منقول عن نشرة كلنا شركاء:

«الرفاق» السوريون احتفلوا بميلاد البعث الـ 58 على وقع آليات جيشهم «العقائدي» العائد من لبنان
جانبلات شكاي: الرأي العام الكويتية 8/4/2005
تقصد «الرفاق» السوريون أن يحتفلوا أمس بذكرى ميلاد «بعثهم» الـ 58 على وقع صوت آليات جيشهم «العقائدي»، وهو يعود إلى داخل الوطن، بعدما أدوا مهامهم «القومية» في الشقيق الأصغر، لبنان.
على الطريق الممتد من دمشق إلى بيروت، كانت الشاحنات العسكرية تتجه في ساعات الصباح فارغة، لترجع بالجنود في أول يوم تم الاعلان عنه في العاصمة السورية على أنه بداية المرحلة الثانية والأخيرة لانسحاب القوات.
وفي بيروت، بدا الارتياح واضحاً على وجوه المواطنين، الذين يؤكدون ان بلدهم يدخل مرحلة تاريخية جديدة بدأت ملامحها تظهر العام 2000 بنجاح «حزب الله» والمقاومة في اجبار إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان، وتتضح هذه الملامح اليوم أكثر، باقتراب موعد انتهاء الانسحاب السوري.
ويؤكد البيروتيون «المرعبون» من صدى الانفجارات التي عادوا يسمعونها في أحيائهم، على ان كل ما جرى خلال الشهرين الأخيرين لن يكون على الأغلب إلا بداية خير لرسم علاقات جديدة بين البلدين عملا بالمثل القائل «لا تأخذ صديقاً إلا بعد خناقة».
على الطريق بين العاصمتين، خصوصا في مدن وقرى سهل البقاع، لا تزال نتائج «كارثة الحريري» تترك آثارها على كل ما تسقط عينك عليه، فالبنوك بدأت تفرض ضرائب على سحب العملات الأجنبية بسبب الاقبال غير العادي والمحال التجارية على جانبي الطريق تعيش حال كساد، وصل الأمر إلى درجة اغلاق قسم كبير منها، وبدا الطريق شبه خاوٍ حاله كحال الحواجز السورية التي تم تفكيكها في الأيام الأخيرة.
وتشهد المعابر الحدودية سواء في المصنع اللبناني أو جديدة السورية على حال «الجفاف» الذي ضرب في هذا الشريان بعد ذلك الجفاء الذي كاد ينسف كل ما بني في المرحلة الماضية تحت قاعدة «سوا ربينا».
أما في دمشق فالمشاعر المشحونة تجاه اللبنانيين لا تقل عن تلك الموجودة في بيروت، ولم يفهم الشارع، أو لم يستطع أن يفسر، السبب وراء كل ذلك الحقد الذي انسكب على سورية على المحطات الفضائية والصحف الصديقة والشقيقة قبل «العدوة».
ويقول العامة: ما علاقتنا نحن إذا كان البعض أساء، وربما هذا البعض أو شركاؤهم أساؤوا إلى سورية أكثر مما أساؤوا إلى لبنان.
ولماذا باتت سورية في المحرق؟ وكيف لها أن تخرج من هذه العاصفة؟ التي بدا للوهلة الأولى أنها ستذهب بالأخضر واليابس؟
كثيرون اجتهدوا لايجاد ردود للتساؤلات السابقة، وبعضهم يؤكد ان ما تحدثوا به قبل أربع سنوات حول ضرورة الاصلاح السياسي يصلح اليوم تماما لايجاد المخرج.
وفي الواقع بدأت السلطات تتعامل مع عجلة الاصلاح من هذه الزاوية، فبعد الموافقة على منح جوازات السفر حتى إلى «المنفيين الطوعيين» من الاخوان المسلمين، بدأت السلطات بجرد أملاكهم، تمهيدا لاعادتها لاصحابها، وخلال ذلك اصدر الرئيس الأسد عفوا قام بموجبه بتبييض السجون السورية من المعتقلين السياسيين الأكراد، وسط أحاديث عن اقتراب موعد اصدار عفو سياسي آخر يبيض السجون من كامل المعتقلين السياسيين بمن فيهم معتقلو «ربيع دمشق».
ووسط هذه الأجواء الانفتاحية، تعمل ماكينة «البعث» على إعادة انتاج أول أيديولوجيا «قومجية» عربية، بصورة وطنية و«سورية أولا»، وبصورة ذات ألوان متعددة تسمح للآخرين بالوجود على الساحة بفاعلية أكثر، وهو الأمر الذي ربما سيصبح مقوننا وناظما لعمل الأحزاب بعد المؤتمر القطري في يونيو المقبل.
وقبل «القطري» هناك المؤتمر القومي وربما الأخير في مايو، لكن أكثر ما يعبر عن صورة الحزب اليوم تلك الاحتفالات التي قامت بها فروعه في المحافظات، ولكن بعيداً عن اللافتات والصورة التي كانت تملأ فيما مضى الشوارع الرئيسية في المدن.
وكاد السوريون ينسون يوم ميلاد حزبهم «الحاكم» لولا بعض الاخبار التي تنشرها الصحف الرسمية التي نادراً ما تجد من يتصفحها