انظروا هنا كيف فرض الاسلام على الزوجة التخلي عن كافة حقوقها للتخلص من الزوج الظالم


وكم من امراءة ما زالت تعاني لليوم من عدم القدرة على الطلاق او الخلع وتعاني من زوج حقير لئيم






هاتان سيدتان عانتا حتى وصلتا مرحلة اليئس فتخليتا عن كافة حقوقهما مقابل الطلاق


___________________________________________
من يتفهم معاناة المطلقات؟
اعداد: قسم التحقيقات



عندما رايت السيدة سوسن شاكر بعد خمس سنوات من اخر لقاء لنا يوم حفل التخرج من الكلية التي قضينا فيها اجمل ايام عمرنا، لم اتعرف عليها لاول وهلة فقد بدت اكبر من عمرها الحقيقي بعقدين من السنين حتى عندما كلمتني كان صوتها مختلفا، سألت نفسي ماذا حل بجمالها الفتان ولماذا تغير صوتها الذي كنا نسميه الكمنجة المغناجة، يبدو انها قرأت افكاري فقالت لا الومك على عدم تعرفك علي لانني انا نفسي استغرب عندما ارى صورتي في المرآة.. واعتب على الزمن الذي اخذ مني أضعاف ما اعطاني. سكتت لبرهة من الزمن ثم بدأت تروي لي ما مرت بها من احداث بعد تخرجها من الجامعة وتحدثت عن زواجها من ابن عم لها وكيف انها عاشت معه اتعس عيشة يمكن ان يعيشها انسان فقد كان سيء الخلق والخلق ويقتر عليها في كل شيء وبعد اربع سنوات تنازلت عن كافة حقوقها الشرعية والقانونية مقابل حصولها على طلاقها منه. قلت لها وهل ان سوء معاملته لك وبخله الشديد ذهب بجمالك واوهن صوتك الجميل فقالت: لا.. انه الطلاق انا من ضحايا الطلاق.. قلت لها لكنك طلبت الطلاق بنفسك بل وتنازلت عن حقوقك في سبيل الحصول عليه فقالت نعم ان ما تقوله صحيح وانا لست نادمة على ما فعلت لكن بعد حصولي على الطلاق تغيرت حياتي كليا ووقعت في دوامة لا استطيع مقاومتها وهي التي اوصلتني الى هذه الحالة، فقد اصبت بكآبة شديدة ولازلت اعاني من اثارها.. باختصار شديد لا استطيع العودة الى الوراء ولا اقدر على ان اخطو خطوة واحدة نحو الامام، اتمنى ان استطيع مقابلة المطلقات الائي لم يستسلمن لليأس وغيرن مسار حياتهن السابقة. لاعرف ماذا فعلن للخروج من دوامة ما بعد الطلاق. اخذنا سؤال السيدة سوسن الى عدد من المطلقات لكن حالة اي واحدة منهن لم تكن تشبه حالتها وكانت لكل واحدة منهن قصة تختلف عن الاخرى.

كانت اولى محطاتنا مديرية تنفيذ في دار العدالة باربيل حيث التقينا فيها بالسيدة (نسرين-ن) وهي مطلقة منذ سنة وشهرين وقد جاءت الى المديرية المذكروة لتستلم النفقة الشهرية لولديها الصغيرين بعد ان حدثناها عن موضوعنا قالت اشكر رب العالمين، قبل ان اموت رأيت من يتذكر معاناة المطلقات.. قلنا لها لماذا تطلقت او لنقل لماذا طلقك زوجك؟ فقالت زواجنا كان خطأً من اساسه، لقد كان زوجي ابن خالتي وقد خطبني من اهلي وكنت اعرف انه يحبني لكنني لم احبه في يوم من الايام وقد رفضته وقد قلت حينها لوالدي انني لا اطيق النظر في وجه ابن خالتي لكنهم فرضوه علي وتزوجته وكنت اتصور انه سيصبح مثل الخاتم في اصبعي لكنه على العكس من ذلك بدأ باضطهادي كانني جارية من العصور الخوالي وهو مالكي وسيدي مع ذلك تحملت الامي واحزاني واستمر زواجنا خمس سنوات رزقنا خلالها بولدين. لكن بعد ذلك لم نجد بدا من الافتراق، تنازلت عن كافة حقوقي مقابل حريتي. انه لا يدفع لي سوى نفقة الولدين وهي لا تكفي لكن ما باليد حيلة.. انني موظفة واستطيع اعالتهما. قلنا لها ماذا فعلت لكي تخرجي من احزان الطلاق؟ اجابتنا قائلة انني فرحت بحصولي على الطلاق لكن نظرة الاخرين لي كامراة مطلقة سببت لي الكثير من المشاكل فما ان تحمل المرأة لقب المطلقة حتى تصبح هدفا للعديد من عديمي الضمائر وينهشون في سيرتها بوحشية لا نظير لها. واقل ما يمكن ان يقولون عنها: لماذا تطلقت؟

ان نظرة الاخرين لي سببت لي الكثير من المشاكل والمعاناة ومازلت اعاني وان كانت بدرجة اقل ربما لتعودي عليها لانني قد اهملتها واصبح كل همي منصبا على تربية ولدي التربية الصالحة.

السيدة (س.م) طبيبة مطلقة منذ اربع سنوات ولها ابنة واحدة تبلغ العاشرة من عمرها قالت لنا لا اريد الخوض في الاسباب التي دفع زوجي لان يطلقني.. زوجي الذي لم يكن يحمل الشهادة الاعدادية لكن اطلعكم على خروجي من الازمة التي وقعت فيها بعد طلاقي ازمة ايام ما بعد الطلاق. لقد اخذت اجازة لمدة سنة كاملة بدون راتب وذهبت الى مدينة اخرى حيث تعيش شقيقتي المتزوجة من ابن عم لنا هناك حاولت ان انسى ما حل بي وكونت علاقات جديدة مع نساء صديقات لشقيقتي ورويدا رويدا نسيت مسألة طلاقي وعدت الى عملي انسانة اخرى.

المطلقة (سروين.ح) طالبة في كلية الاداب (الدوام المسائي) قالت لنا طلقني زوجي بعد مرور شهرين على زواجنا لانني لم احتمل الاهانات التي كانت والدته توجهه لي وبسبب مطالبتي اياه ببيت مستقل ورجعت بدموعي واحزاني الى بيت اهلي.. كنت حزينة حد الموت الى ان نصحتني احدى صديقاتي بالعودة الى الدراسة فقدمت الى كلية الاداب وقبلت. انني الان في طريقي الى تجاوز محنتي. انصح المطلقات بالعودة الى الدراسة ففيها البلسم الشافي لجراح القلب.

السيدة قدرية حسين مطلقة منذ اقل من سنة وهي في الخمسين من عمرها تعيش مع ابنها المتزوج قالت قضيت عمري مع زوجي وافنيت شبابي في سبيل ان يكون نفسه وما ان وصل الى ما وصل اليه حتى طلقني ليتزوج من فتاة في عمري ابنتنا. وقال لي دونما خجل ان الرجل الناجح يبدل زوجته العجوز بواحدة جميلة. قلنا وكيف تجاوزت محنة الطلاق، فقالت من يقول ان المراة المطلقة ظلما تستطيع ان تنسى ما حل بها. انها ضحية لا يرحمها اقرب الناس اليها. سمعت انه هناك في الدول المتقدمة مراكز خاصة للعناية بالمطلقات لكن من يتفهم مع معاناة المطلقات هنا؟




_________________________



المصدر مجلة الصوت الاخر