{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مسرحية : وهابي وصاروخ صيني د. أنور عبد الله
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #4
مسرحية : وهابي وصاروخ صيني د. أنور عبد الله
المشهد الخامس والأخير

(ترفع الستارة عن نفس المجموعة من الجنود ، منتشرين داخل الصالة ، يسود الصمت لحظات)

أحد الجنود : الساعة السابعة صباحاً، ليس من عادة الملازم سعيد التأخر حتى هذه الساعة.

جعيثن : ربما يكون محتجاً على سلوك المطاوعة.

الجندي سمير : (متسائلاً) من سينتصر في هذه المعركة، المطوع أم الضابط؟

العريف : (ناهضاً من مقعده) طبعاً سينتصر الجيش.

جعيثن : لا أوافقك الرأي يا عريف.

العريف : (يتطلع نحوه) لماذا يا جعيثن؟

جعيثن : لأني أشك (يتحرك داخل الصالة، ثم يواصل كلامه بلهجة الواثق) أي نعم، أشك كثيراً فالذي سينتصر هم قادة الإسلام.

العريف : (بانفعال متوجهاً نحو الجمهور) ونحن بوذيين يا جعيثن؟ ألسنا مسلمين مؤمنين بالله وبالرسل وباليوم الآخر، ثم ما دخل قادة الإسلام في هذه الحادثة.

جعيثن : لا أشك في إسلامك يا عريف، ولم أقل أنك من "أهل الخبر" بل أقول أن رجال الدين _ عندنا _ متكاتفين، هزيمة أحدهم، تعني هزيمتهم جميعاً. ولا تنس أنهم قادتنا وموجهينا وسيقفون بجانب المطوع.





العريف : نحن لم نتدخل في الشرع، والكل يعلم أنه "وقف" على العلماء _ حفظهم الله _ فهم حراسه الأمناء . ولكن المطوع تجاوز حدود مهنته وبدأ يطلب بإلحاح _ منا جميعاً _ إطلاق صاروخ مدمر وكأنه يطلب أن يجرب "بندق صيد" (يضحك بعض الجنود).

جعيثن : باختصار، يا عريف، بعد قليل سنعرف النتيجة، إحساسي يخبرني أن المطوع سينتصر.

الزهراني : عجيب والله "المطوع" يتغلب داخل الجيش على قائد وحدة عسكرية.

لا تعجب يا زهراني، المطاوعة يداً واحدة.

سمير : تصفح كل وجه، فما بالك بمطوع دخل في ذهنه، أن هذا "الصاروخ" هو من نفحات النبي. سيأتي ومعه كل الجهاز الديني وجامعة الإمام محمد بن سعود، بطلابها وأساتذتها أيضاً. فمن سيقف بجانب ضابطنا؟ (ويتطلع سمير إلى العريف مستفهما)

العريف : العلم عند الله. ولكن من المؤسف حقاً، إن صحت هواجسكم وانتصر المطوع ستكون هزيمة شنيعة لكل عسكري.

الزهراني : (بحماس) أي بله، والله إنها تمس كرامتنا، إذا حصل حادث لقائد وحدتنا "إنه ضابط طيب وحقاني".

العريف : (يحدث نفسه وهو يمشي وسط المسرح) آه يا ملازم سعيد ، تتحدث دائماً عن بناء الجيش، في عالم لا يحترم إلا القوي، وجيش قوي يشرف تاريخ البلد. كنت تهمس في أذني "المطوع" له وظيفته والضابط له وظيفته، ولا جيش قوى دون انضباط صارم، يضع حداً للترهل. وأخيراً ها هي أحلامك تتبخر.

هل سيعاقب الملازم إذا سارت الأمور بغير صالحه؟

الزهراني : (يتأفف) أعتقد ، على أكثر تقدير، يجمد ترقيته لمة سنة أو نقله من وحدتنا إلى حدود الأردن.

سمير : ملازم سعيد ، لا يستحق كل هذا ، أتمني أن لا تصل الأمور إلى هذا الحد من الأفضل أن تأتي "لجنة" لتحل الخلاف بين المسجد والمعسكر (يضحك العريف).

العريف : (باتجاه الجمهور) حلوه، والله حكاية الخلاف بين المسجد والمعسكر، أي خلاف هذا يا سمير، المسألة كلها قائمة على امتناع الضابط من تحقيق رغبة المطوع في إطلاق الصاروخ والضابط قام بتنفيذ واجبة العسكري، لا أكثر ولا أقل.

سمير : (بلهجة واثق) كلمة واحدة من المطوع "تطير" الضابط من منصبه.

العريف : (يهز رأسه مستغرباً) كلمة واحدة من المطوع "تطير" الملازم سعيد؟

أهو رجل دين أم رئيس هيئة أركان الجيش؟ وهل الملازم سعيد تابع لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

سمير : (مؤكداً) نعم كلمة واحدة يا عريف، يكفي أن يخبر المطوع أبو سيف بشكوك الملازم بـ"صاروخ النبي" وبالحديث النبوي.

