{myadvertisements[zone_1]}
أيعقل أن هذا المقال لإبراهيم عرفات..؟
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #32
أيعقل أن هذا المقال لإبراهيم عرفات..؟
عرفتك يا إبراهيم،

نظرا لأني كنت أقرأ مجلة الناقد منذ أكثر من خمسة أعوام، فلا بد لي أن أقول أنني عرفتك يا إبراهيم قبل أن نلتقي في النادي.
من أجل هذا كنت كل ما رأيت اسمك يتردد في النادي اتساءل اين رأيت هذا الشخص، بل ولا بد أنني قرأت شيئا آخر باسمك في مكان ما غير الناقد والنادي! الإسمعيليون يعودون إلى الرب أو شيء من هذا القبيل.

ما علينا، تفرخ الموضوع واصبخت شجرة عائلته مثمرة ومطعمة، وأرى فيه ثلاثة شعب!
الاشعبة الأولى أن الموضوع شيئا قشيئا بدأ يأخذ طابع محاكمة الزميل ابراهيم عرفات، وهذا اسمحوا لي جميعا أنا أرفضه.
أرفض أن نحاكم الزميل ابراهيم عرفات على جنبات هذا الشريط لأننا لسنا مخولين بالمحاكمة، من هو الذي عيننا قضاة على الناس!
أرفض أيضا لأننا لسنا من يدين الرجل، ربه يحاسبه ويرحمه إن شاء أو يعذبه، فما شاننا نحن بين إبراهيم وربه!
وأرفض أيضا لأن إبراهيم لم يتقول على سيدنا وحبيبنا وعظيمنا محمدا بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، فالحبيب قد قال فعلا لماعز "أنكتها"، وقال لمن تفاخر بآبائه في الجاهلية "ليوشكن أقوام أن ينتهوا عن تفاخرهم بآبائهم في الجاهلية، أو ليكونن أهون على الله من الجعلِ يدهده الخرء بأنفه" والخرء لمن لا يعرفه هو القليل من الخرى، والذي إذا كثر كان خراء(أضيفت الهمزة للإشباع) وهي كلمات عربية فصيحة وصحيحة توجد في كل المعاجم.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضا: " من تهزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه على هني أبيه ولا تكنوا" والهنو لمن لا بعرفه هو من الأسماء الخمسة، وتعني الأير، أو الأير يعنيه. وأمر الرسول باستعمال اللفظ الصريح ناهيا عن الكناية الغير مفهمة. وسيأتي شرح هذا الخديث بالذات في باب الثقافة الإسلامية والتحديات المعاصرة. والهنو هو اصرح ما قالته العرب في ذكر الشيء، ما الزبر إلا كناية عنه، ثم نسينا الأصل واتخذنا الكناية أصلا.

الشعبة الثانية،و وهي التي شاء ابراهيم أن يصرفها إلينا، أو يصرفنا إليها لعلنا نلتهي عنه، وهي فكرة قد حاورني فيه ذات مساء. وتتلخص في عدم استخدام الألقاب المرافقة للشخص المتعلق بدين ما حين البحث فيه أكاديميا. وهنا إذ أغتنم الفرصة لتذكير صديقنا العزيز أنه ليس في حاجة أن يصرف أحد عنه بهذه الفكرة، وليقم إن شاء بفتح شريط آخر يوضح ما يراه لنا، أو يحيي ذات الشريط القديم. إلا أن هذا الموضوع لا بد أن يتجه وجهته الصحيحة. وليس وجهته الصحيحة هي باتخاذ زميلنا غرضا نرميه بما تيسر، ولا بفعل زميلنا بلفتنا النظر عما ينبغي أن نلتفت إليه وقاية لنفسه من الأذى.

الشعبة الثالثة، والتي ينبغي أن يدور عصب الموضوع حولها وتدور هي حوله، بعيدا عن تصور الصدمة من عرفات، أو القيل والقال حوله. الشعبة الثالثة وهي استعمال الألفاظ التي ترفع عنها الطهوريون في الحياة العامة، وهي أسماء المناسل: كالزب والأير والكس، وأسماء الفعل الجنسي: كالنيك، وأسماء مخرجات الإنسان: كالشخاخ والخرى والبول، وغيره مما تعود الناس على تحاشي ذكره، والتكنية عنه، ثم التكنية على التكنية إذا شاعت، وهكذا حتى لا نظن الأصل كناية والمناية أصلا.

معلوم أن اللغة هي مصطلحات يعبر كل قوم بها عن أفكارهم ومعاني أفكارهم. ومن الأفكار التي ترد لزوما في ذهن أي قوم هي أسماء الأعضاء جميعها، واسماء ما يخرج من الإنسان جميعه، وأسماء أفعال الإنسان الجنسية. قد وضع كل قوم ألفاظا لهذه الأمور دون حرج أو تعييب، ولم يتركوها دون اسم تطهرا من ذكرها.

وكان العرب كغيرهم من الناس، يضعون الأسماء والأفعال في لغتهم دون حرج أو تذمم من شيء، ودون أن يلقوا بالا أن هذا اللفظ بعينه قليل أدب ويجب أن يرتدي ثوب الكناية لسبب أو لأخر.

إلا أن العرب قد وضعت لكلامها كله ضوابط، ومن ضوابطه البلاغة، ومنها أن يذكر الكلام المناسب في الوقت المناسب والمكان المناسب. فكما استقبحت العرب الضراط والفساء في المجالس، واستحسنته في الخلاء، فكذلك استحسنت أن تقول كلاما في حين واستقبحته في حين غيره. فكان مما استحسنته العرب الجد في موضعه والهزل في موضعه. وأن يترك الرجل التصريح إن اكتفى بالاشارة لأي شيء. وكان مما استقبحته العرب عرفا أو شرعا، أن يتحدث الرجل بما يكون بينه وأهله بين الناس، أو أن تغنج المرأة لغير زوجها، أو أن يتخنث الرجل في حديثه، أو أن يذكر ألفاظ الجلالة الإلهية في الخلاء.

وكان مما استحسنته العرب أن كلمة بت خير من عشرة عد، وخير الكلام ما قل ودل. واستحسنت العرب الكلمة الواضحة الصريحة في معرضها التي يكتفى عنها بتقاويل في الكناية قد لا تفهم المراد.

وكان مرجع العرب في ذوقهم قبل الإسلام إلى ما استقر من أعرافهم ونشؤوا عليها، ثم أتى الإسلام فأقر ما أراد من أعراف، ورفع ما شاء، ثم استقرت الناس على ما تركها الحبيب المصطفى عليه دون حرج.

ثم كان أن نبتت نابتة قد تأثرت بما يسمى بالنزعة الطهورية، وهي تتذمم مما لا يتذمم منه، وتأبى على الناس أن يكونوا ناسا بل تطلب منهم أن يتخلقوا بأخلاق الملائكة. وقد هوي الناس قديما وحديثا التنطع والتشدد أو التراخي والتساهل. فكان هذا التشديد على الناس في أخلاقها مما يلقى هوى لدى البعض ممن سار على هواه. ثم ترتب الموضوع على هيئة أتيكيت معينة، تنافق في حديثها، وتأبى التصريح بما ينبغي التصريح به. ومما زاد الأمر ضغثا على إبالة، تأثر الناس بالشعوب الوافدة من ترك وشركس وغيرهم ممن حكم منذ عصر المماليك، اولئك الذين رأى من "فكر" في عهدهم أن هذه الألفاظ وباء يجب قطعه، وأن الكناية خير من الصراحة في هذا المجال. ثم بلغ السيل زباه بأن دخل أتيكيت الفرنجة بلادنا، فأعطى الأمر مسحة حضارية وما هو من الحضارة بشيء.

فصرنا ونحن في المدرسة، نتحرج من في دراسة الانجليزية حين حديثنا عن القبلة Kiss لتشابهها مع كلمة كس، ولا نلفظ Zip لتشابهها مع زب، واذكر في بدايات عهد برامج الضغط ايام الـDOS العتيد أننا كنا نلفظها زد آي بي، تطهرا وتذمما، وتحرجنا من لفظ air لتشابهها مع إير. بل مما أثار الشجون أننا وجدنا القرآن قد كتب كلمة (زبر) وهي تعني الكتاب، وأذكر الضحك المكتوم المحبوس في الصدور المعقدة بالتربية الطهورية. وصرنا لا نحب أن نقرا في النصوص في حصة العربي لوجود كلمة عرصة والتي تعني ساحة، أو زبى والتي تعني شرك اصطياد الأسود، أو هزبر التي تعني أسد.

كفانا تطهرا مما لا يتطهر منه، فالله حين خلق الإنسان، خلق فيه كل ما ذكرنا، ونحن كلنا عندنا هذه الأمور ونفوم بهذه الأفعال.

فلنلفظها حين يكون موضها في الجملة لا يقوم بها غيرها، بعيدا عن التذمم والتنطع الغير مبني إلا على الهوى.

"إذا رايت هوى متبعا، وشحا مطاعا، وإعجاب كل ذي راي برايه، فعليك بأهلك وخاصة نفسك"

اللهم إن نريد إلا رضاك، وإن نطمع إلا في مغفرتك، فتقبل منا ما قدرنا عليه، وتجاوز عنا، واجزنا بما أنت أهل له، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة.
03-17-2005, 01:58 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أيعقل أن هذا المقال لإبراهيم عرفات..؟ - بواسطة خالد - 03-17-2005, 01:58 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  تنزيه الله أم عزلته؟ لـ إبراهيم عرفات، نقلاً عن الحوار المتمدن إبراهيم 12 5,396 02-12-2011, 08:41 PM
آخر رد: yasser_x
  عرفات اسحق 5 1,385 01-02-2007, 11:30 PM
آخر رد: اسحق
  إلى إبراهيم عرفات و أمثاله مصرى 78 11,038 04-28-2005, 08:14 PM
آخر رد: abdul_haqq
  سؤال للزميل ابراهيم عرفات معتزل 55 7,687 04-19-2005, 09:11 PM
آخر رد: neutral

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS