أولا أستطيع أن أستبعد اليهودية تماما من اللائحة لأنها ديانة مبنية على العنصرية العرقية برأيي و بذلك فهي أقل الاديان منطقية.

ثانيا تقع البوذية في كوم، و المسيحية و الاسلام في كوم اخر نظرا لأن البوذية تختلف جذريا عنهما في مسألة الاخلاق، الإله، و الحياة الاخرى. و أجد البوذية أقل من الديانتين أعلاهما منطقية برأيي الشخصي.

اذن بهذا اكون قد قررت أن اليهودية هي اقل الديانات منطقية، و البوذية تأتي بعدها أي في المركز الثالث.

ثالثا يبقى الاختيار بين الاسلام و المسيحية، و أنا مضطر لاختيار المسيحية ببعض اشكالها و ليس كلها لأنها تحتوي على بعض الطوائف التي اجد نظرتها للدين ليبرالية و تقدمية جدا و يمكنها معايشة الواقع العلماني. و أيضا تفسيرهم لمفاهيم اللـه و الحياة بشكل عام هو تفسير متوافق مع اسلوب الحياة الحديثة و يتقبل رأي الاخر، و نظرتهم للكتاب المقدس كمجرد تراث اخلاقي و ليس كتاب تاريخ ايضا متوافقة مع ارائي كملحد. هذه الطوائف عديدة و اذكر منها Unitarian Universalists، Quakers، United Church و بعض الـ Methodists و لاهوتيين تقدميين مثل الاسقف سبونج و بورج و غيرهم الكثير مما لا يحضرني الان.

و لا أعتقد أن الاسلام يقدم مثل هذه الخيارات و الحلول التقدمية بل أجد معظمه ما زال محصورا في النظرة التقليدية القديمة المشابهة كثيرا لمسيحية العصور الوسطى.

هذا ليس فيه مدحا للمسيحية و لا ذما للاسلام، فسبب تقدم المسيحية الحديثة هي وجودها في العالم الغربي العلماني الذي سمح للكثير من المسيحيين ان يخرجوا من تقوقعهم الديني بحرية و يعيدوا تفسير و تأويل مفاهيمهم الدينية بما يتوافق مع الواقع الذي يعيشونه في ضوء العلم الحديث و المجتمع العلماني، بينما باءت محاولات الكثير من المسلمين المشابهة بالفشل بسبب وجودهم في الشرق الاوسط و شمال افريقيا حيث الكل يرميهم بالكفر و الزندقة.

على كل حال أتمنى شخصيا أن يكون وجود و نمو المسلمين في اميركا و اوروبا سوف يسمح لهم مستقبلا بالاتيان بإسلام متطور و قوي يجعل منه خيارا منطقيا للكثير من العلمانيين المسلمين الذين لا يريدون التخلي عن الاسلام تماما و في نفس الوقت لا يقدرون ان يتبعوه بصورته الحالية.