{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
البابا الراحل كان حليف ريغان في قتل المستضعفين....
فرناس غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 512
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #5
البابا الراحل كان حليف ريغان في قتل المستضعفين....

البابا والكاثوليك والعالم

وصل يوحنا بولس الثاني الى سدّة البابوية في عام 1978، بعد أن كانت ثورات الستينات التحررية قد شارفت على الأُفول، ليسود الليل السياسي الطويل، ليل مارغريت تاتشر ورونالد ريغن. لقد حدث تراجع اقتصادي في السبعينات، وحدث تحوّل غربي نحو اليمين، وكان وصول كاردينال مجهول هو كارول ويتيلا جزءاً من ذاك التحوّل. لقد حقق الاتيكان ربيعه التحرري في الستينات في ما عُرف بمجمع الاتيكان الثاني؛ وصارت الظروف ناضجة لملاحقة الرهبان اليساريين، والراهبات المتحررات، وكهنة أميركا اللاتينية الماركسية ـ وكل ذلك حدث على يد البابا يوحنا الثالث والعشرين ـ الذي كان الكاثوليك المحافظون يعتبرونه تارة ضعيفاً ومتردداً، وطوراً عميلاً سوياتياً.
إن ما كان هؤلاء المحافظون بحاجة إليه رجلاً مدرّباً تدريباً جيداً على تقنيات الحرب الباردة. وقد جاء ويتيلا من البيئة المثالية لذلك: البيئة المملوءة بالقوميين الرجعيين، والمؤمنين المتعصبين، وأعداء الشيوعية الطبيعيين. لقد حوّلت عقود من الصراع مع الشيوعيين المطارنة البولنديين؛ بل والكنيسة البولندية كلها الى مناضلين سياسيين رجعيين، ما كان يمكن أحياناً التفرقة بينهم وبين البيروقراطيين الستالينيين. فكلا الجهازين كان مقفلاً، ودوغمائياً، وهرمياً، غاصاً بالأساطير وعبادة الأشخاص. وهذا التماثل في الذهنية، هو الذي حوّل الجهازين الى أعداء يستميت كل منهما في سبيل قتل صاحبه. وقد دار الصراع في الظاهر على كسب أرواح البولنديين ومصالحهم. وقد كان المطارنة البولنديون واعين، كم كان كسْبُهُم ضئيلاً من الحوار مع الشيوعيين مفكرين أو عاملين في جهاز الدولة؛ فالتفتوا للتدخل في الصراع الدائر أيضاً داخل الكنيسة وعلى روحها واهتماماتها.
ففي زيارة للكاردينال كارول ويتيلا الى الاتيكان قبل صيرورته بابا روما، انزعج البابا المقبل أشدّ الانزعاج من النقاشات اللاهوتية الدائرة بحماس في تلك الديار. إذ ما كان ذلك هو ما سارت عليه الأمور في وارسو. وقد تطلع المحافظون في الاتيكان، والذين كانوا منزعجين مما آلت إليه الأمور في مجمّع الاتيكان الثاني، الى كارول ويتيلا من أجل الإنقاذ. وعندما صار الكرسي الرسولي فارغاً، ابتلع المحافظون ترددهم في تولية غير إيطالي، وانتخبوا بولندياً للكرسي الرسولي، في سابقة لم تحدث منذ العام 1522.


وما إن وصل يوحنا بولس الثاني للسلطة حتى بدأ يعمل على إزالة كل المنجزات التي حصل عليها الليبراليون في الاتيكان ـ 2. وبدأ استدعاء الكرادلة الليبراليين للطلب إليهم أن يتنازلوا عن "امتيازاتهم". وكان بين أوائل إجراءاته العودة الى المركزية الشديدة بعد أن كانت صلاحيات كثيرة قد عُهد بها للسلطات الكنسية المحلية. في الكنيسة الأولى كان المدنيون رجالاً ونساء هم الذين ينتخبون مطارنتهم. وما وصل الاتيكان ـ 2 الى هذا الأفق؛ لكنه أصرّ على الطابع الرفاقي والأخوي في الكنيسة. ولهذا ما كان للبابا أن يرى نفسَه رئيس الرؤساء؛ بل أول بين متساوين. لكن يوحنا بولس ما اعترف بالتساوي مع أي أحد آخر. فمنذ عهده بالكهنوت؛ كان كارول ويتيلا مقتنعاً بقدراته الروحية والتنظيمية. وقد كان الكاثوليكي الليبرالي غراهام غرين يقول ساخراً إنه يحلم بيوم يقوم فيه البابا بشرعنة المسيح! وقد بدأت بوصول يوحنا بولس الثاني الى كرسي البابوية استدعاءات الرؤساء الروحيين للمجيء لتلقّي التعليمات والأوامر، وليس للتشاور الأخوي. وجرى تقريب اليمينيين المتشددين المؤمنين بوجهة البابا، واستبعاد وإبعاد اللاتين من الليبراليين واليساريين.
وكانت نتيجة المركزية الشديدة أن الكنائس المحلية وجدت نفسها مجرّدة من كل شيء، وممنوعة من المبادرة، وينظر كل أحد من الاتيكان الى تصرفاتها من وراء ظهرها وبعيون آمرة حمراء من الغضب. وفي سنوات الجمود وانعدام الحيلة، وجدت الكنائس نفسها مشلولة عند انفجار فضائح التحرّش بالأطفال من جانب الكهنة. وكانت إجابة يوحنا بولس على هذا التحدي، إعطاء جوائز للذين غطوا الفضائح بنقلهم الى روما واحتضانهم فيها.
بيدَ أن أفظع نتائج تركيز السلطة في روما، ما كان نصيبه في ستر تلك الفضائح، ولا نظرته الرجعية الى النساء، بل لجوؤه لاعتبار الإجهاض ووسائل منع الحمل "ثقافة للموت"! والتي كان يمكن أن تُسهم بالمعالجة الأخرى في تقليل الوفيات بسبب الإيدز في العالم الكاثوليكي. وقد مضى البابا لمصيره مع الذين واللواتي تسبّب في موتهم على يديه. ومن هنا جاء القول إن يديه ملطختان بالدماء. لقد صنع البابا الراحل مشكلة معقّدة للكنيسة لم تشهد مثلها منذ تشارلز دارون.

"الغارديان"

عن المستقبل اللبنانية
04-19-2005, 06:00 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
البابا الراحل كان حليف ريغان في قتل المستضعفين.... - بواسطة فرناس - 04-19-2005, 06:00 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  بابا الفاتيكان عند الشيطان بوش ....والله عيب ياقداسة البابا بسام الخوري 7 1,578 04-19-2008, 12:39 PM
آخر رد: rambo
  كتاب محمد عمارة "فتنة التكفير" يستبيح دماء الأقباط .. ثم يكلمونك عن إهانات البابا بنديكت !!! Beautiful Mind 13 3,799 01-16-2007, 01:14 AM
آخر رد: بهجت
  الترجمة الكاملة و المتخصصة لمحاضرة البابا في جامعة ريغينسبورغ ليلين 29 7,075 11-02-2006, 01:29 PM
آخر رد: اسحق
  ايران حليف غير ثابت في الجبهة المعادية للامبريالية. غسان العوني 5 1,017 10-16-2006, 12:16 AM
آخر رد: على نور الله
  فولتير يردّ على ... قداسة البابا ابن سوريا 9 2,148 10-13-2006, 02:55 AM
آخر رد: قطقط

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS