عزيزي المعري ..
شوقي لك اكبر ايها العزيز ، وسعيد بعودة مزاولة نشاطك في الكتابة - ولو كنت قد غيرت المكان فهذا لا يهم - ، فانت - بكفاءة - تعبر عن وجهة نظر يجب إن لا تغيب ، فكيف بها لو كان قلم قدير مثلك هو الذي يعبر عنها !

عزيزي اسمح لي ان اختلف معك ، إنني لا أرى إن المصافحة بين الأسد وكاتساف برتوكولية عابرة ، فهي - كما أتصور - تحمل دلالات معينة ، فالمشكلة ليست في المصافحة نفسها ، وانما في من قام بالمصافحة ! .
المصافحة التي تحدث من قبل رئيس نظام دائما يهتم بهذه الأمور الشكلية ، ويحاسب عليها ويزايد على الناس بها ليست مثل مصافحة يقوم بها أي رئيس آخر ، خاصة إذا ما علمنا انه يتعرض الان لضغوط ومخاطر متزايدة ..
لذلك المشكلة تكمن في ان الذي صافح الرئيس كاتساف هو الأسد رئيس سوريا نفسه ! .. وذلك في ظني انه له دلالة واضحة أراد تمريرها من خلال هذه الحادثة ليس اقلها استعداد سوريا للحوار مع إسرائيل - وقد يكون استعدادها للتنازل عن بعض ثوابتها التي زايدت عليها في السابق – من اجل تخفيف الضغوط على النظام ، وإحدى تلك الدلالات بالتأكيد محاولة سورية لإرسال رسالة لأمريكا ، والدول الضاغطة عليها مفادها أنها ليست بذلك السوء الذي يتصورونه ...
هذه الأنظمة الشمولية هي الآن في دوامة تنازلات عديدة مطلوبة منها لن تنتهي ، ولعل اقلها هو مصافحتهم لأعدائهم ..

لكن من يهتم بالشعيبي يا عزيزي ؟! .. كان كلامه في الصباح ، ثم تكذيب نظامه له في المساء ، قد رسم على وجهي ابتسامة باكية على تلك الإذناب التي تلهج خلف قناعات أنظمتها ، وهي لا تعلم إن تلك القناعات بدأت في التغير .

تحياتي لك ودمت لصداقة نبيلة


الزميل فرات
اشكر عبورك اللطيف ! ..