اقتباس:  الختيار   كتب/كتبت  
عزيزي كمبيوترجي

أعتذر للتأخير لكني لم أقرأ الموضوع إلا الآن لأني منشغل باللقاء دون غيره من الساحات ، ضمن وقتي الضيق على الانترنت .

أنت تسألني عن الغاية مما أفعل و يفعل غيري كثيرون .

لا أريد أن أتفلسف كثيراً ، لكني أقول لك أن المعرفة و الفلسفة جميعها تنطلق للبحث عن الحقيقة و تلمّسها أو تلمّس أطيافها إن تمنعت علينا ، و لا يوجد شيء إسمه ما الذي سأفوز به في النهاية .

لن أتطرق إلى موقف الدين من حركة التاريخ ، و كيف أنه - خصوصاً الأديان المشهورة الثلاثة - يشكل قوة شد للخلف ، لا نتخلص منها إلا بتعديل و تغيير الكثير من المفاهيم الدينية ، كما حدث مع أوروبا نهاية القرون الوسطى . هذا الموضوع يحتاج إلى تفصيل كبير .

أما بالنسبة للإحصائيات التي أوردتها ، و التي تجعل مني و من كان على شاكلتي (و هم في ازدياد كما نعرف جميعاً نتيجة لما تتيحه الإنترنت من حرية التحاور و نقد الدين و الذات و التراث دون الخوف على الرقبة) ، فإني أسألك يا صاحبي و أخالك مسلماً :

كم كان عدد المؤمنين بمحمد خلال دعوته في صدر الإسلام ؟؟؟؟

و خلال العهد المكي جميعه ؟؟؟؟

و بعد الهجرة و إلى الفتح و من ثم دخول أغلب الجزيرة العربية في الإسلام ؟؟؟؟

فهذا محمد نبي الإسلام و الذي يدين بأفكاره مليار مسلم كما تقول أغلبيتهم الساحقة ورثت الدين عن الوالدين كما ورثوا لون الجلد و الشعر و العيون ، و أرى أنك تفاخر بهذه الجموع الكبيرة التي بدأت بنفر قليل من الأشخاص في وجه سطوة قبائل ذات بأس لا ترحم من يخالف المألوف و يتمرد عليه .

حين جاء محمد بدينه وبّخ الكافرين لاتباعهم دين الآباء فقال لهم :

"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ " البقرة 170

هذا يا عزيزي ما يحصل معكم الآن ، فنحن نجد أن أكبر مشكلة في التعامل مع التعصب الديني (تعصب المرء لما يرثه عن أبويه) ناتج عن التسليم الأعمى بما علماه و إن كان خرافات لا تقل عن خرافات و أساطير الإغريق قبل ألفي عام .

المشكلة أنكم تتبعون ما ألفيتم عليه آباءكم و إن كان آباءكم غارقين في الخرافة حتى الثمالة ، إلا أنك تجيز و تقدس ما أخذه القرآن على الكفار من اتباعهم لآبائهم و ترفض بل و تسخر من محاولاتنا في نفض الغبار و الغمام عن عيون الناس إن كنتُ متفائلاً ، و عن حقنا في نقد ما يؤمنون به من غير تجريحٍ و لا تحقير ، كما فعل محمد و مارس حقه في نقد ما يؤمن به قومه ، بل و سفّه أحلامهم و آلهتهم و وصفهم بالأنعام بل أضل سبيلاً .


أعتقد أنني أجبتك من خلال تجربة محمد نبي الإسلام و اعتقادك لصحتها و قداستها بأن قلة العدد ليس مأخذاً علينا و أن انتقادنا لما اعتاد الناس على تقديسه ليس بدعةً ابتدعناها ، بل هي ما قام به محمد من قبل و غيرهم ممن ادعوا النبوة و خبر السماء .


هذا ردّ فعلنا تجاه هذا الادعاء بالنبوة .

أم تريد فقط أن نطأطئ رؤوسنا و رقابنا و نسلّم بهذا الحجم الهائل من الخرافات التي تحويها الأديان و أولها يوم القيامة و مواقفه ؟؟؟؟


تحياتي لك  

تحياتي لك يا أستاذ الختيار...

بصراحة لا أدري ماذا أقول ولكن صدقا فإني كنت أصلي أن لا يصلك هذا الموضوع لأنني و كما وصفتني كنت قد كتبته عن عصبية و جهل بأساليب الحوار العلمية و الصحيحة...:emb::emb::emb:

و أنا أقدم لك خالص اعتذاري عن الأسلوب الغير حضاري الذي اتبعته لربما سعيا للفت الإنتباه إذ كنت وقتها حديث العهد بالنادي و ما يدور فيه من محاورات... و أنا الأن أؤيدك في نقدك لعصبية معظم المدافعين عن معتقداتهم و أعتبرها نوعا من أنواع الديكتاتورية الفكرية...:nocomment:

و لو أني أعارض و صفك ليوم القيامة بالخرافة (طبعا لأنني أؤمن به كوني مسلما) و لكنني أحترم آرائك و إن كانت معارضة لأرائي...

و طبعا لكل الحق بالدفاع عن مذهبه و اعتقاده مهما كان و ليس لأحد الحق بتكفيره أو حرقه في جهنم أو ما إلى ذلك لمجرد مخالفته لمعتقد معين...

أكرر لك اعتذاري مرة أخرى و أرجو أن تسامحني :emb:

تحياتي الوردية لك و للجميع (f)