اقتباس:جبال ظفار 1965_1968


18 مايو  
.........فقدنا عنصر المفاجأة. أعلنت القيادة الخماسية في بيان لوكالات الانباء عن بدء الكفاح المسلح في ظفار قبل ان تكتمل استعداداتنا. النتيجة ان دورية ايرانية احتجزت زورقا كان ينقل السلاح و الرجال ووثائق من العراق وسلمته للسلطات البريطانية في مسقط.


....

21مايو

كنت الوحيدة في ملابس عسكرية . أمرت بجمع الوحدة فاصطفوا كيفما اتفق وفي تكاسل ودون حماس. لم يكونوا يرتدون ملابس عسكرية .. اغلبهم شبان صغار السن عراة الصدور..لا يستر بدن الواحد منهم سوى المعوز او الأزار الملون الذي يمتد من الخصر الى القدميين . الاقدام عارية......
.......
.....

استجمعت ارادتي و قلت  بصوت ضعيف وضعت فيه كل ما استطعت من حزم :
اننا جميعا اعضاء في منظمة ديموقراطية هي جبهة تحرير ظفار ، لكن منذ اليوم كلكم جنود في جيش التحرير الشعبي و أنا قائدتكم. انتظرت لحظة متوقعة ان يعلق احد رغم اني ما كنت سأسمح له بالستطراد . لم ينطق احد بكلمة .
....
....
....

أصدرت الأمر بأن يتقدم الى الأمام ذوو الخبرة بالقتال و الاسلحة . قفز أغلبهم امامي. استبعدت من لا يحمل سلاحا ثم تفحصت الباقين. من طريقة حملهم للبندقية ميزت ذوي الخبرة الحقيقية . اخترت منهم قادة المجموعات و جمعتهم جانبا . أوقفتهم امامي و أنا احاول ان اخفي توتري و أضغط على نفسي كي لا اهرب  بالنظر الى صدورهم العارية...
...............
.............
...........

9 يونيو

بدأت الثورة في ظفار .
.. قدت الهجوك على طريق حمرين. كنا جميعا متوتريت نتصبب عرقا.  
حاولت قدر الامكان ان اخفي اصطكاك ركبتي . اصدرت الامر بفتح النار على الموقع . أطلق الأنجليز صاروخا اضاء المنطقة . ظن المقاتلون انهم انكشفوا فأوقفوا هجومهم و هربوا . لحقت بهم و قلت لهم انهم اذا واصلوا الهرب سيتعرضون لمحكمة عسكرية . ترددوا. عندئذ تركتهم و عدت الى موقعي وأطلقت النار. لم يرد الانكليز بنيران مضادة. لمحنا سيارات مسرعة تغادر الموقع. أطلقت مزيدا من النيران . تبينت بعد قليل ان الانكليز تركوا الموقع و هربوا. ادرك جنودي ذلك فعادو على الفور . شعرت بروح جديدة تدب فيهم . انكسرت هيبة العدو.
.. تهورت و أمرت بصرف علبة بولبيف لكل مجموعة على العشاء
.. سيكون هذا عيد ميلادي الحقيقي

مسقط 1992{ هنا الحديث عن لسان الكاتب في مسقط }

انقسم الطريق الرئيسي الى اتجاهين مستقلين و قام زيد بسلسلة من الدورات المعقدة وهو يوزع اهتمامه بين المرآتين الأمامية و الجانبية، مدققا النظر في السيارات القليلة القادمة خلفنا, اخترقنا وسط المدينة القديمة و طرقاتها الضيقة وهو يشير الى المعالم التي نمر بها : قلعة كبريتة متحف بيت نادر سور المدينة السفارة الامريكية . تمهل عندما أشرفنا على مبنى السفارة البريطانية و اشار الى سارية العلم المثبتة في ساحتها الرحبة قائلا:
_ في السابق كان العبد المملوك الذي يستطيع الوصول الى هذه السارية و يلمسها يمنح الحرية الكاملة و يزود بشهادة من السفارة تثبت انه اصبح حرا لا يجوز التعرض له
_ أعجبتني الفكرة و تخيلت سارية مماثلة في كل عاصمة عربية  
أومأ الى قلعة الجيلالي العتيقة التي تشرف على المكان من فوق قمة جبل يمثل شبه جزيرة ممتدة في البحر:
_ البرتغاليون هم الذين بنوا هذه القلعة منذ اربعة قرون. .....
.....
.....
....  


جبال  ظفار  1968 _1970

يناير 69
احتفلنا بالعام الجديد في معسكر بجبال القمر .. اعد الرفاق تموينا اضافيا من الشاي و السكر و عنزة كاملة.. بدأنا نغني اقترب مني الرفيق غزال زقال انه يرتب الى احتفال خاص بعد انتهاء الاحتفال العام . سألته عن الحاضرين فقال: نحن فقط اعضاء اللجنة. غمز لي بعينه و قال انه يحتفظ بربع زجاجة عرجي لهذا الغرض. قلت له اني منعت الرفاق من الشراب و لا بعقل ان أجيز لنفسي ما أحرمه على الآخرين. ثم اضفت: أعدك بأن أشرب معك حتى الصباح بعد النصر. لم يحر جوابا.


26 يوليو  
...سقط الطاغوت .
أعلن قابوس اليوم انه يستولي على السلطة من أبيه. قال بالحرف:
_لاحظت  في الماضي بقلق متزايد عجز أبي عن ادارة الأمور ..........