الزميل: إبراهيم

بعض الناس يحبون الحياة ورؤوسهم مدفونة في الرمال. حتى أن تشبيههم بالنعام أصبح غير ممكن لأن النعام يفعل ذلك وقت الخطر ثم يعيد رفعها مرة أخرى بعد زواله لممارسة حياته الطبيعية. ولكن هؤلاء حفروا لرؤوسهم بيوتا تحت التراب وظنوا بأن السلام يكمن هناك والخطر يكمن في الأعلى وقرروا الإقامة الدائمة تحت التراب. وهم لا يعترفون إلا بقوة المال أو قوة الطبيعة، بمعنى أنهم لا يتطورون إلا عندما تفرض عليهم القوى الطبيعية أو الخارجية ذلك فرضا. مثلا لن يعترفوا بضرورة ترخيص الدعارة إلا عندما يتحول المجتمع إلى 70% أو أكثر من ممارسيها وطالبيها بالمال.
وعندها سترى نفس هؤلاء يطالبون بترخيصها من أجل حقوق المرأة التي تمارس الدعارة وعدم تعرضها لظروف سيئة أو لاستغلال مافيا التجار الخفية المنتشرة في البلد.
وحتى هنا فإن أسبابهم سوف تكون مجرد تقية فقط ولكن الحقيقة هي أنهم يسعون خلف الربح الإقتصادي الذي تجلبه تلك التجارة ويريدون نصيبهم من لحم المرأة التي كانوا يدعون أنهم يدافعون عنها بالأمس عندما صرخوا ضد ترخيص الدعارة.
الدعارة بالمعنى الواسع تتمثل في هؤلاء وفي طريقة تعاملهم مع مجتمعاتهم وليس في البنت التي تجني المال في مقابل الجنس.
فلا تتعب نفسك كثيرا في مثل هذه الحوارات.. لأن الفاصل سوف يكون حكم الأمر الواقع
ولهذا ترى الدول الغربية مطمئنة وحاطة في بطونها بطيخة صيفي وهي تتفرج على هذه الدول التي تدعي التدين والأخلاق وعلى مفكريها الزحفطونيين.. وهي تضحك عليهم لأنها ترصد جيدا فعل الواقع والزمن وعوامل الطبيعة في مجتمعاتها مع مرور الوقت ، ولكن النصيحة القائمة على الخبرة لا تجدي مع الفكر المراهق ولا بد من تذوق سياط الواقع والحقيقة حتى ينضج ويعترف بأن من سبقوهم كانوا على حق.

وشكرا