{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مسرحية : وهابي وصاروخ صيني د. أنور عبد الله
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #3
مسرحية : وهابي وصاروخ صيني د. أنور عبد الله

المطوع : سامحك الله، أنا مجنون كامل، حث المسلمين على الجهاد، في سبيل الله، أصبح في هذا الزمن الرديء جنوناً.

العريف : (بهدوء) حث المسلمين على الجهاد المقدس شيء ، وما تطلبه مني شيء آخر. رجال الدين الكبار، وخطباء الجمعة يحثون المسلمين، على الجهاد الأكبر والأصغر، ولكن لم نسمع أن طلب أحدهم مثل طلبك الغريب "إطلاق صاروخ على المدن الإيرانية" أتدري ما سيحدث لو لبينا رغبتك يا مطوع ؟

المطوع : ( يهز رأسه ويحرك يديه) خير، إن شاء الله ، ماذا سيحدث؟

العريف : ستقوم حرب صريحة ومكشوفة، مع إيران.

المطوع : والله نحن لها يا عريف. نحن مشتاقون للجهاد في سبيل نصرة الإسلام، نحن مشتاقون لنهج السلف الصالح ( المطوع يضرب برجليه على الأرض، ويهز يده في السماء، بطريقة الهوسة النجدية ويردد شعار الإخوان الوهابيين) "هبت هبوب الجنة وينك يا باغيها" ، "هبت هبوب الجنة وينك يا باغيها".

(يتحمس الجندي جعيثن والجندي الزهراني، يرددان مع المطوع الشعار الوهابي الشهير " عدة مرات" المطوع يقف ويأخذ نفسا، ثم يواصل صرخات الحرب المقدسة)

(صبي التوحيد، أنا أخو من طاع الله. يردد الجنود صبي التوحيد، أنا أخو من طاع الله، يتحمس العريف ويدخل معهم في الهوسة، ينظر العريف إلى المطوع وهو يبتسم)

المطوع : من قال هذا يا عريف ؟

العريف : قاله عبد المحسن الفرم "رئيس قبيلة حرب".

جعيثن : لهذا أخذك الحماس والحمية يا عريف؟

المطوع : إذاً يا صبي التوحيد، لبي رغبتنا الآن.

العريف : ( يحس بالخطأ) الهدوء، الهدوء يا جماعة، اذهب يا زهراني وانظر هل هناك أحد قادم إلينا (يتقدم زهراني نحو الباب ، يلقي نظرة ثم يعود ، وهو يهز رأسه علامة النفي)

(مواصلاً) اسمع يا مطوع، هات لي ورقة من أحد العلماء ، أو من رئيس هيئة الأمر بالمعروف، وسوف أطلق هذا الصاروخ كما تحب وتشتهي.

المطوع : أنا لم أطلب منك الدخول في حرب مكشوفة مع إيران، أو العراق، بل طلبت منك ، أن نجرب هذا السلاح المبارك على بعض المدن الإيرانية، وسوف يتوهم الخميني وأركانه بأنه صاروخ عراقي، أليست الحرب مشتعلة فيما بينهم؟

العريف : ( مندهشاً) ولكن هذا عمل جبان، يتنافى وأخلاق الصحراء وتعاليم ديننا الحنيف.

المطوع : (صارخاً) أنا جبان يا حريبي؟ وصل بك الأمر إلى هذا الحد؟

العريف : لم أقل أنك جبان، حاشى الله، أعني إطلاق الصاروخ على الإيرانيين، وإيهامهم بأنه صاروخ عراقي، عمل غير شريف ويتنافى مع الدين والأخلاق والقيم البدوية (لحظات صمت).



المطوع : ما رأيك أن نجرب صاروخ النبي، هذا على إسرائيل ؟

العريف : ساعة البركة، والله حين يهبط الصاروخ "المبارك" على رؤوس الصهاينة في "فلسطين" المحتلة.

المطوع : إذاً، ماذا تنتظر يا عريف؟ هيا اضرب واحد على الأقل للتجربه.

العريف : (منتبهاً) ماذا أنتظر؟ طبعاً أنتظر أوامر من قيادتنا العليا. إسرائيل عندها "الرادرات" القوية. وإذا أطلقنا هذا الصاروخ "المبارك" سرعان ما تعرف إسرائيل مصدره ومن أين جاء.

المطوع : (بكل برود) خير إن شاء الله، وإذا عرفوا ماذا سيحدث؟ نقول لهم انطلق الصاروخ خطأ، أو انطلق من تلقاء نفسه "القدر قادر" مثلما أسرى الله بعبده ليلاً إلى المسجد الأقصى، أسري بهذا الصاروخ النبوي لتأديب قوى الشرك والطغيان.

جعيثن : سوف يعاقب العريف أشد العقاب على فعلته.

المطوع : ثم ماذا ؟ سجن، أسبوع، شهر، لا شيء أمام "انطلاق" صاروخ النبوة.

جعيثن : ربما فصل أو طرد من الجيش.

المطوع : إذا طردوك من الجيش، سأفتح لك "بقالية" يا عريف، فالأعمال متوفرة في هذا البلد والحمد لله.

(العريف صامتاً لحظات)

العريف : (يهز رأسه ويتطلع نحو الأفق) إنكم تهذرون فعلاً، إذا أطلقنا صاروخ على إسرائيل، يعني دخلنا الحرب معها ومع أمريكا. والأمريكان موجودون في الجيش كمستشارين عسكريين، سيعطلون كل شيء في لحظة واحدة. فالمفاتيح الأساسية بيدهم. وسيعطوننا درساً قاسياً ، لا تنس هذا يا مطوع الخير.

المطوع : كل ما أفتح نافذة أو مخرج تواجهني يا عريف بسلسلة من العراقيل.

العريف : أراك يا مطوع، تغض النظر عن الخبراء الأمريكان في قواعدنا العسكرية.

المطوع : صحيح الأمريكان موجودون في الجيش، أما في الحرس الوطني فلاوجود لهم، وقاعدتنا والحمد لله، ليس فيها أحد من الجانب ولهذا يمكننا أن نجرب الصاروخ بعيداً عن الأعين.

(لحظات صمت)

(مواصلاً) على أية حال ، إذا كان ضرب إسرائيل يثير حفيظة الأمريكان فإن ضرب إيران _ مثلاً _ لا يثير حفيظتهم.

العريف : المسؤولية، المسؤولية كبيرة وخطر جداً يا مطوع، المشكلة أنك تختار أهدافاً مستحيلة، لو ضربنا إيران، وعرفت فيما بعد، هل تعتقد بأن جيشنا قادر على الصمود أسبوعاً واحداً أمام الجيش الإيراني؟

المطوع : (بحدة) يصمد وينتصر بإذن الله.





العريف : اترك غرورك والكبرياء يا مطوع، أنا عسكري وأعرف منك والله ما صمدنا أمام "العتيبي" في مكة، وطلبنا النجدة من قوات أجنبية، تريد منا هذه المرة أن نصمد أمام جيش الخميني، اسكت واتركها مستورة يا مطوع .

المطوع : كلامك صحيح قبل وصول "الصاروخ النبوي" أما الآن فقد اختلفت الأمور بعد وصول "الصاروخ الرباني" المبارك (لحظات صمت، يتحرك المطوع نحو الجمهور وهو يعبث بلحيته. يقف فجأة ويتطلع بالعريف مواصلاً ) وصول الأمانة التاريخية (يؤشر على الصاروخ ) تحثنا على البدء بعمل ما (لحظات صمت) لماذا يصمد الجيش العراقي أمام إيران ونحن لا نصمد؟

العريف : وهل وصل بك الغرور يا مطوع ، بأن تساوي قدرات الحرس الوطني مع الجيش العراقي أو المصري أو السوري، فهذه البلدان منذ زمن وهي تبني جيوشها، أما نحن فقواتنا متواضعة جداً ، لازال ينقصها الكثير، الكثير من العدة والعدد والخبرات القتالية.

