الغالية الجارة (f)

تحياتي واحترامي

مع اتفاقي معك في التشخيص الذي قد يأخذ شكل النتيجة .. غير انني قد اختلف معك في المقدمة .. اذ على ما اعتقد ان ما يمكن ان اصفه بالفرادة الاميركية انما تنبع من حيث الاصل .. فالامم الاخرى على اختلافها عند تصاعد وتيراتها الحضارية لتشكل باسلوب ما ووفق الاخذ بالشروط التاريخية والاجتماعية للتطور شكل الامبراطورية .. التي تمتد بطريق التوسع .. غالبا ما تنبثق من ثوابت كامنة في ذاتها .. وعند وجود المفجر لتلك الطاقة على اختلافها تبدأ الصعود على سلم التكامل وصولا الى النهاية .. وبالطبع النهاية تكون في زوالها بعد وصولها الذروة ... غير ان ما اراه اليوم في اميركا بما يجعلها مخالفة بطريقة ما للقياس على بقية الامبراطوريات انما يتمثل بامور عديدة .. اظن هنا ان ابرزه هو تمثلها الحرب منذ ارتقائها الاول .. فالحرب كانت المؤسس لها في قبالة السكان الاصليين .. وما بعدهم .. ولم تكن هذه الحرب هي الحرب الاداتية او الاسلوبية لغاية ما تتحقق .. بل هي المنطلق الاول على ما اسلفت والدائم .. والحاكمة عليها هي تلك النزعة العنصرية الحاكمة بتفوق الانسان الاوروبي .. هذا من حيث الماضي .. اما اليوم فنرى ان هذه النزعة قد تطورت بها حتى ضد مصدرها الاوروبي .. فهي الانسان بوجهة النظر هذه .. وهي الموءل .. والتاريخ .. والنهاية .. هنا السؤال .. هل من الممكن ان تنتهي كما انتهى غيرها؟؟؟ اعتقد ان الجواب ان اخذنا به هيمنتها على غالبية الموارد الطبيعية في العالم .. وعلى التطور التكنولوجي .. وغلى حركة الرساميل .. وما الى هنالك .. وما يجري اليوم على سبيل المثال من الكلام حول تسليم ولفوفيتز البنك الدولي .. وغير ذلك .. يجعل من الصعب الاجابة بالنفي او بالتأكيد .. هذا ان غضضنا الطرف عن كيانها العسكري الحربي الاساس .. فكيف ان اخذنا بعين الاعتبار ذلك الكيان الذي انبنت عليه .. فحينها المسألة طبعا تزداد صعوبة .. فتعلمين ايتها الفاضلة ان البناء على اساس فكري حربي يكون مفعلا لحالة من الحراك الدائم المؤدية بالطبع الى التطور الدائم ..

على كل حال وجهة نظر مهمة ومشجعة هذه التي تفضلت باثباتها .. واظنها على جانب كبير من الصواب ..


دمت بخير