العريف : ماذا تقول يا جعيثن؟





جعيثن : (بهدوء) الضابط سيفصل من الجيش.

العريف : (باندهاش) وهل سيسعدك هذا يا جعيثن؟

جعيثن : (بعفوية) طبعاً لا ، ولكنني أعرف ما يدور برأس جريبيع؟

العريف: : )يهز يده) لهذا السبب تسايره، أليس كذلك؟

جعيثن : (مدافعاً) في الحقيقة، أنا لا أسايره، بل أهابه لأنه يمثل الشرع.

العريف : (محتداً) ونحن نمثل الشر، ألسنا مسلمين صادقين .(لحظات صمت).

(مواصلاً) كيف توصلت "بأن الضابط" سيفصل من الجيش؟

جعيثن : من شخصية المطوع وطريقة تعامله مع الآخرين، فهو لا يحب الجدل في أمور الدين ويكره النقد، يراه تجريحاً له، والضابط سعيد، أكثر من مرة، وجه نقد للمطوع، فلا أستبعد أنه يضمر شراً للضابط وينتظر الفرصة المناسبة ليحاسبه على طريقته الخاصة.

العريف : (متهكماً) ما سمعنا بأن "المطاوعة" يحاكمون الضباط، لجان الانضباط العسكري فقط لهم الحق في مراقبة ومحاكمة الضباط.

الزهراني : كلام جعيثن صحيح، سيستغل المطوع "المسألة" ويتهم ضابطنا بكونه "ضعيف الإيمان" ويثير البلبلة بين الجنود، ويتحدث بأفكار قادمة من الخارج، تعارض السلف الصالح.

العريف : (حائراً) لنفترض أن كلامكم صحيح، والمطوع ضخم الأمر لدي رؤسائه لغرض في نفس "يعقوب" _ على رأي المثل _ لكن علماءنا الكبار يختلفون عن المطوع "جريبيع" في معالجة الأمور.

الزهراني : لا تستغرب يا عريف، المطاوعة في بلدنا لا يختلفون ولا يتحملون التحدي ولو كان بسيطاً.

(يدخل الملازم سعيد بملابس مدنية، يرتبك الجنود والعريف، لحظات صمت رهيبة)

الملازم سعيد : (بصوت خافت) _ جئت لأودعكم _ يتطلع إليهم بمودة، ثم يواصل حديثه ، يعز علي وداعكم بعد هذه السنين.

العريف : (بصوت حزين) كنا دائماً نتمنى أن تكون لنا قائداً ومرشداً، وإذا اقتضت الأمور بنقلك من وحدتنا إلى مكان آخر ، فهذا لا يمنعنا من زيارتك، حقاً يعز علينا فراقك.

الملازم سعيد : (يحاول التماسك) لا عليك أيها العريف، لم أعد واحداً منكم، تمت إقالتي من الجيش.

العريف : )يصفق بيديه) فعلها "الوهابي" أخيراً (يضحك بعض الجنود العريف يوجه كلامه للضابط سعيد) تترك الجيش هكذا ، دون ذنب، آخ يا جريبيع، والله سأكسر رجله إذا حاول دخول ..

الملازم سعيد : (يقاطعه) لا تتعب نفسك يا عريف، فقد تم نقله.




العريف : إلى أين نقل المطوع جريبيع؟

الملازم سعيد : إلى الرياض.

العريف : ها حصل على الترقية، بعد فعلته الشنيعة (ثم يسأل الضابط) من هو المطوع الجديد لمعسكرنا؟

الملازم سعيد : لا أعرف.

العريف : آمل أن لا يكون خريج من جامعة الإمام محمد بن سعود.

(يدخل المقدم مفلح، العريف يأمر الجنود بالاستعداد ، يؤدي له الجميع التحية العسكرية . يتقدم نحو "الملازم سعيد " يأخذه على جنب، باتجاه الجمهور.

المقدم مفلح : لقد بذلت كل جهدي يا سعيد، لمنع القرار، ولكن لا فائدة، المطوع، كتب فيك تقريراً مطولاً، جدالك في ما نهي عنه الشرع خاصة في "رحلة الأمير سلطان إلى الفضاء" ، وضعف الإيمان وأخيراً الاستهانة بأولياء الأمر وآراء العلماء ، وإمامة محمد بن سعود ..

سعيد : (مقاطعاً) لم أقل كذباً ، فالتاريخ يذكر بوضوح، بأن محمد بن سعود، كان أميراً وليس إماماً، فالإمام آنذاك صاحب الدعوة محمد بن عبد الوهاب.

المقدم مفلح : هذا صحيح "بيني وبينك" فالأمير _ رحمه الله _ كان لا يقرأ ولا يكتب.

سعيد : حسناً ، رجل لا يقرأ ولا يكتب، كيف يكون إماماً؟

المقدم مفلح : ومع ذلك، ما يجب أن يقال أمام رجل "وهابي" متعصب، بأن العلم، تحت "أقدامه" (يبتسم سعيد)

سعيد : ما يؤلمني حقاً، هو كيف وافقت قيادة الجيش على أقوال المطوع؟

المقدم مفلح : قيادة الجيش، لا تقف أمام العلماء وإرادة رجال الدين. والضباط صنفان، إما مهادن ومساير أو مكتف بما غيره في "قلبه" !!!

سعيد : أبهذه العقلية يتم بناء جيش حديث، قادر على درء الأخطار.

المقدم مفلح : من قال لك أن هذا ما نريده فعلاً؟

سعيد : ماذا تريد قيادة الجيش إذاً؟

المقدم : جيش صغير، منسجم مع معالم الدولة الحديثة. وليقال أيضاً لدينا جيش مثل بقية دول العالم.

سعيد : لماذا "صفقات العصر" من الأسلحة، "صفقة العصر" من بريطانيا، صفقة العصر من فرنسا، صفقة العصر من أمريكا، طائرات "فانتوم" ميراج، تورنيدو، صواريخ .. ‘لخ

المقدم : للدعاية والتخويف بأننا "قلعة أسلحة" مثل ما نحن قلعة أو بالأصح "بحر بترول" (يبتسم المقدم مواصلاً) ولا تنس بأن مثل هذه الصفقات تفسح المجال للسرقات الضخمة (يقف ليلتقت أنفاسه) لمعلوماتك وقبل أن تغادرنا يا سعيد سأبوح لك بسر عسكري، لثقتي بك، ولو خالفت الأوامر العسكرية.




سعيد : ما هذا السر؟

المقدم : وصلت أوامر من القيادة العليا تطلب منا تفكيك "صاروخ رسول الله".

سعيد : (مندهشاً) هكذا يسمي في التقرير العسكري "صاروخ رسول الله"؟

المقدم : (بصوت عال) نعم، هكذا بالحرف الواحد، يجب تفكيك "صاروخ رسول الله" خوفاً من الفتنة. ويلقي في المستودع للصدأ والفئران حتى يأتي عليه "النسيان" .

جعيثن : (يلتقط الكلمة الأخيرة، يطلق صيحة) يا خسارة الصاروخ، (يلتفت المقدم إلى جعيثن).

(مواصلاً) ماذا وجدوا داخل الصاروخ يا سيدي؟

المقدم : (بابتسامة خفيفة) ماذا تتوقع غير مواد شديدة الانفجار.

جعيثن : (يتقدم نحو الجمهور بشكل آلي) كنت أظن أنه محشي بقوة إيمانية عطره، ما إن ينفجر، حتى تفوح منه روائح طيبة تنعش قلوب المؤمنين، وتأخذ بخناق الكفار والملحدين وتحيلهم إلى جثث هامدة، أليست هذه من علامات "الساعة" أه، آه يا جريبيع (يتجه نحو الباب الرئيسي وهو يصيح: آه ، آه يا جريبيع.)

سعيد : (يلتفت نحو المقدم) من الذي خلق البلبلة في ذهن الجنود؟ (يتقدم سعيد نحو الجمهور) لا أخفيكم كنت متحمساً لهذه الصواريخ ، ولكني لم أقدر تأثير "جريبيع" وأهميته في الجيش. واليوم أشعر بالملل والخوف معاً ، كيف يمكن بناء جيش حديث في بلد يأمر فيه المطوع "جريبيع" . ماذا سيحدث لو تعرض بلدنا للعدوان؟

المقدم : (يتقدم نحو سعيد) اطمئن يا سعيد "دع القلق والوسواس" لا أحد يجرؤ على مهاجمتنا ، فلهذا البلد "بيت " يحميه.

سعيد : (بانفعال) بيت الله، لم يمنع النبي محمد من أن يكون له جيشه القوى ولا خلفائه من بعده ولا ..

المقدم : (يقاطعه مبتسماً) لم تفهم ما أعنيه يا سعيد، أقصد "البيت الأبيض" وليس "البيت العتيق" في مكة.

سعيد : (يتطلع بالأفق وكأنه يخاطب نفسه) آمل أن لا يأتي هذا اليوم، إنه عار، عار، عار، يختفي.

يسدل الستار

انتهت

د. أنور عبد الله

03-19-2005, 07:31 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مسرحية : وهابي وصاروخ صيني د. أنور عبد الله - بواسطة arfan - 03-19-2005, 07:31 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  حريق بغداد يوميات أصبحت مسرحية تعرض في أدنبرة محارب النور 1 647 09-18-2006, 08:01 AM
آخر رد: محارب النور
  لعن الله أمة الحزن والبكاء لعن الله أمة الخونة والجبناء لعن الله أمة التحريم والبغاء arfan 2 1,485 07-26-2005, 12:38 AM
آخر رد: المتنبي
  موت السندباد 1936....مسرحية ذات فصل واحد ..دراسة في عمل ابداعي لميشيل عفلق: بسام الخوري 1 870 05-19-2005, 01:41 PM
آخر رد: بسام الخوري
  مسرحية «مدرسة الدكتاتور» مترجمة إلى العربية.. بسام الخوري 1 728 05-09-2005, 12:47 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS