انهم كانوا يستخدمون شبكات الاسلاك المستخدمة في تسييج المزارع بي ار سي وتمديدها على هذه الرمال وتسيير عجلاتهم الخفيفة عليها وتبين انها كانت خطة كورية شمالية حسب ما سمعناه من حضيرة استخبارات اللواء اشتبكنا معهم واوقع الكثير من الاصابات بينهم ولكنهم كانوا يتزايدون بكثافة رهيبة كانوا يتركون قتلاهم بدون اخلاء ويواصلون النقدم فعرفنا بنهم كانوا جنود صولةكان الموقف في الجبهة الامامية
هادئ وطلبوا منا الصمود حتى الصباح وطلبت تعزيزات من اللواء المدرع العاشر ..توالت امواج المهاجمين حتى اختلطوا بنا رغم خسائرهم المهولة .....كانت الحرائق تلتهم مدافعنا وعلى انوارها كنا نعالجهم .....كانت هناك رشاشة مقاومة الطائرات ثنائية من نوع ديمتروف تحت امرة
عبد مناحي من اهالى الحلة تحصد العدو وتؤمن اقصى جنوب شرقنا ركز عليها العدو حتى ازيل وفجر بقاذفات ال ار بي جي 7 فاستشهد
طلب منا تركيب الحراب تمهيدا لمعركة بالسلاح الابيض .....كان بعض الجنود تاركين لمواقعهم القتالية فانسحبت لارجاعهم ولو بالقوة كانوا من
المستجدين اجابوني بانهم يبحثون عن الرائد حسام لقتله انتقاما لحدث لم اعرفه ذلك الحين لقد عصوا علي بصراحة فتركتهم وعدت لموقعي
لاجد الايرانيين قد احتلوا مواقع قتالنا بالكامل فعدت مع البقية الباقية وانهزمنا وفي طريق عودتنا كنا نتحاشى فرق الاعدام وربايا الجيش الشعبي لئلا يرموننا خطا حتى وصلنا الى مواقع امينة لنلتقي طلائع اللواء العاشر الاتي لنجدتنا واخذت البقية الباقية من الناجين تتوافد علينا لنكون نقطة تجمع لننطلق بعدها للالتفاف جنوبا حول هور الحويزة الكبير لندخل منطقة الجفير الايرانية من قضاء الدير محافظة البصرة لننظم الى بعض الوحدات التي هرعت لمساعدتنا .......وخرجت قوات الدروع الايرانية من مكامنها لنشتبك معهم باكبر معركة دروع ثارنا بها من فقداننا لمدينة البسيتين .........لقد حطمنا قواتهم المدرعة واخرجناها من المعركة ولم ارى ايا منها حتى نهاية الحرب
وبقيت لمدة اكثر من شهر بدون ملابس داخلية وفقدت راتبي الذي كان تحت وسادتي فلقد تركنا كل تجهيزاتنا في ارض المعركة
كان الرائد حسام معرضا لمحكمة عسكرية لهروبه من ارض المعركة وتركنا نقاتل دون قيادة ولكنه نجا منها كما نجا من عملية اغتياله ولم اره
بعد ذلك فقد نقل الى وحدة اخرى في قاطع اخر واظنه استشهد بعد ذلك باشهر .....لقد كان للهزيمة الاولى طعمها المر
توالت هزائمنا في اكثر جبهات القتال وكان اكثرها الما وخزيا تسليم المحمرة بخسائر لاتعوض وباكثر من خمسين الف اسيروالبقية ماتوا غرقا في مياه شط العرب....... تراخت عزيمة القتال عندنا لضروف عديدة منها
تراخي وانحلال الرابط الاسري بين الجندي وواسرته وسافصل ذلك بموضوع مستقل
تراخي الروابط العسكرية الحميمة بين رفاق السلاح نتيجة التبديل المستمر للمستجدين بدل الشهداء
وبالتالي سريان حالة الهلع والجزع منهم الى الجنود القدامى في كل هجوم
انخفاض القدرة التكتيكية والمهارة العسكرية وروح المغامرة والمباغته والانقضاض وحرية المناورة التي امتازة بها قواتنا لتحل محلها حروب مشاة ومدفعية الغلبة العددية والاستماته وروح الاستشهاد هي الغالبة في هكذا اشتباكات لقد نجح العدو في تحويل سير القتال
تنامي قوات المشاة والمدفعية الايرانية تنامي مطرد وزيادة كفائتهم غي هذا المجال يوما بعد اخر

توالت الانباء عن تحشدات كثيفة للعدو امام قواتنا على جبهة نهر الكارون ووجود النيه لديه للعبورمن قبل الاستخبارات العسكرية.. استدعيت كامل فرقتنا المدرع الثالثة وعدة الوية اخرى متجحفلة معها
هذه المرة اعددنا للعدو مفاجئة ..انتشرت قوات المشاة باعداد قليلة على الساحل الغربي للنهر كقوات مراقبة واستطلاع فقط
فيما تموضعت كل قواتنا المدرعة والمشاة الى الخلف وتهيات ارض القتل وتم وضع خطط نارية خاصة وبكثافة مدفعية نارية هائلة لارض المعركة المرتقبة اضافة للصواريخ
لقد كانت الخطة الايرانية المسربة تقضي بمد جسرين هندسيين اثنين لتعبر فرقتين او ثلاث والانتشار واحتلال غرب النهر
قبل ليلة العملية مدت سبعة جسور وعلى عمق مائي قدره قدم واحد تحت الماء لم تكن قد رصد ت من قبل قوات الاستطلاع
تم عبور اكثر من ثمان فرق مشاة ونتشرت لنفاجيء قواتنا بقوة نار كبيرة وارتال خرقت خط النار باكثر من عشرين كيلو متر خلف قواتنا بهدف التطويق ......ساد ارعب وتخلخلت الصفوف واندفع الكل غربا تاركين ارض القتال وانسحبت فرقتنا الى الخط الدفاعي الثاني المقام على الطريق الرئيسي بين الاهواز والمحمرة كانت خسائرنا قليلة نوعا ما ولكننا سلمنا جبهة بعمق 33 كم في ليلة واحدة وانقلبت المفاجئة علينا
لقد كان جزع القيادة كبيرا واعدم قائد الفرقة البطل الكردي اتصور ان اسمه كان جواد سعد شيت
استمرت الانتصارات الايرانية وانسحبنا داخل حدودنا وفي ايام كهذه من عام 1982وبينما كنا نشاهد نهائي كاس ان لعالم بين ايطاليا والمانيا
في مقرنا الذي يبعد اكثر من عشرين كم عن خطنا الدفاعي وصل العدو الى مواضعنا بعد تحطيمه خطوطنا الدفاعية واشتبكنا معه وانكسرنا
وانسحبنا ولم يوقف العدو غير الاخدود الدفاعي الطويل والعميق الذي حفرشمال بحيرة الاسماك وكان امتداد لها ليكون الخط الدفاعي الطبيعي الاخير
وفي الصباح بدات عوائل القرى الحدودية العراقية بالنزوح غربا هربا من بطش قذائف المدفعية المتراشقة بين الطرفين ...احدى العوائل كانت
تحمل كل اثقالها على ظهر حمار واحد كان المنظر اكثر من مؤلم واحسست بالدمع ينساب من عيوننا ....ترى مالذي جنته هذه العائله المسحوقة
ترى اتركوا احدا من اطفالهم هناك ...كان بكاء الاطفال وعويل النسوة وبلا رجالهم سكاكين تقطع قلوبنا ـ ترى في اي قواطع القتال رجالهن وهل
يحسون بما يحصل لعوائلهم
انسحبنا الى غرب نهر شط العرب وانتشرنا شمال معمل الورق وعلى الطريق الواصل بين العمارة والبصرة بدانا بالرمي وكانت قذائفنا تعبر
طرق السيارات والبيوت المطلة على النهر والمدنيين يروحون ويجيئون حولنا ..كان الذل يحوطنا كوننا لم نحميهم فقد وصلت الحرب الى بيوتهم
وكان هذا دافعا قويا للانقضاض على العدو وبعد وصول التعزيزات صد العدو واضطر الى التقهقر الى داخل حدوده تقريبا بعد ان ترك الكثير من قتلاه..وهذا ما حصل في اغلب المعارك التي تلتها حتى احتلال الفاو
اعتمدت القيادة مبدا استخدمه الالمان خلال الحرب العالمية الثانية خلال تقهقرها وانسحابها من الاراضي السوفيتية بمسك الارض من قبل قوات
مشاة متخندقة وفي حالة حصول خرق ما تتولى قوات النخبة قتل المخترقين وتطويقهم وابادتهم وسد ولحام الثغرات فيما بعد
كانت خسائر العدو كبيرة ومهولة ولكنه كان دائم التعويض لرجاله لقد كان للتفوقه العددي تاثيره الكبير في معارك المشاة
كان اغلب جنوده مرتاحين يبدلون قواطعهم باستمرار وكانوا لايخشون منا ان نقوم بمفاجئتهم بهجوم اعتقد انهم اهملوا حتى تغطية دفاعاتهم
بحقول الالغام اعتقد ان لهم مراصد استطلاع عند خطهم الامامي والبقية الى الخلف ملرتاحين دون توقع اي هجوم منا والعكس صحيح تماما
بالنسبة لقواتنا المنهوكة القلقة دائما وابدا من هجوم ايراني محتمل وكانت اوامرحالات الانذار تصلنا تباعا واكثرها كان كاذبا او على سبيل الاحتياط اضافة الى هذا كان عدم تبديل القوات عامل منهك اخر لقد كنا نداوم 24 ساعة في اليوم وعلى مدار السنة كنا بلا استراحة عدا الاجازة

حتى الاجازات بدات تقلق الجنود...كان لطول فترة الحرب وغياب الرجال عن عوائلهم لفنرات تطول الى اكثر من شهرين احيانا عند اشتعال المعارك وقطع الاجازات....كانت الاجازات تقطع لاتفه سبب ..وكنا نرى تبديل الجنود الايرانيين حتى اثناء المعارك وكنا نرى جنودا منهم
بحفائب مدنية ضمن القتلى الاكيد ان اجازاتهم كانت مستمرة حتى في اغلب اوفات المعارك حرجا

بدات حكايات غريبة تتسلل الينا عبر المجازين بعد عودتهم عن خيانات زوجية......
عن عقوق للابناء تجاه ابائهم والاخوة الصغار لاخوتهم العسكريين
كان هناك ملل واضح من تكرار الام المعانات للعسكريين
كانت الهزائم العسكرية مثار خجل امام اهالينا
بدا الاعتزاز والفخر العسكري يضمحل
كانت بغداد لاهية اوائل الحرب بفعل انتعاش الحالة المادية تبعها تقشف شديد اظنه لانقطاع المساعدات العربية وحلول قروض وديون محلها
كان البعض من المجازين يروي حكايات مخجلة لبعض من ارامل الشهداء والمفقودين لخيانات جنسية وعلاقات مشبوهه مع الاجانب وخصوصا المصريين ومع المعاقين من العسكريين العائدين
كانت بعض زوجات المقاتلين لايتحملن فراق ازواجهن للفراش
كانت هذه الحكايات المؤلمة تنساب الينا كسم الافاعي لتبني حاجزا كبيرا بين المقاتل ومجتمعه

كانت هنالك في المقابل حكايت مخجلة اخذت بالظهور بين رفاق السلاح
كان الحرمان الجنسي على اشده لشباب اصحاء في اوج الشباب وبصراحة مؤلمة اقول اننا كنا نستنمي
كان هنالك شذوذ جنسي بسيط وحالات نادرة تستهجن وتقرف
بدا المجتمع العسكري والروح الرفاقية تنحل بين البعض
كانت الاخوة العسكرية السابقة اكثر من اية علاقة انسانية رايتها في حياتي هذه ايضا بدات بالتفسخ
كان لاستشهاد الرفاق القدامى ولدمائهم الملطخة على بدلاتنا حين اخلائهم تذكارا فائق التقدير
الان ولقلة المياه وعدم استحمامنا لايام ولعدم وجود ملابس بديلة للتقشف الحاد وانقضاض الذباب اكل اللحوم البشرية على هذه الدماء
الكثير منا طهق حياته وكان البعض يطلق النار على اطرافه ليذهب ويداوم في القطعات الخلفية ولم تنطلي بعد على اللجان الطبية ويعاد الى وحدته
والبعض كان ينتهز فرصة الاشتباكات ليستسلم ويعيش حياة الاسر المذلة
وهناك حكايات اخرى لاتحكى
لفد عزل المقاتل عن مجتمعه
كان الجنود المحبطون ينتظرون باصات وحافلات نقل اركاب الى محافظات جبهات القتال طويلة ولساعات الليل كلها في كراج النهضة
وكانوا يتكسعون هنا وهناك عند عدم توفر الباصات وكانوا يعتدون بالضرب على اي اجنبي وبالاخص الاخوة المصريين انتقاما لقصص الخيانات
الزوجية التي بدات تزداد وبدانا نسمع قصصا اخرى عن قتلهم لهؤلاء المساكين الغرباء والذين كانوا يبحثون عن لقمة عيش كريمة لعوائلهم
متحملين الغربة كانت حفلات الضرب تقام اكثر الليالى في هذا الكراج

الا الجنود اللذين كانوا اكبر من كل هذا وعوائلهم الكريمة العفيفه اللذين كانوا اكبر من تستغفلهم دعايات الحرب والحزب
واكبر من ان ينساقوا الى الرذيلة
واكبرمن ان يخلعوا حبهم لوطنهم ولشرفهم المدني والعسكري
لقد كانت عراقيتهم اكبر من كل من كل الصعاب والالام
هل تصدقون كنا اقرب الناس الى الموت ......ولكن اكثرنا كانوا ملحدين

كان فقدان احد هؤلاء..... يقتلنا

كان استشهادهم ......يقتلنا

ايها الاخوة والاخوات ....لقد كنا نقتل كل يوم....... واحياناعشرات المرات كل يوم
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-09-2010, 09:27 AM بواسطة وليد غالب.)
07-09-2010, 09:24 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
RE: مذكرات آسرة لجندي عراقي عن حرب الخليج الأولى - بواسطة وليد غالب - 07-09-2010, 09:24 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  لماذا سنة الخليج يختلفون عن سنة العرب ؟ SH4EVER 56 12,522 08-28-2011, 03:09 AM
آخر رد: على نور الله
  تعامل دول الخليج مع الاحتجاجات الشعبية العربي الحر 0 888 05-14-2011, 01:42 PM
آخر رد: العربي الحر
  المطلوب استبعاد الخليج العربي من أي مشروع حي للأمة محمد جربوعة 4 1,757 08-07-2010, 01:14 AM
آخر رد: عبدالله نافع
  صورة عن واقع السياسة الخارجية في دول الخليج ......... ما رأيكم ؟ عبادة الشايب 2 1,985 06-23-2010, 01:24 AM
آخر رد: SH4EVER
  ماذا يعني ان تكون عراقي؟ Enki 5 2,313 07-02-2009, 04:52 PM
آخر رد: Hameeduddin

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS