أود معالجة الموضوع من خلال خمس نقاط
[CENTER](1)[/CENTER]
العلمانية و الديموقراطية
العلمانية هي المدخل الأسلم إلى الديموقراطية و هي الضمانة الحقيقة لقبول الآخر مقارنة مع الشمولية أيا كان نهجها
[CENTER](2)[/CENTER]
الديموقراطية و الشمولية
حسنا, سيأتي زميلنا خالد هنا ليبسط الموضوع و يقول ماذا لو كان خيار الجماهير شموليا, بصراحة الجواب ليس يسيرا إذا أردنا أن ننظر, و لكني أقول أن الخيار الشمولي يأدي بالضرورة إلى الديكتاتورية ثيوقراطية كانت أو حزبية و سيحرم نفس الجماهير من الاختيار بحرية مرة أخرى. عندما جاءت الثورة البلشفية جاءت جماهرية و سقطت الشيوعية السوفيتية لأحاديتها و كذلك الديموقراطية الثيوقراطية في إيران جاءت من خلال ثورة إسلامية بدأت تعجز عن احتضان نفس المجتمع الذي جاء بها.
[CENTER](3)[/CENTER]
الديموقراطية بين الأجهزة الأمنية و الإسلام هو الحل
تلك هي المشكلة المزدوجة لدينا اليوم, فالديموقراطية لا تترسخ من غير جو من الحريات و ذلك غير موجود لدينا عموما, و بخاصة حرية التنظيم في أحزاب سياسية.
المعوق
الثاني هو "الإسلام هو الحل" فعندما يصوت الناخبين لمرشح (الإخوان مثلا) فهو لا يصوت على مشروع الإخوان المسلمين بل يصوت بوازع ديني للذين يمثلون ربه و هنا انتفى التنافس و حل ذلك هو العلمانية
[CENTER](4) [/CENTER]
المجتمع و العلمانية
هل علمنة المجتمع هي الحل فعلا و على أي أساس تكون تلك العلمنة, هل استيراد النموذج الغربي يناسبنا ؟ أسئلة خطيرة جوابي عليها بالنفي و لكن ليس النفي القاطع
[CENTER](5)[/CENTER]
المجتمع و الهوية
مجتمعنا اليوم فاقد للهوية و من غير هوية ثقافية, لن تقوم له قيامة لا بالعلمانية و لا بغيرها, و على المثقف اليوم ترسيخ هوية حضارية لمجتمعه التائه في الأدب و الفنون و السياسة و هنا أقتبس نفسي لأقول
اقتباس:قد لا نستطيع الفصل بين الثقافة الإسلامية و الإسلام للكم الهائل من التعقيدات التي جعلت أجزاءً كبيرة من التراث الإسلامي قسما يشكل فصله عن الدين تهمة تكفيرية.
أما بالنسبة للعروبة فهي ثقافة و لم تكن يوما عرقا, فعرب اليوم ليسو عرب الأمس و لم يكتسبوا عروبتهم بالتناسل, لكن الثقافة العربية اليوم في تفكك ,لا تجد لها هوية و لا عنوان و في تناقص دائم لانعكاس اتجاهات تقدمها بين الحداثة و الأصالة.
الأصالة في الفكر العربي تشكل مغناطيسا لا يستطيع الكثير من المثقفين الخروج من مجاله و التعاطي معه دون تأثير مباشر, و حتى النخبة المثقفة "حداثيا" انقسمت إلى خطين أحدهما كفر بأصالته و الآخر انعزل في صومعته لأنه لم يستطع مجاراة المطالبين بالأصالة من جهة و المطلبين بالحداثة المنزوعة الهوية من جهة أخرى.
من غير تراثنا نصبح مسوخا و بتراثنا نمسي رجعيين فلماذا لا نعمل تحريرا لذاكرتنا (تحرير و ليس إلغاء) و نصنع ذاكرة للمستقبل بما لدينا من فكر حداثي أصيل. لدينا "تراث" حداثي عظيم, لماذا لا نثخن الخط الذي كتب به حتى يشاهد بين الكم الهائل من الموجدات ذات الصالحية المنتهية, لدينا (مدن الملح لمنيف) و لدينا (الأجنحة المتكسرة لجبران) و (الاستشراق لسعيد) و الكثير من النتاج الأدبي و الفكري الحداثي المهمش وسط زحمة الأصالةالتي تحاكي الشعر القديم و اللغة الغريبة.
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...=25563&pid=#pid
و شكرا لك يا خالد على دعوتنا إلى هذا الموضوع