إقتصاد مصر --- إلى أين؟
نشر بجريدة الأهرام المصرية بتاريخ 27 مارس 2005 الخبر التالى
رئيس جهاز المحاسبات يحذر
من خطورة زيادة معدلات الدين المحلي وعجز الموازنة
الملط يقول: يجب أن تتوقف الدولة فورا عن الإنفاق الترفي
سرور: ماقامت به الحكومة من صرف بدون تأشيرات يعد مخالفة دستورية
طالب الدكتور جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات بضرورة التوقف الفوري عن الانفاق الترفي والذي رصده الجهاز المركزي للمحاسبات عند اعداده للتقرير حول الحساب الختامي للدولة عن الفترة من2003/2002.
وشدد المستشار جودت الملط في كلمة امام مجلس الشعب امس علي ضرورة اعادة النظر في الانفاق الحكومي تفاديا من مخاطر زيادة العجز في الموازنة والذي بلغ اكثر من52,1 مليار جنيه في موازنة قدرها149 مليار جنيه لعام2003.
واكد رئيس جهاز المحاسبات ان زيادة الدين العام المحلي والذي بلغ370 مليار جنيه والذي يعادل89% من الناتج المحلي الانتاجي يعرقل الخطط التنموية المنشودة.
وقال اذا كانت القيادة السياسية قد نجحت بجهودها غير العادية في تخفيض الدين الخارجي بنسبة50% بحيث اصبح الدين الخارجي حاليا في حدود28,5 مليار دولار فأنه من الضروري العمل علي وضع السياسات التي من شأنها خفض هذه المعدلات خاصة ان اجمالي خدمة الدين المحلي والاجنبي يتعدي الــ35 مليار جنيه سنويا
كما طالب بضرورة سرعة الحكومة في تحصيل المستحقات الخاصة بها والتي تصل لـ49 مليار جنيه.
وشدد رئيس جهاز المحاسبات علي ضرورة الاستخدام الامثل للمساعدات الخارجية التي تحصل عليها مصر سنويا بحيث تحقق الغرض منها. وقال إن التأشيرات غير المصرح بها خلال السنة المالية بلغت8.2 مليار جنيه.
وفي عرضه حول الحساب الختامي, أوضح المستشار جودت الملط رئيس الجهاز ان الاتساع المستمر للفجوة بين الاستخدامات والايرادات الفعلية أسفر عن استخدامات فعلية بنحو149 مليارا بنقص قدره52,1 مليار جنيه خاصة ان الايرادات الفعلية التي امكن الاستفادة منها لن تتعدي97.2 مليار جنيه, وقال إنه من الملاحظ إرجاء صرف بعض الاعباء المالية التي تخص العام المالي بنحو36 مليار جنيه وتأجيلها للسنواات القادمة الأمر الذي يمثل المزيد من الاعباء وتداخل حسابات السنوات المالية مما يؤكد ضرورة مراجعة النفقات غير الضرورية والحد من النفقات والتوقف فورا من الإنفاق الترفي.
وقال إن هناك نقصا واضحا في تحقيق المستهدف من الايرادات والبالغة97 مليارا بنقص نحو14 مليار جنيه عن الربط الاصلي و26 مليار جنيه عن الربط المعدل.
وأشار إلي ان المستحقات المتأخرة للحكومة بلغت نحو49 مليار جنيه, وان متأخرات مصلحة الضرائب بلغت نحو28 مليار جنيه ومتأخرات مصلحة الجمارك بلغت نحو3 مليارات جنيه.
وقال إن العجز الكلي الفعلي بلغ52,1 مليار جنيه, وان ارتفاع نسبة العجز الكلي من الناتج المحلي الاجمالي بلغ12,6% وانه يلاحظ استمرار العجز الصافي عاما بعد عام.
وعن المديونية الخارجية لمصر قال إنها بلغت28,7 مليار دولار خلال العام المالي2003/2002 وإن الدين الخارجي الحكومي بلغ10.5 مليار دولار وإن الديون الخارجية المضمونة من الحكومة والبنوك18 مليار دولار مشيرا إلي أن الحكومة قامت بدور بارز لالغاء الديون الخارجية.
وأوضح أن الدين العام الداخلي زاد حتي بلغ370 مليار جنيه بنسبة89,3% من الناتج المحلي الاجمالي, مشيرا إلي أن اجمالي الدين العام بلغ546 مليار جنية بنسبة131,8% من الناتج المحلي الاجمالي وأنه تلاحظ أن الجزء الاكبر من إجمالي الدين العام بالدخل الحكومي يستخدم في تمويل العجز النقدي وعجز الموازنة العامة أكثر من استخدامه في الاستثمارات الحكومية مما لا يساعد علي زيادة معدلات النمو الاقتصادي.
وقال إن السياسة المالية للدولة لم تسهم في الإسراع بمعدل النمو الاقتصادي الذي بلغ3,1% وهي أقل من المعدل المستهدف البالغ4,6% مما يشير إلي تباطؤ الأداء الاقتصادي.
وأوضح أن هناك تعديلات أدخلت علي موازنات الهيئات الاقتصادية الـ59 أثرت علي الربط الأهلي بنسبة40,2 مليار جنيه.
وأكد أن هناك مخالفات شابت عمليات تنفيذ الخطة العامة للدولة مما يؤكد استمرار الظواهر السلمية لتنفيذ المشروعات عاما بعد عام وذلك بعدة أسباب منها عدم كفاية الدراسات الأولية والجدوي الاقتصادية وتباطؤ المقاولين وعدم كفاءة مقاولي الباطن.
وفي تعقيبه علي ما قاله المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات أكد الدكتور فتحي سرور أن ما قامت به الحكومة من قيامها بالصرف بدون تأشيرات عامة يعد مخالفة دستورية تحاسب الحكومة عليها خاصة أنه قد سبق التنبية بخطورة مثل هذا الاجراء في السنة الماضية, وأكد أن انخفاض عائدات الاستثمارات إلي أقل من3% يعد إهدارا للمال العام وطالب الحكومة بالرد علي هذه الملاحظات.
وقد قام بعرض التقرير علي المجلس المهندس أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة حيث أكد أن البيانات الختامية للموازنة العامة للدولة عن السنة المالية2003/2002 تشير إلي أن الربط الأصلي للانفاق العام قد بلغ نحو143,0 مليار جنيه, وقد تم زيادة ذلك الربط بموجب التأشيرات العامة والخاصة القانونية بنحو14,8 مليار جنيه ليصل الربط المعدل إلي نحو157,8 مليار جنيه.
وتجدر الاشارة إلي أن مؤشرات الدين الخارجي تشير إلي وقوع ذلك الدين في حدود آمنة ومستقرة, خاصة في ضوء وجود حساب مجمد محتجز لدي البنك المركزي أقر به صندوق النقد الدولي ومخصص لذمة سداد الدين الخارجي في مواعيده الجديدة المجدولة, وقد وصل مركز ذلك الحساب في ديسمبر عام2004 إلي نحو76,0 مليار جنيه.
وصل حجم الانفاق الفعلي للهيئات الاقتصادية في السنة المالية2003/2002 شاملا هيئة التأمينات إلي نحو230,2 مليار جنيه, وقد جاء هذا الانفاق موزعا علي أربعة محاور اساسية4,6 مليار جنيه للأجور, و145,4 مليار جنيه للنفقات الجارية والتحويلات الجارية, و8,7 مليار جنيه للاستثمار, و71,5 مليار جنيه للتحويلات الرأسمالية.
وصل حجم الايرادات الفعلية المتاحة للهيئات الاقتصادية شاملا هيئة التأمينات في ختام السنة المالية2003/2002 إلي نحو193,5 مليار جنيه, وقد جاءت تلك الايرادات من ثلاثة مصادر اساسية وهي:
143,3 مليار جنيه ايرادات جارية وتحويلات جارية و35,6 مليار جنيه موارد ذاتية لتمويل الاستثمارات والتحويلات الرأسمالية و14,6 مليار جنيه ايرادات تحويلية رأسمالية.
وقال المهندس أحمد عز: حققت العمليات الجارية لبعض الهيئات الاقتصادية فائضا بلغ عام2003/2002 مايزيد علي15,5 مليار جنيه, وقد ساهمت هيئتان فقط به نحو92% من هذا الفائض: هيئة قناة السويس10,6 مليار جنيه نتيجة ارتفاع سعر الصرف وزيادة اعداد السفن العابرة, والهيئة المصرية العامة للبترول3,7 مليار جنيه وذلك بخلاف الفائض الذي كان يمكن ان تحققه الهيئة لو لم تتحمل اعباء دعم المنتجات البترولية الدعم المستتر بقيمته16,1 مليار جنيه.
ورغم تراجع العجز الجاري للهيئات الاقتصادية, إلا ان هذا التراجع صاحبه زيادة في الاعانات الموجهة من الموازنة العامة للدولة لهذه الهيئات وهو الأمر الذي يعكس تزايد العجز علي نحو مستمر في هيئات العجز الرئيسية السكك الحديدية, هيئة مشروعات التعمير والتنمية الزراعية, ومرافق المياه والصرف.
وتجدر الاشارة إلي أن العجز المرحل للهيئات الاقتصادية يهدد بتآكل حقوق الملكية في هيئات العجز, حيث تراجع رصيد صافي حقوق الملكية لهيئات العجز المرحل من19,9 مليار جنيه في1999/6/30 إلي12,5 مليار جنيه في2003/6/30.
كما يشير التحليل المالي إلي ضعف القدرة الايرادية للهيئات الاقتصادية, حيث إن كثيرا من الهيئات التي يرتبط نشاطها بقطاع الأعمال أو المستهلك أو كليهما وفقا للتصنيف الوارد بالتقرير, تعجز ايراداتها عن تغطية تكاليف النشاط, وهو ما يرجع إلي تطبيق أسعار أو تعريفات لاتعكس التكلفة الاقتصادية للنشاط أو الخدمة وارتفاع التكاليف.
وقد اشاد أحمد عز بالتوجه الحميد للحكومة في السنوات الاخيرة في محاولة الالتزام باقصي درجة ممكنه بالاعتمادات المدرجة بالموازنه وان التحليل بموجب الانفاق العام تؤكد التزام الحكومة بحزمة من السياسات الاجتماعية وان زيادات الانفاق العام زيادات حتمية في اطار الالتزام بهذه الالتزامات وعلي الاخص في الاستمرار في تحسين هيكل العاملين في الجاز الاداري والالتزام بدعم الطبقات الفقيرة واستمرار الانفاق علي التعليم والاستمرار في تطوير البنية الاساسية والمرافق العامة وهي كلها امور تتفق مع اللجنة.
|