{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
آثام "أحمد ياسين" في ذكرى مصرعه ....
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #89
آثام "أحمد ياسين" في ذكرى مصرعه ....
اقتباس:قل لي اين أنتم قبل أن تعيب على الإسلاميين وجودهم بين الناس. أين العالميانيون في المجتمع، أين العالمانيون في الشعب، أين العالمانيون في طبقات العامة؟
في أمريكا يدافع الفران والزبال عن الدستور العالماني ويرى أنه يعطيه حقه، وفي فرنسا يدافع الكواء والبقال عن الثورة الفرنسية ويعتز بها، وفي بريطانيا يدافع البحار والصياد عن النظام الملكي الدستوري العالماني الديمقراطي الانجليكاني، ويرى أنه خير من الدنيا وما فيها. فأين نجد ذلك عند العرب؟ هل يمنعكم الإسلاميون من ذلك؟

خالد يا سندي ..
لن أستطيع أن أفصل كثيراً ولا أن أدخل في نقاش طويل، فبعد قليل علي أن أستقل القطار إلى جنيف وغداً ظهراً سوف أكون في باريس ... لذلك سوف أحاول وضع يدي على بعض النقاط المجملة التي قد تحمل أسباباً حقيقية لقلة "الحضور" العلماني في الشارع العربي حتى اليوم. فهذا البحث طويل جداً ولربما احتاج إلى كتاب وافر.

1) تجذر الدين في العقلية العربية عبر 1400 سنة من التاريخ.1400 سنة والعربي لا يرى نفسه إلا من خلال الدين. فالدين هو المقياس الأول للإنسان العربي الذي لا يستطيع أن يرى نفسه ولا أن يحكم على شؤون زاده ومعاده إلا من خلال هذا المنظار. هو بحاجة للآيات والأحاديث والفتاوي في كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة من أمور عالمه.

الدين عند العربي في هذه الفترة الطويلة هو الحقيقة الكاملة المطلقة التي " لا يأتيها الباطل من خلفها ولا من أمامها" وكل ما عليه هو الاستزادة منه وقياس نظمه وشرائعه على حسب هذا الدين. فكل ما وافق الدين صحيح بالضرورة وكل ما خالفه هو ذنب وخطأ حتى لو وافق العقل وماشاه.

فرض "الحقيقة المطلقة" في الدين أدى إلى تعطيل العقل شيئاً فشيئاً وشله تماماً مع أفول نجم "المعتزلة" وعلو فقه"الشافعي" و"فلسفة الغزالي" حتى يومنا الحاضر. فالعربي مثلاً، يهرع إلى "المعلوم من الدين بالضرورة" أولاً ولا يهمه إن كان يوافق العقل أو لا يوافقه. والعربي يستجدي الشيخ الفقيه أجوبة على كل ما يعرض في حياته، والشيخ يجيب بالرجوع إلى هذه "الحقيقة المطلقة" التي رسخت في عقل هذا العربي.
1400 سنة إذاً من تعطيل العقل والركون إلى النص وتفسيرات رجال الدين، وآلاف الفتاوي التي ترافق المسلم منذ أن يبدأ نهاره حتى ينام جعلت المجتمع العربي مجتمعاً دينياً بامتياز. مجتمعاً "مستلباً" يعيش "بذهنية غيبية" ولا يستطيع أن ينهض لشؤون يومه دون المرور "بمعايير الدين ومقاييسه".

حقاً، لقد حاول "العقل العربي" أن يستفيق من هذه "الحقيقة الكاملة الواحدة والوحيدة" التي تزوده بها النصوص المقدسة، ولكنه لم يوفق في إفاقته. فالغليان "العقلي" الذي أحدثه "المعتزلة" في القرن الثامن والتاسع الميلادي انتهى إلى "انهزامها" أمام الرجعيين من "أحمد بن حنبل" إلى "الشافعي" و"الغزالي". ومحاولة "الإفاقة" الثانية التي حاولها "ابن رشد" في كتابه "فصل المقال" لم يكتب لها التوفيق أيضاً وانتصر الرجعيون مرة ثانية وأحرقوا كتب "ابن رشد" وانتكس العقل العربي حتى يومنا هذا.