(المطوع مطرقاً رأسه، يتمشى ذهاباً وإياباً، وهو ماسكاً بلحيته السوداء، تبدو على محياه علامات القلق والانشغال بتفكير ما ، لحظات )

المطوع : (صارخاً) وجدتها، وجدتها، يا عريف الخير.

العريف : (باندهاش) ماذا وجدت يا مطوع؟

(المطوع يضرب يده على كتف العريف، يمشيان باتجاه الجمهور يقفان على حافة المسرح.

المطوع : ما رأيك أن نجرب صاروخاً واحداً على أهل القطيف؟

(العريف يفتح عينيه باندهاش ويتراجع إلى الوراء)

(مواصلاً) نعم نضرب أهل القطيف، فهم روافض وبقايا قرامطة ويتعاطفون مع الخميني.

العريف : ماذا دهاك يا مطوع ، لماذا هذا الإصرار والعناد؟ كيف يسمح لك ضميرك بضرب أهل القطيف، فهل يعقل أن يضرب عسكري إحدى مدن بلده، على سبيل التجربة؟

المطوع : (مقاطعاً) على رسلك يا عريف، فلست أفضل من أبي بكر خليفة رسول الله.

العريف : (باندهاش) ما دخل الخليفة أبو بكر بأهل القطيف (يضحك الجنود).

المطوع : (بحدة ) ألم يضرب الخليفة أبو بكر ، جماعة مسيلمة الكذاب هنا في نجد ( يضرب بعصاه الأرض) لكي يثبت جذور الإسلام ويقضي على المرتدين .

العريف : (يتطلع نحو الجمهور وهو يهز يده اليمني) مسيلمة فين، وأهل القطيف فين، ليس هناك وجه شبه بين رجل ادعي النبوة وامتنع هو وجماعته عن دفع الزكاة ، وبين مواطنين مسالمين مسلمين آمنين في بيوتهم في القطيف .





المطوع : (مقاطعاً) هل تعتبر أهل القطيف مواطنين مسلمين؟!

العريف : طبعاً يا مطوع، ماذا أصاب عقلك؟ وهل وصل فيك التعصب الديني لهذه الدرجة؟

المطوع : (بصوت هادئ وهو يتطلع إلى الجنود) هذه سوء تربية "ضابطك الشاب" الذي يؤكد على حقوق المواطنة، فهل ضابطك يفهم أكثر من علماءنا الأجلاء ، فهم ينظرون لأهل القطيف بأنهم "فرقة مارقة" وأنا أتبع وأهتدي بأقوال علمائنا.

العريف : ألا تؤمن يا مطوع جريبيع بحقوق المواطنة؟

المطوع : طبعاً لا أؤمن. أنا مسلم ، أؤمن فقط بحقوق المسلم كما أقرها الشرع، أما المواطنة فهي كلمة غربية، تغلب الطابع الدنيوي على الديني ، وتكريس هيمنة الفكر الغربي الوضعي _ كفانا الله شره _ على كتاب الله سنة رسوله، نحن مسلمون يا عريف، كلنا سواسية أمام الشرع وأمام الله عز وجل.

العريف : (مبتسماً) حسناً، أهل القطيف مسلمون ومتساوون أمام الشرع وهم أبناء بلدك، فلماذاهذه التفرقة الطائفية؟

المطوع : احتفظ بقناعاتك يا عريف،أما قناعاتي وقناعة مشايخي، فهي تختلف _ والحمد لله _ عن رأيك الأعوج هذا . وعلى كل حال ، لننهي النقاش بحل وسط.

العريف : ما هو الحل الوسط هذا ؟

المطوع : إذ ترفض ضرب أهل القطيف، فما رأيك أن نجرب هذا الصاروخ على أهل البحرين؟ فهم بقايا قرامطة وروافض وهم ليسوا من بلدك يا عريف .

العريف : (يتأفف) لا حول ولا قوة إلا بالله يا مطوع، لماذا تبحث عن الشر؟

المطوع ك (بانفعال) أنا أبحث عن الشر؟! هدفي الأساسي ، قطع دابر الشر. والدليل على ذلك إلحاحي باستخدام "الصاروخ المبارك" في ضرب أهل البحرين، هو قطع الشر والفساد من جذوره.

العريف : ما هو الشر القادم من البحرين يا مطوع؟

المطوع : ألم تعرف بعد بأن البحرين أصبحت مركز شر علينا ؟ ألم تسمع بعد بوجود السينما وبيوت الدعارة وتعاطي الخمور والناس في تلك الجزيرة متساهلون في دينهم، فانتشر الفساد ورفع الروافض والشيوعيون والقرامطة رؤوسهم من جديد؟ كل ليلة جمعة، بدل أن يذهب شبابنا إلى المساجد لقراءة القرآن، نراهم يذهبون آلاف مؤلفة إلى البحرين لتعاطي المحرمات، إنها والله يا عريف " شوكة بخاصرتي"، لنضربهم صاروخ واحد فقط للتأديب ولك ثواب الله في الدنيا والآخرة.

العريف : (يهز رأسه ساخراً) ثواب ! (لحظات صمت، ثم يواصل بصوت عال) الثواب يا مطوع ، يأتي بالأعمال الصالحة: صدقة الفقراء ، مساعدة المحتاجين، نصرة المظلوم ، ولا يأتي بصاروخ مدمر؟!

جعيثن : والله يا مطوع ، لو أطلقنا صاروخاً واحداً على أهل البحرين لأغرق الجزيرة كلها في البحر.


المطوع : (مندهشاً ) ألهذه الدرجة ، قوة صاروخ نبينا محمد؟

العريف : (بهدوء) يا مطوع، دع كل طائفة تعمل بطقوسها الدينية.

المطوع : أهذه حرية؟ هذه فوضى ، ألم يطالب آباؤنا "الإخوان" من الملك إبن سعود بإرجاع أهل القطيف إلى "الإسلام" ؟

العريف : كل العالم عرف، أننا على خطأ بهذا التعصب.

المطوع : اسمع نصيحتي يا عريف ، واتكل على الله واضرب صاروخ النبي على أهل القطيف أو البحرين وأنا أضمن لك دخول الجنة !

العريف : (يتطلع ساخراً في وجوه الجنود) يا جماعة، هل سمع أحدكم بأن طريق الجنة سيكون معبداً بعد الضرب بالصواريخ؟! ما هذه الليلة السوداء، طلع الفجر، وأنت لازلت هنا يا مطوع، اتركنا ننام بسلام. (يتقدم العريف نحو الجمهور قائلاً) صدق من قال "لا تجادل وهابياً".

المطوع : ماذا تقول يا عريف، تكلم نفسك؟

العريف : لا شيء ، لا شيء، (يخرج ..)

(المطوع يعبث بلحيته وسط المسرح، _ذهاباً وإياباً _ يتطلع تارة إلى الزهراني وتارة أخرى إلى "جعيثن" يتجه بحركة مفاجئة إلى جعيثن)

المطوع : وأنت يا جعيثن ما رأيك؟

جعيثن : (بارتباك) ماذا تريد مني يا مطوع؟

المطوع : تعرف ماذا أريد ولا تدع هذه الليلة تمر دون أن نجرب معاً "صاروخ النبوة" . أتذكر أين قتل ابن عمك "سالم" قبل عدة سنوات؟ يا حسرتي على ذلك الجندي الشجاع.

جعيثن : (بصوت خافت حزين ) قتل في مدينة القطيف، أثناء المظاهرات التي شهدتها تلك المدينة.

المطوع : المهم يا جعيثن ، يجب أن تأخذ بثأره.

جعيثن : كيف أخذ بثأري؟ كيف أعرف قاتل إبن عمي؟

المطوع : ستأخذ بثأرك إنشاء الله، عن قريب، وبهذا السلاح الذي وصل إلينا ، إنه "سلاح الرحمة والنقمة" ولا تدع الفرصة تفوتك . هذه المرة ستأخذ بثأرك (يتوقف قليلاً ، يتفرس بعمق في وجه جعيثن، تظهر علامات التشجيع والتحمس على وجه جعيثن)

سأذهب إلى القطيف يوماً ، لأنتقم من القاتل.

المطوع : والله إنك غريب الأطوار يا جعيثن، قبل قليل تقول، أين لي أن أعرف قاتل ابن عمي؟ والآن تود الذهاب إلى القطيف لتبحث عنه. ولم كل هذه المشقة ، تقدر أن تأخذ ثأرك بما يريحك ويريح قلوب الملايين من المسلمين الموحدين، وما عليك إلا أن تطلق وسط هذا الظلام "صاروخ رسولنا الأعظم" ليقوم بالواجب (يتقدم المطوع نحوه ويهمس في أذنه) هيا نجرب يا جعيثن هيا، خير البر عاجله.

(لحظات صمت)



جعيثن : (يهز رأسه) والله إنها فكرة جيدة، بل خارقة ! ولكن يا مطوع من يضمن لنا أن هذا الصاروخ يضرب القطيف؟ إذا انحرف قليلاً عن هدفه، وسقط على "قصر الإمارة" في الدمام. ماذا سيحدث؟

المطوع : (بهدوء) اطمئن، اطمئن يا جعيثن ، صاروخ النبوة لا ينحرف أبداً ، فهو يطير ويتبع رائحة الكافرين ، ليسقط عليهم فجأة. عليك أن تضبط المقاييس بدقة وتقيس المسافات بوضوح، ثم اتكل على الله وأطلق دون تردد.

الزهراني : لا تفعل ذلك يا جعيثن أحذرك؟

المطوع : (ينظر إلى الزهراني) وأنت من تكون يا زهراني حتى تحذر؟

جعيثن : (مقاطعاً) لا أستطيع يا مطوع، انظر يدي، إنها ترتجف كلما وضعت يدي على لاصاروخ المبارك.

المطوع : هي رجفة رهبة واحترام وتقدير لهيبة رسولنا الأعظم، لا تعيقك عن الهدف المنشود.

جعيثن : لماذا يا مطوع، لا تأتي بورقة أوامر من الشيخ ابن باز. حينها أطلق الصاروخ.

المطوع : أنا أعطيك الأمر، ألا يكفيك أمر إمام المسجد، وهو يشاطرك الشعور والمسؤولية، وهل هناك في المعسكر من هو أعلم من إمام ومرشد المعسكر؟

جعيثن : تعتقد أنهم لا يعرفون مصدر الصاروخ؟

المطوع : أضمن لك أنهم لا يعرفون من أين جاءهم، أو سيتهمون إيران، سيعتقدون بأن جاءهم من إيران، التي "أرادت حرق البترول" فحرقتهم !

جعيثن : (يتقدم نحو الصاروخ) نتكل على الله ونطلق صاروخ واحد.

المطوع : طبعاً صاروخ واحد.

جعيثن : (وهو متكئ على الصاروخ) ما رأيك نضرب صاروخين؟

المطوع : (يبتسم) لقد تحمس أخيراً "صبي التوحيد" اثنين كثير على أهل القطيف يا جعيثن.

جعيثن : أقصد صاروخ على أهل القطيف وآخر على أهل الكويت؟

المطوع : لماذا لأهل الكويت؟

جعيثن : سمعتك تقول مرة "إن أهل الكويت ضعيفي الإيمان" أسوأ من أهل الخبر ! وهم يحاولون تطبيق نظام ديمقراطي وكأن الإسلام غير ديمقراطي. إذ ما رأيك نضربهم بصاروخ للتأديب؟

المطوع : صحيح قلت هذا، ولكنهم لا يستحقوا هذا العقاب الصارم، ولا تنس هناك أيضاً "حنابلة _ موحدون" يعيشون في الكويت وعندما ينفجر صاروخ رسول الله، سيشمون رائحة "النبوة" وسيعرفون مصدر الصاروخ.

جعيثن : (مستعداً) إذاً نضرب صاروخ واحد على مدينة القطيف فقط.





المطوع : توكلنا على الله يا جعيثن _ يفرك المطوع يديه _ صاروخ واحد يكفي، وليسمع العالم صوت صاروخ نبينا، وليعرف أهل القطيف والإحساء ، لقد جاءهم عقاب في الدنيا قبل الآخرة.

(يدخل الضابط سعيد ووراءه العريف _ يرتبك الجندي جعيثن_ )

(مواصلاً) سنعطي درساً قاسياً للكفرة ! ينتبه المطوع، يلتفت إلى الوراء.

الضابط سعيد : (بلهجة صارمة، وهو يضرب على كتف المطوع ) اسمع يا مطوع جريبيع، هذه آخر مرة أراك فيها هنا.

المطوع : (المطوع يتقدم نحو الجمهور) أنا هنا دائماً أيها الملازم ، أقوم بواجباتي الدينية، مثلما تقوم أنت بواجباتك العسكرية.

الضابط سعيد : لقد خرجت عن مهماتك الأساسية، وبدأت تتدخل في الشؤون العسكرية وتطلب من الجنود إطلاق صاروخ، بعد أن تحدد لهم الهدف. سأخبر قيادتي العسكرية عن كل هذا.

المطوع : وماذا ستكتب في تقريرك هذا؟

الضابط سعيد : سأذكر ما فعلته هذه الليلة، محاولاتك المتكررة للتأثير على الجنود لإطلاق صاروخ على مدينة القطيف، فهل يعقل أن يحث رجل دين على ضرب مدينة آمنة بالصواريخ؟!

المطوع : (بهدوء) وأنا أكتب بدوري ، تقرير عن سلوكك وسأشرح ما أعرفه عنك وستري من ينتصر، القانون العسكري أم الشرع.

الضابط سعيد : (بحدة) ألم تطلب من العريف إطلاق الصاروخ على إيران أو مدينة القطيف؟

العريف : (متدخلاً) والبحرين يا سيدي.

الضابط سعيد : والبحرين أيضاً، حليفتنا وعضو في مجلس التعاون الخليجي.

المطوع : صحيح، وهل في هذا الطلب غرابة؟

الضابط سعيد : ضرب المدن بالصواريخ، أمر ليس فيه غرابة.من تكون أنت ، إمام مسجد أو رئيس هيئة أركان الجيش؟

المطوع : لا تسخر يا ملازم، أنا ولله الحمد من الموحدين، على مذهب السلف الصالح، أقوم بما يمليه علي قلبي وضميري.

الضابط سعيد : (بلهجة صارمة) لقد تجاوزت وظيفتك أيها المطوع ( لحظة صمت، ثم يتابع الضابط كلامه) تحث الجنود على إطلاق صاروخ مدمر على القطيف، لماذا هذا العداء لأهل القطيف؟

المطوع : إنهم متأثرون بأفكار "الخميني" ، وهم قتلة أخي في أحدث القطيف عام 1979.



لضابط سعيد : (بحدة) الثأر، كان يؤخذ بالسيف بالبندق، وليس بإطلاق صاروخ.تزهق آلاف الأرواح، وتهدم مدينة بكاملها لتثأر لأخيك، ألم تفكر أيضاً بالثأر لابن عمك في أحداث "مكة" لأنه عتيبي من قبيلتكم؟!

المطوع : (لحظات صمت) تعيرني بالعتيبي، الذي تمرد في بيت الله الحرام، لقد نال جزاء عمله، غفر الله له وإلى جميع المسلمين.

الضابط سعيد : لم يقتل أحد أخاك، وإنما قتل أثناء أحداث الشغب والمظاهرات وتداركت الحكومة الأمر سريعاً، وهذا يحصل في جميع البلدان.

المطوع : على أية حال أيها الضابط، لا أخرج من هنا ، حتى أجرب بنفسي "صاروخ رسول الله".

الضابط سعيد : (يبتسم) أترك إمامة المسجد والتحق بالقوات المدرعة والصاروخية.

المطوع : (بحدة) لا، مستحيل، أن أترك المسجد وإن شاء الله أجرب الصاروخ هذه الليلة.

الضابط سعيد : (باستغراب) هذه الليلة؟!

المطوع : (بلهجة الواثق) نعم هذه الليلة، وسوف توافقني على فكرتي والهدف إنه هدف يستهويك أيضاً.

الضابط سعيد : أوافقك على ماذا؟ من هم ضحاياك هذه المرة؟

المطوع : (يتقدم نحو الضابط) هناك هدف مشترك بيننا، يمكننا أن نجرب به "صاروخ النبوة" وسننال الثواب والأجر من رب العالمين، إنشاء الله وندخل الجنة من أوسع أبوابها.

الضابط سعيد : (باندهاش) ندخل الجنة من أوسع أبوابها، لم نسمع بأحد من قبل بأنه دخل الجنة على أكتاف صواريخ مدمرة؟

المطوع : لا تستهزئ بي أيها الملازم، فأنا أطرح عليك هدف مضمون وواضح، وإن قيادتك العسكرية، لا يمكنها أن تحاكمك أو تعاقبك، كما وإن قيادتي الدينية العليا، سيسرها سماع الخبر، سقوط هذا الصاروخ على ذلك الهدف.

الضابط سعيد : (يتململ) وضح لي الأمر، أيها المطوع، من هم ضحاياك؟

المطوع : (مبتسماً) ما رأيك أيها الضابط الشهم بضرب "أهل عدن" كل المواصفات متوفرة بهم والحمد لله _ يعد بأصبعه _ أولاً: إنهم شيوعيون والجهاد مقدس بحق الكفرة.ثانياً (يرفع أصبعين من يده اليسرى _ لا خوف منهم، لا عدة لديهم ولا عدد. ثالثاً (يرفع ثلاثة أصابع معزولون) لا أحد يحميهم لا إيران، ولا أمريكا، ولا روسيا . رابعاً: (يرفع أربع أصابع ) القيام بمثل هذا العمل ، هو بمثابة الجهاد الأكبر والأصغر.

الضابط سعيد : (يقاطعه بانفعال) ألا تخجل من كلامك يا مطوع؟ أنت رجل دين أم فرعون، ترومان أم ..



المطوع : (يقاطعه) من يكون ترومان هذا؟

الضابط سعيد : رئيس أمريكا في ناهية الحرب العالمية الثانية، أول من استخدم القنبلة الذرية في العالم (يواصل كلامه بطريقة توبيخ وتأنيب) وأنت يحلو لك كارثة إنسانية أخرى بحق اليمنيين، أليسوا عرباً، أليسوا مسلمين ، أليسوا إخواننا؟ إنك رجل مريض يا مطوع، قتلك الهوس والتعصب الديني (يلتفت إلى العريف) أمل من الآن، لا أحب أن أري هذا الشرير هنا، إنه فعلاً شرير بثوب ديني.

(يخرج الضابط ، لحظات صمت)

المطوع : أنا شرير - أيها العسكري- يختفي الضابط، يلتفت المطوع نحو الجنود) سمعتم ما قاله ضابطكم، أمضيت عشرين عاماً في إمامة المسجد وهداية الناس وحل مشاكلهم، أخيراً في نظر ضابطكم "شرير" آخ، آخ يا حيف ألم أقل لكم بأن هذا الضابط من " أهل الخبر" (الجنود صامتون ، يتجه المطوع نحو الباب الخارجي وهو يتمتم مع نفسه) يا حيف، يا حيف.

يطفئ النور

03-19-2005, 07:28 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مسرحية : وهابي وصاروخ صيني د. أنور عبد الله - بواسطة arfan - 03-19-2005, 07:28 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  حريق بغداد يوميات أصبحت مسرحية تعرض في أدنبرة محارب النور 1 616 09-18-2006, 08:01 AM
آخر رد: محارب النور
  لعن الله أمة الحزن والبكاء لعن الله أمة الخونة والجبناء لعن الله أمة التحريم والبغاء arfan 2 1,448 07-26-2005, 12:38 AM
آخر رد: المتنبي
  موت السندباد 1936....مسرحية ذات فصل واحد ..دراسة في عمل ابداعي لميشيل عفلق: بسام الخوري 1 841 05-19-2005, 01:41 PM
آخر رد: بسام الخوري
  مسرحية «مدرسة الدكتاتور» مترجمة إلى العربية.. بسام الخوري 1 700 05-09-2005, 12:47 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS