اقتباس:ما أريده يا عزيزي ليس الطعن في محمد بن عبد الله لأن هذا لا يهم و لكن ما أريده أكبر من ذلك وأهم من ذلك بكثير.. ألا و هو ماوصلت إليه عبر السنين الأخيرة: آلية القراءة النقدية للنصوص عموما في ضوء سياقها التاريخية و قياسها على مرجعية الإنسان والذي يتم تدوين النصوص و قيام الأديان لأجله. عموما، محمد بن عبد الله، له انجازاته العظيمة كقائد سياسي محنك له ما له و عليه ما عليه و هو نفسه لم يدع الكمال. لكن الدراسة الموضوعية شائقة مثلا عندما نسأل أنفسنا أسئلة من قبيل: كيف جاءت التوراة إلينا؟ و كيف نعرف من كتبها بشكل موثق؟ و ما مدى الدقة؟ إلخ إلخ. هذه هي آلية القراءة العلمية أو المنهجية حتى ما نكون دقيقين. بصرف النظر عما نصل إليه يكفي رضا الإنسان عن نفسه و هو يكتشف رويدا رويدا ما كان يظنه حقيقة و يتضح له الأمر بشكل جلي يفوق سناؤه ما سلف.

تحياتي لإبراهيم عرفات، الشخص الذي أحترمه رغم الإختلاف....:saint:

بالنسبة لكلامك أعلاه فهو صحيح مئة بالمئة، و لكني لم أفهم تماما معنى ربط قراءة نصوص كالتوراة و القرآن بالسياق التاريخي؟؟؟... و لكن حسب فهمي لذلك الجزء فنحن جميعا نعلم التباين في الروايات للأحداث التاريخية على مختلف الأصعدة و في المجالات كافة...و مع اختلاف الروايات و تناقض بعضها تركت لنا حرية الإختيار للرواية التي تقنعنا أكثر من غيرها (سواء على صعيد الأديان أو غيرها)، و لا يحق لأي إنسان أن ينعت إحدى الروايات بالكذب لمجرد اعتقاده بذلك... (أرجو أن توضح معنى السياق التاريخي كما سلف)

و أنا كمسلم مؤمن بصدق قرآني و نبوة محمد بن عبد الله -صلى الله عليه و سلم- أعتقد كغيري من المسلمين بوجود الأخطاء و التحريف فيما نزل من قبل، و لكن لا يصح لي و لا لغيري محاولة نقد تلك الكتب بأي شكل من الأشكال ... و إن كان يظن الناقد بأن تكذيب التوراة أو الإنجيل سيساعده على اجتذاب مسلمين جدد فهو خاطيء لأنه لم يأخذ بعين الإعتبار أن غيرنا من الديانات لديها نفس المعتقد ببطلان قرآننا و خروجه عن الحق، مما قد يؤدي به إلى زرع الحقد و الكراهية في نفوس من يدعوهم إلى الإسلام....

و بالنسبة للنتائج النابعة عن البحث و التمحيص فإنه لشيء جميل بل و رائع أن تكون مؤمنا إيمانا كاملا بعدالة مذهبك و موضوعيته، لا لأن فلانا أخبرك كذا و كذا و لكن لأنك تأكدت بنفسك من هكذا نتيجة....

و أنا و الحمد لله لا أسعى لتكفير أي مذهب أو رواية، بل يكفيني الدعوة لمذهبي بالأسوة الحسنة و الكلمة الطيبة و البرهان المقنع، و متابعة آرائكم و مناقشاتكم حتى أستزيد من اليقين يقينا....

و السلام ختام

تحياتي الوردية للجميع (f)