أوروبا نفسها كانت تأكلها هذه "الذهنية البليدة" التي تركض وراء "الحقيقة" من خلال "الكتب المقدسة" ولا تعتبر كل ما سواها معطلة دور العقل. ولكن موقع "توما الأكويني" كفيلسوف المسيحية الأكبر وتأثر هذا "بابن رشد" (رغم كرهه له) جعل العقل يتسلل إلى تعاليم الكنيسة منذ القرن الثالث عشر ويركض نحو عصر النهضة. ولو راجعنا التاريخ، فلسوف نرى بأن "إعادة إعمال العقل" في أوروبا بدأ منذ هذا التاريخ تقريباً (تاريخ ألبرت الكبير وتلميذه توما الأكويني) وبدأت أوروبا تمشي إلى الأمام في هذه الحقبة.

تراث 1400 سنة من "تعطيل العقل"(اللهم إلا في فترة "العصر العباسي الأول والثاني" المعتزلية بامتياز وصاحبة الاشعاع الحضاري الوحيد في تاريخنا) وجموده لا نستطيع أن نزيله بين ليلة وضحاها.

هذه "الذهنية الدينية" القروسطية ما زالت تخيم على جميع مفاهيمنا وتغلف عقولنا بطبقات من الصديد كلّستها السنون. هذه الطبقات بحاجة للمسح بممسحة العقل والحضارة وهذا بحاجة لوقت وجهد كبير. فأوروبا نفسها احتاجت لتمهيد مئات السنين كي تعطي العقل دوره وتقزم دور الغيبيات ورجالها، ثم احتاجت من جديد أكثر من 150 أحياناً كي تعطي للعلمانية مداها. ولو عدنا لفرنسا التي استشهدت بها في مداخلتك، فلسوف نرى بأن ثورتها نشبت في 14 تموز 1789، ولكن الدولة احتاجت إلى 116 سنة حتى استطاعت تحييد الكنيسة الكاثوليكية عن السياسة وإدارة الدولة (قانون 1905). بل أن هذا التحييد لم يكن بمستطاع دون انتكاسات كثيرة؛ هكذا رأينا بأن عصر "لويس الثامن عشر " الرجعي يقوم على انقاض "امبراطورية نابليون" سنة 1816، كي يعقبه نظام ليس بعيداً عنه مع "لويس فيليب" سنة 1830 (رغم تحسنه)، فيما لم يكن نظام "امبراطورية نابليون الثالث" 1848 – 1870 بأحسن كثيراً. فالرجعية كانت تأكل يديه ووجهه ولسانه. ولم يتح لفرنسا أن تركض نحو "علمانيتها" وتتخلص من "إرث العصور الوسطى" إلا بعد رسوخ "الجمهورية الراديكالية"( 1890 – 1914 ) والحركات الثورية التي مهدت لها (كومونة باريس 1871) والجمهورية الديمقراطية التي سبقتها (1871 – 1889).

2) الحضور الطاغي للدين في حياتنا ؛ في مناهجنا الدراسية وفي وسائل إعلامنا وعدم اعتماد "ثقافة علمانية" من قبل الدولة ومؤسساتها
الحضور الديني في عالمنا العربي كان قوياً دائماً، وهو طاغ في مناهجنا الدراسية وفي وسائل إعلامنا وفي تشريعاتنا وعادتنا وتقاليدنا. هذا الحضور يقابله عدم اعتناء من قبل دولنا "الانتهازية" المتأرجحة بين "ذهنية القرون الوسطى" و"العالم الحديث" بالعلمنة وتثقيفها.

هنا لن أفصل أكثر، لأني قلت عن هذا الكثير في المنتديات من ناحية ولأنه لا وقت لدي الآن (أرجو تفهمك) من ناحية أخرى. ولكني سوف أدعوك إلى الرجوع إلى كتاب الدكتور "غالي شكري" المنشور تحت عنوان "أقنعة الإرهاب" والذي يعقد به فصلاً لهذه الدول "الممسوخة" التي أتاحت انتهازيتها وقمعويتها وسوء تدبيرها إلى معاودة تعشيش بكتيريا الغيبيات في عقول كثيرة. هذا الفصل يحمل عنوان "نحو علمانية جديدة" والكتاب هو من منشورات الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1992.

3) حيادية العلمانية وعدم انتمائها إلى مدارس "سيكولوجيا القطيع" التي تمنح المواطن المحبط انتماء ودفئاً

المواطن المحبط في العالم العربي، المطحون اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً بحاجة أحياناً إلى "دفء وانتماء" يجده في "الزعيم الأوحد " وفي "سيكولوجيا القطيع" عندما يعز عليه أن يجده في دولة مؤسساتية تؤمن له حقوقه ويعرف فيها واجباته.

الحركات الدينية تؤمن عادة لهذا المواطن هذا "الدفء القطيعي" الذي يمنحه "الدين" عندما يقوم باستلاب العقل وتخديره. هذا "الخدر" الذي يعتمد على جمل مثل "وكنتم خير أمة أخرجت للناس" و"نحن أمة الأخلاق والجهاد" و"جئنا لننقل العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد" يؤمن للفرد المحبط دوراً ويعطيه ملجأ وينقذه من عبثية وجوده، وهو دور إيجابي تلعبه هذه الحركات.

ولكن هذه الإيجابيات سرعان ما يعقبها السلبيات من إقصاء للآخر وتغييب دور العقل واللجوء إلى "ذهنية القرون الوسطى" التي ذكرناها فوق وانكشاف هذه "الجمل" عن واقع مرير ليس له أي علاقة بالواقع المعاش.

الإحباط والدفء والدور الإيجابي الأولي سوف ينقلب من خلال "الغيبيات" إلى عالم خاص يعيش به هذا المنتمي المسكين. عالم خاص عندما لا يجده على الأرض يقولون له بأنه موجود في السماء ...
العلمانية من ناحية أخرى، لا تقول بجميع هذا ولا تدخل فيه. ليس بها مثل هذا "الصدر الحنون" و"إبر المورفين والأفيون" الموجودة عند الدين. وهي لا تستطيع أن تهيء "جواً كاملاً" من الوهم والأوهام يعيش به هذا المواطن المحبط لا في الأرض ولا في السماء.

أخيراً، في مجتمع ما زال يرسف في قيود الدين، فإن المواطنين المحبطين سوف يتوجهون أولاً إلى الدين أما العلمانية فهي جسر للحضارة لا يعبره إلا الراسخون في العلم أو في العقل – على الاصح-.

4) ارتباط العلمانية بالدول الاستبدادية ووضع البيض في سلة واحدة.

لن أقف كثيراً هنا أيضاً. ولكن لأقل بأن العلمانية هي مثل "الويندوز" تشغل به الجهاز ويكون قاعدة للبرامج المفيدة وقاعدة أيضاً للفيروسات. هي مثل الطاولة، تستطيع أن تضع عليها الماء والأدام، وتستطيع أن تضع عليها "حذاءك" لو أحببت. العلمانية تستطيع أن تنجب الديمقراطية وتستطيع أن تنجب الاستبدادية.
في عالمنا العربي أدت النظم "المتعلمنة" (وبالكاد ... راجع غالي شكري!!!) إلى الاستبدادية والقمعوية. ومع بعض الدعايات المغرضة صرنا نضع البيض في سلة واحدة وينظر الانسان العربي المحبط من دولته إلى أن العلمانية والاستبداد مرادفات لبعضهما البعض ...

المسألة إذاً هي قصور في النظرة وتعميم وجهل ... ولكن الجاهل لا يدرك أنه جاهل، وإلا فإنه لا يبقى جاهلاً.

5) محاربة العلمانية من قبل التيارات الرجعية والمتخلفة.


هذه التيارات الرجعية المتخلفة التي يقف على رأسها "الإخوان" تقف على أرضية دينية في عالم ما تزال تحكمه النظرة الدينية وتطلق الشائعات والأقاويل والتعميمات، وتركض خلف مؤلفات "اليمين الكاثوليكي" وتنقل منها.

العلمانية تحارب على هذا الصعيد بقوة، ومع نمو الاحباط وهاجس الدين ودمج العلمانية بالدول المستبدة تشكلت جبهة عريضة من المتدينين استطاعت حتى اليوم الحؤول من تنامي التيار العلماني بين الناس.

6) النخبوية العلمانية وحاجة "المجتهد" إلى المعرفة قبل أن ينتمي إلى هذه المدرسة.

مع اهمال الدولة "للثقافة العلمانية" والترويج للدين في كل ميدان وميدان، انحصرت العلمانية في من يريد الوصول إليها فقط. وعندما يكون خبز الناس اليومي وقاتهم هو الدين، فإن العقل يتراجع ولا تعود العلمانية تبدو إلا لمن يحاول العثور عليها.

هؤلاء الناس هم عادة من المثقفين. فأنت قد تجد الملايين من المتدينين الأميين والجهلة ولكنك لن تجد علمانياً واحداً أمياً أو جاهلاً إلا من رحم ربي.

هؤلاء المثقفون يكتبون الكتب ويصدرون المجلات ولكن هذا جميعه ليس متاحاً إلا لقلة قليلة تركض وراءه وتبحث عنه. علمانية اليوم مثل الفلسفة في ديار الاسلام في القرون الوسطى، تحارب وتكفّر ويطاردها الشيوخ في أي مكان وهي محصورة في النخب المثقفة. لذلك فهي ليست زاد الشعب اليومي بعد، وإن كان في انخفاض نسبة الأمية أمل كبير.

7) عدم التصريح بالعلمانية من قبل العلمانيين وعدم محاولة التجمع تحت رايتها


العلمانيون مخطؤون عندما يستترون تحت قناع المتدينين أحياناً، ومخطؤون أكثر عندما لا يقيمون حركات سياسية أو ثقافية لعلمنة المجتمع. ربما لم يفهموا بعد بأن عليهم الآن الدخول إلى قلوب مواطنيهم إذا كانوا يطمعون حقا في تغيير عالمنا البائس والنهوض بشرقنا من عثرته.

هذا قصور حقا له أسبابه الكثيرة والتي أولها عدم التقاء العلمانيين على ايديولوجية واحدة إلا العلمانية. فهم عادة منقسمون بين يسار ويمين وليبراليين واشتراكيين وشيوعيين، بينهم أسوار من العداء الأيديولوجي الذي عليهم التخلص منه، لأن معركة التقدم الأولى في عالمنا العربي هي معركة "علمنة المجتمع" ...

هذه نقاط أولية جداً بها جملة من أسباب قد تفيدنا في معرفة "قصور العلمانية" حتى الآن عن دخول البيوت العربية من أبوابها. ولكني على يقين بأن الوقت يعمل في صالح العلمانية لأنها حتى الآن، بما تحمله من قواعد الدولة الديمقراطية، هي الأصلح لمجابهة المستقبل والسير في ركاب الحضارة. إلا إن كنا نستطيع أن نخلق "نظاماً سياسياً" جديداً أفضل من الديمقراطية. طبعاً، المشكلة في هذا الحل الأخير أن البشرية منذ اليونان القديمة حتى اليوم لم تخلق نظاماً جديداً كل الجدة. وأي مراجعة لكتب "ثيوسديد وهيرودوتس"التاريخية سوف تؤكد زعمي هذا(خصوصاً ذلك الحوار الثلاثي المشهور الذي يدور إبان الحرب اليونانية الفارسية).

واسلم لي
العلماني
03-27-2005, 08:10 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
آثام "أحمد ياسين" في ذكرى مصرعه .... - بواسطة العلماني - 03-27-2005, 08:10 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  في ذكرى السنتين للثورة Dr.xXxXx 0 406 03-16-2013, 01:25 AM
آخر رد: Dr.xXxXx
  أحمد بن حنبل و قضية خلث القرآن زوبعة في فنجان 4.5.6/6 حمادي بلخشين حمادي بلخشين 0 1,772 07-11-2011, 10:49 AM
آخر رد: حمادي بلخشين
  في ذكرى يوم الارض Dr.xXxXx 34 6,894 04-09-2011, 11:15 PM
آخر رد: على نور الله
  وردة لفلسطين في ذكرى "نكبتها" (62 عاماً على نكبة فلسطين) ... العلماني 12 3,922 04-04-2011, 12:16 AM
آخر رد: أبو نواس
  "هي دي مصر ياعبلة " طيف 8 3,069 03-06-2011, 09:37 PM
آخر رد: طيف

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS