هذا سؤال محوري جداً لأني متأكد من أن الكثيرين حتى من المسيحيين سيخطئوا في التعبير عن النظرة المسيحية للجنة، ذلك بسبب أن الفكر المسيحي الشعبي قد تأثر بالفكر الإسلامي عبر التاريخ و بسبب الجهل الذي كان متفشي في عصور سابقة لم يصل التعليم الكنسي لكثير من الناس ( غير المختصين ).

الجنة في المسيحية ترد في موضع واحد باسم جنة عدن و هي الحالة ( و ليس المكان ) التي كان يعيش فيها آدم و حواء قبل السقوط، إن المعمودية حسب الإيمان للمسيحي تنهي جميع نتائج السقوط هذا يعني أن المسيحي يستطيع إن كان فعلاً في علا قة صحيحة مع الله أن يعيش الجنة بالمعنى الكتابي في هذا العالم الحاضر.

أما ما يعد فيه المسيح المؤمنين في اليوم الأخير ليس الجنة ( التي كان يعيش فيها آدم و حواء ) بل الحياة الأبدية التي يصفها الرسول بولس أيضا بقوله ( ما لم تره عين و لم تسمع به أذن ما وعد به الله للذين يحبونه ) طبعاً الحياة الأبدية حالة تسمو كثيراً عن الجنة التي عاش فيها آدم و حواء، بينما كان آدم و حواء معرضين للسقوط في الجنة فإنه في الحياة الأبدية ليس هنالك مجال للسقوط في الخطيئة فهي حالة نهائية و ليست حالة اختبارية.

إن الفكر الغربي حتى قد تأثر أحياناً بالفكر الإسلامي حول هذا الموضوع.

أنا متأكد أن هذا الرد سيلقي الكثير من الأسئلة و يسعدني جداً أن نستمر في هذاه المناقشة.