ليس لدي اي شك في صحة تحليل نصر ابو زيد من ان النظر الى القرآن كنص جرى في مسيار ترسخ الانفصال الوظيفي بين النخبة الدينية ومهمات السلطة السياسية ومصالح النخب الاجتماعية، الامر الذي جعل الفلاسفة والفقهاء والروحانيين كل منهم يتناول الجزء الذي يخصه. بذلك يكونوا قد خربوا امكانية النظر اليه على انه وحدة متكاملة. غير ان المثير ان ابو زيد وكأنه يشير الى ان علي بن ابي طالب وحده من تمكن من الانتباه الى بنية القرأن الخطابية او الوحيد الذي فهم ابتعاد جوهر القرآن عن ان يكون كتاب نص مقدس تؤخذ من التعليمات الجاهزة.

والمتلقي والقارئ هما اللذان يقرران فيما اذا كان القرآن نصد تاريخي مقدس او انه مجرد خطاب ابداعي. وكلا الامرين يقدمان حلولا لمعضلات معينة ويقدمان معضلات لحلول قائمة، وهو الامر الذي يفسر قوة المعارضة في المؤسسة الدينية ومؤسسة السلطة لنظرة نصر ابو زيد.

غير ان الاعتراف به خطابا وحده الذي يمكن ان يحل مشكلة النهضة في العالم الاسلامي، الا ان ذلك مستبعد ان يحدث في المستقبل المنظور وقبل ان تستفحل ازمة العالم الاسلامي النهضوية والحضارية الى حدودها القصوى. ان تحرير عقل الفرد لايشكل اولوية من اولويات الانظمة المستبدة طالما ان هناك بدائل اسرع وارخص واقدر على ارضاء العامة