أخي العزيز محمد السوري،

تحية قلبية للفتة النظر هذه والتي تعبر عن أسى يعتمر في قلبي لما آلت إليه الأمور مؤخرا وإلى الطريقة التي باتت تتم فيها الحوارات والتي عبر عنها أخي زرادشت تعبيرا صادقا جميلا.

أعتقد أن الهدف الحقيقي من ساحة الحوار، وهو أمر لم أكن متأكدا منه حتى هذه اللحظة، يجب أن يكون:

كيف يمكن للإنسان أن يحيا بكرامة في مجتمعنا.

من هذا المنطلق، يمكننا جميعا، مسلمين ومسيحيين وملحدين، أن نقدّم وجهات نظرنا وإيماننا لنشكّل ونبني القاعدة التي تساعدنا على تحقيق كرامة الإنسان، بحيث تكون قاعدة واسعة عريضة تشمل وتتسع لكل إنسان مهما كانت انتماءاته الدينية أو الفكرية.

فأنا مؤمن بكل صدق أن الدين لا هدف له سوى الإنسان، أي كيف يمكن للإنسان أن يعيش حياته على الأرض بكرامة وحرية وسعادة مع الغير. ليس الهدف من الدين الله، لأن الله في مفهوم الأديان جميعا بلا استثناء هو الكامل الذي لا يحتاج شيئا.

بعض المسيحيين قد يفهم المسيح والمسيحية بأنه الطريق الوحيد لكي يتمكن الإنسان من العيش بسعادة في الآخرة.

أنا شخصيا أجد أن المسيح قدم لنا أفضل الطرق لكي يعيش الإنسان سعيدا هنا في هذه الأرض، ومنها ينطلق إلى السعادة الأبدية.