كان "أبو إسحق الكندي" (فيلسوف العرب) يشكر كل من خط حرفاً على طرس قبله، أياً كان مذهبه أو ديدنه أو نحلته. "فالكندي" كان يعلم بأن معارفه كانت "مدماكاً" آخر يضاف إلى الصرح الذي أسسه السابقون.

على دين "الكندي"، أود أن أشكر كل من كتب كلمة جميلة في هذا النادي، وأعتقد بأن معظمنا قد فعل.

كل من صاغ عبارة أخاذة، أونفذ إلى معنى بكر، أوابتكر أسلوباً طريفاً، أتاح، ولا شك، لهذا النادي أن يستمر ويبقى محافظاً على هدوئه واتزانه ومستواه.

"نادي الفكر العربي" له اسم محترم في الأوساط المثقفة. وهذا ليس تكهناً أو تخميناً أو مغالاة أو ضرباً من التبجح الكاذب، ولكنه عبارة عن بعض المعلومات التي استقيتها من أوساط صحفية تهتم برصد نوادي الحوار العربية على الانترنت.

هذا الاسم المحترم عمل عليه السابقون واللاحقون. والنادي الذي جمع في بداياته بعض الأقلام المنتقاة التي لم يكن ليعيش إلا بها، أصبح اليوم أكبر من كل قلم فيه. وهذا لا يغمط كبار كتاب النادي حقوقهم، فلولا مواظبتهم واجتهادهم ومحاولاتهم الدؤوبة في الارتقاء بالحوار، وطرح المواضيع الهادفة، والوصول إلى قلوب القراء وعقولهم لأصبح النادي بلقعاً، لا تجد في ساحاته إلا العصف المأكول والهباء المنثور.

ولنعد إلى موضوع الكاتب المميز الآن ...

العبارة هي التي تستوقفني وليس كاتبها.

على العبارة عندي أن تكون مبينة بهية اللفظ حسنة الصياغة، ولسوف أطرب لها لو خطرت في ثياب الخيال قليلاً فأجادت التشبيه وأحسنت إدهاش القاريء ومغافلته.

عليها أن تكون قبل ذلك وبعده وافرة المعنى، بها ما يقيم أود المعرفة. فليس للكاتب أن يقرع أذننا بتطبيل "عصر الإنحطاط" فيعتمد الجناس والطباق وجميع المحسنات البديعية في ساقط القول ومكرر الكلام.

عندما يعتمد الكاتب على فكرته ومعلوماته لا غير ، دون أن يحفل بعبارته ومدى جودتها، فإنني أنصرف عنه بعد السطر الأول من كلامه وبالكاد. فأنا لا أستطيع أن أقرأ كبار الفلاسفة الذين يتعاملون مع هذه اللغة العقيمة التي لا تلقح ثفالاً ولا تنتج ولا تتئم. فكيف بمن لما ينعجم عوده بعد؟

عندما أجد كلاماً في النادي يتوافق مع الشروط المذكورة فإنني أطرب له كان كاتبه من كان.

هذه البضاعة ، المذكورة أعلاه، كثيراً ما تجدها ،بغزارة ، عند بعض الكبار في هذا النادي وغيره من نوادي الحوار. بل وتلمح بوادرها عند بعض الأقلام الصغيرة أيضاً.

هذه البضاعة عندم تترى يقف النادي على رجليه ويبقى ثابتاً امام كل ريح عاتية، وعندما تقل فإن النادي يتراجع و"يتضبضب" وترى بغاث الطير قد حلق فيه.

من هو كاتبي المميز الذي "أستمز" عليه – بعبارة كاتب الموضوع - ؟
كل من يستطيع أن يقارب هذه الشروط فإنني "أستمز" على كتابته وعلى جمله وعلى حروفه. وكل من يبتعد عنها فإن عيوني لم تخلق لسطوره.

هل أسمي أحداً ؟
لا، لن أضع أسماء، ولكني أقرأ للكثيرين منكم وتثيريني سطور الكثيرين.

واسلموا لي
العلماني